نتعرف على أحكام الغسل والغسل من أنواع الطهارة الحدثية المائية وبه يرتفع الحدث الأكبر نحن تعرفنا على الوضوء الذي به يرتفع الحدث الأصغر ونتعرف الآن على الغسل الذي به يرتفع الحدث الأكبر الغسل له موجبات وله سنن وله فرائض أو فروض وله كذلك فضائل الموجبات أي التي توجب الغسل وتجعله واجبا هي في مقابل نواقض الوضوء كما تعرفنا على نواقض الوضوء فهذه موجبات الغسل موجباته الحيض والنفاس وخروج المني بلذة معتادة ومغيب الحشفة أو قدرها في فرج مطيق الحيض والنفاس ولو نزل دفت أو دفعة واحدة فإنهما يوجبان الغسل لكن الغسل لا يصح إلا بعد انقطاعهما فإذن الحيض والنفاس من موجبات الغسل وهذان أمران واضحان وسنتعرف بإذن الله تعالى في آخر أحكام الطهارة على أحكام الحيض والنفاس كذلك من موجبات الغسل مغيب الحشفة أو قدرها في فرج مطيق الحشفة هي رأس الذكر فبمجرد مغيب الحشفة وجب الغسل طبعا أو قدرها إذا كان الذكر مقطوع الحشفة لذلك يقول الفقهاء قدرها يعني من مقطوعها وكان تغييب هذه الحشفة في فرج مطيق الفرج في أي كان هذا الفرج يعني في قبل أو دبر في ذكر أو أنثى ويكون هذا الفرج يعني في فرج مطيق للوطئ يعني لو كانت ولو كانت يعني غير بالغة لو كانت أنثى غير بالغة لكنها مطيقة للوطئ فإن ذلك موجب للغسل وهذه أحكام مهمة لا بد أن نضبطها فإذن مغيب الحشفة ها هنا نفهم أن مغيب الحشفة أو بمجرد مغيب الحشفة وجب الغسل ولو لم ينزل المني وهذا هو المقصود والغسل حينئذ واجب في المغيب والمغيب فإذن هذه مسألة مهمة مما يتعلق بموجبات الغسل كذلك من موجبات الغسل خروج المني بلذة معتادة المني في خروجه له حالات إما أن يخرج حال النوم فإن خروجه حال النوم يعد موجبا للغسل مطلقا يعني خرج بلذة أو بلا لذة شعر صاحبه به أو لم يشعر بمجرد خروجه من السيقظ ووجد المني في ثيابه يعني إثر احتلام في النوم فإنه يجب عليه الغسل حتى كذلك نستوعب بعض المسائل ماذا لو وجد إنسان منيا في ثوبه ولم يعرف من أي نومة كان خروج هذا المني فإن فقهاءنا يذكرون أن الغسل في حقه واجب طبعا لأن المني خروجه موجب للغسل من موجبات الغسل لكنه يعيد الصلوات التي صلىها بعد آخر نومة نامها ربما يكون نام في الليل ثم بعد ذلك نام الضحى أو قال ظهرا فإن قيلولته هذه يحتمل أن يكون احتلم فيها فإن الفقهاء يقولون بأنه يغتسل ويصلي الصلوات التي صلىها أو يعيد الصلوات التي صلىها بعد آخر نومة التي هي القيلولة لو صلى العصر مثلا بعد القيلولة أو صلى الظهر إذا كان يقيل قبل ذلك فإنه يعيد الظهر أو يعيد العصر إذن هذا ما يتعلق بخروج المني حال النوم الذي هو الاحتلام ثم كذلك من موجبات الغسل خروج المني بلذة معتادة وعلمنا ما المقصود باللذة المعتادة لأننا علمنا أن خروجه بلا لذة أصلا أو خروجه بلذة غير معتادة هذا لا يوجب الغسل فإذن خروجه بلذة معتادة ما المقصود هنا أولا بالخروج الخروج للمني يقصد به فقهاؤنا بروزه من ذكر الرجل أو فرج المرأة وها هنا لا فرق بين الرجل والمرأة فيشتركانها هنا في نفس الحكم فإذن بروزه من ذكر الرجل أو فرج المرأة أما لو شعر بشيء من اللذة لكن المني لم يبرز من الذكر فإن الغسل غير واجب لأن هذا لا يعتبر من موجبات الغسل إلا بخروج المني أي بروزه من ذكر الرجل طيب هذا المني إذا خرج بلذة معتادة وجب الغسل سواء خرج بنظر أو إذا خرج بجماع بتغييب الحشفة فهذا واضح لكن إذا غاب بتغييب الحشفة في حد ذاته موجب للغسل لكن لو خرج هذا المني بلذة معتادة خرج بتفكر خرج بلمس خرج بنظر فإنه موجب للغسل ولو ذهبت اللذة ولو خرج هذا المني بعد ذهاب اللذة فإن هذا المني موجب أي ولو كان خروجه بعد ذهاب اللذة يمكن لهذا المني أن يخرج ويغتسل صاحبه ثم بعد أن يغتسل يخرج منه مني آخر يعني بعد اغتساله فإن الغسل الأول يكفيه عن هذا المني الذي خرج بعد ذلك مما يتحدث عنه الفقهاء كذلك أنه لو مثلا يعني شعر بشيء حصلت له لذة ثم لم ينزل المني مباشرة لكن المني نزل بعد سكون اللذة فإن المني هاهنا يعتبر كذلك موجبا للغسل وهذا أيضا من المسألة التي ذكرتها أو من الأحكام التي تتعلق بالمني ما ذكرته بأنه لو اغتسل ثم خرج منه المني وبعد ذلك فيكفي غسله الأول وحينئذ سنرجع للحكمة التي ذكرناه في كون هذا المني يعتبر ناقضا للوضوء لكنه لا يوجب الغسل هذه موجباته الحيض والنفاس ومغيب الحشفة أو قدرها في فرج مطيق وخروج المني بلذة معتادة وذكرت الفرق بين خروجه في النوم وخروجه حال اليقظة أما سننه نبدأ بالسنن أو دعوني أعرضها ثم بعد ذلك نبدأ بالفرائض لأنها هي الأهم أول فرائض الغسل النية والنية علمنا أنها من الواجبات في الوضوء وعلمنا ما ينوى في الوضوء ها هنا نقول كذلك أنه حينما يغتسل ينوي أحد ثلاثة أمور إما أن ينوي هاهنا فرض الغسل أو أن ينوي رفع الحدث الأكبر أو ينوي استباحة الممنوع الذي منعه منه هذا الحدث الأكبر ما الذي يمنعه منه الحدث الأكبر وكذلك يمنعه منه الحدث الأصغر سنتعرف عليه بإذن الله تعالى لاحقا إذن النية وهنا تتميز ربما النية في المثال الذي مثلت به في الوضوء تتميز هاهنا في الغسل أكثر من الوضوء بمعنى أن إنساناً هذا الذي مثلت به قبل قليل بأنه استيقظ من نومه ثم صلى ثم بعد ذلك اكتشف أن في ثيابه منياً وأن الفقهاء يذكرون أنه يعيد الصلوات التي صلىها بعد خروج المني وهو لم يغتسل ماذا إذا كان أصلاً هذا الشخص اغتسل يعتاد الاغتسال يومياً لذهابه إلى عمله فهو يغتسل يومياً وحينما تبين له وجود المني في ثوبه قال أنا اغتسلت هذا اليوم إذن اغتسلت بعد استيقاظي من النوم يعني يقصد أنني اغتسلت في أول الصباح بعد استيقاظي من النوم لكن نقول له هاهن أنك لما اغتسلت لم تنوي بذلك فرض الغسل أو استباحة الممنوع أو رفع الحدث الأكبر فحينئذ سيكون غسلك ليس عبادة وإنما غسل نظافة من الأغسال العادية إذن النية من فرائض الغسل كذلك تعميم ظاهر الجسد بالماء ظاهر الجسد بالماء من مفرق رأسه إلى أخمص قدميه بما في ذلك حتى شعره لأنه كما سيأتي بعد قليل من الفرائض إذن تعميم ظاهر الجسد بالماء ومما يعتبر كذلك من الظاهر ها هنا يعني ما يكون حتى من الأذنين مما يمسح في الوضوء فإنهما يعتبران من الظاهر ويجب غسلهما تعميم ظاهر الجسد بالماء هذا واجب كذلك من واجبات الغسل الدلك والدلك هاهنا سيكون أكثر ساعة مما مر معنا في الوضوء فإنه سيكون باليد أو بالرجل أو بأي عضو من أعضائه بأن يدلك مثلا ما يكون خلف ظهره بذراعه أو يدلك مثلا رجله برجله الأخرى أو يدلك ساقه مثلا بقدمه إذا لم يستطع أن يدلكها بيده وما لا يستطيع أن يدلكه فيسقط عنه عند عدم القدرة على ذلك إذن الدلك هو حكمه بتفصيله وتعريفه كما مر معنا في الوضوء والموالاة مع الذكر والقدرة وعلمنا ما المقصود بالموالاة وأن الموالاة تكون واجبة مع الذكر والقدرة ويكون حينئذ التفريق للغسل أو لغسل أعضاء أو ظاهر الجسد هاهنا دون عذر مع الذكر والقدرة ها هنا يكون الفصل أو التفريق مبطلا للغسل كذلك من فروضه تخليل الشعر أو تخليل الشعر أي كل شعر بدنه شعر رأسه وشعر حاجبيه وشعر شاربه وشعر لحيته وكل شعر في بدنه يجب عليه أن يخليله سواء كان هذا الشعر خفيفا أو كان هذا الشعر كثيفا وكذلك مما يجب عليه أن يخليله كذلك ها هنا تخليل أصابع الرجلين فإنه يجب عليه تخليلهما في الغسل بخلاف الوضوء فإنه كما مر معنى الذي يجب فقط تخليل أصابع اليدين في الوضوء لأن الرجلين لما كانت أصابعهما ملتصقة أعطيت حكم العضو الواحد لكن في الغسل هاهنا يجب عليه تخليل أصابع الرجلين أما سننه سنن الغسل فإن سننه أولا غسل اليدين للكعين أولا يعني في أول غسله وهذا كما مر معنا بيانه في الوضوء كذلك المضمضة وهي كما مرت معنا في الوضوء والاستنشاق والاستنثار ومسح صماخ الأذنين صماخ الأذنين الصماخ والثقبة التي تكون في الأذنين فإن مسحها من السنن ولا يدخل الماء لها حتى لا يضرها كما ينص على ذلك فقهاؤنا أما فضائله فأول فضائل الغسل البدء بغسل الأذى عن جسده أو البدء بإزالة النجاسة عن بدنه نحن نتحدث عن حيض ونفاس ربما يكون في بدن المرأة شيء من أثرهما أو مني كذلك يكون في بدن الرجل أو المرأة شيء من أثرهما وربما لا يكون ذلك أصلا من موجبات الغسل ربما يكون جزارا ذكاشاتا وسال عليه دم مسفوح أو كان كنافا أو أصابته نجاسة في الطريق وأصابت جزء من بدنه إذن نقول له أول ما تبدأ به يعني بعد غسل يديك إلى الكوعين أن تبدأ بغسل الأذى عن بدنك أن تزيل النجاسة التي في بدنك يعني سواء كانت في الفرج أو في أي موضع من مواضع البدن هذا هو المستحب الأول المستحب الثاني التسمية المستحب الثالث إفاضة الماء على الرأس ثلاثا ها هنا سيغسل الرأس فإفاضة الماء على الرأس ثلاثا يعني أن يغسله ثلاث مرات كذلك من فضائله تقديم أعضاء الوضوء وغسلها مرة مرة ما هي أعضاء الوضوء؟ علمناها ها هنا يعني نقول له أن تغسل يديك إلى الكوعين ثم بعد ذلك طبعا سيزيل الأذى ثم يتمضمض ويستنشق ويستنثر ويغسل وجهه ويغسل يديه إلى المرفقين ثم يمسح رأسه أو يغسل رأسه ثم بعد ذلك ها هنا يمسح رأسه ثم بعد ذلك سيفيض الماء ثم بعد ذلك يغسل رجليه إلى كعبيه وقيل يؤخرهما على الخلاف بين فقهائنا وفي كل غسل لهذه الأعضاء أعضاء وضوئه يغسلها مرة مرة يعني لا نقول له أن تأتي بالشفع والتثليث إذن هذا من الفضائل كذلك وكذلك من الفضائل تقليل الماء مع إحكام الغسل وهذا مرة معنا في الوضوء بيانه ومن الفضائل كذلك البدء بأعلى البدن يعني يبدأ برأسه وبعد ذلك منكبيه ثم صدره وهكذا إلى أسفل البدن وهذا سيأتي بيانه بعد قليل سأبين الصفة المستحبة التي يذكرها فقهاؤنا كذلك من المستحبات البدء بالميامن قبل المياسر ومن المستحبات كذلك المكان الطاهر وقد ذكرت هذا في الوضوء بأن هذه عبادة وكذلك حتى لا يتطاير عليه شيء من النجاسات التي قد يرتد عليه شيء من النجاسات التي تكون على الأرض إلى بدنه هذه الآن موجبات وفرائض وسنن وفضائل هناك في الغسل صفة إجزاء وهناك صفة كمال وبالمناسبة كذلك هذه الصفات لهذا الغسل سواء كان غسلا واجبا أو كان حتى غسلا ليس بواجب من الأغسال الشرعية التي تكون مسنونة أو مستحبة يعني هذه الصفة التي تذكرها هنا هي أيضا صفة غسل الجمعة وصفة غسل العيدين وكذلك صفة غسل الميت مع ما يختص به غسل الميت من أحكام يختص بها من سدر وكافور ونحو ذلك من الصفات هناك صفة إجزاء يعني نحن الآن نريد أن نرفع الجنابة نرفع الحدث الأكبر لو أتى بالفرائض فقط فإن هذا الغسل أجزأه وبهذا الغسل بهذه الصفة التي تكون صفة إجزاء فقط يعني باقتصاره على الفرائض يكون قد ارتفع حدثه وهناك صفة كمال صفة الكمال تكون بالإتيان بالفرائض وبالسنن وبالفضاء لكلها مرتبة نعم فلذلك حينئذ سيكون الوصف بأن يبدأ أولاً أن ينوي وبعد ذلك أولاً يبدأ بتسمية يعني بعد النية وأن يستقبل القبلة وهذا لم يأتها هنا لكنه مر معنا ولم يمر معنا كذلك حتى في الوضوء لكنه مما يذكرها الفقهاء ويكون في موضع طاهر ويبدأ أولاً بغسل يديه إلى الكعين ثم بعد ذلك يزيل النجاسة أو يبدأ بغسل الأذى عن بدنه ثم بعد ذلك ينوي هاهنا عند غسل فرجه أو عند أول مغسول يغسله ينوي هاهنا فرض الغسل النية تكون هاهنا أو أنه حتى ينوي في البداية قبل شروعه في الغسل لكن الفقهاء يذكرون هاهنا أنه يبدأ في أول مغسول سواء بدأ بغسل فرجه أو بدأ بغسل أي عضو من أعضائه طيب الآن بعد أن ينوي فرض الغسل أو ينوي رفع الجنابة أو رفع الحدث الأكبر أو استباحة الممنوع وكما ذكرت يبدأ بغسل أذى عن جسده بعد ذلك يأتي ببقية أعضاء وضوئه الآن هو غسل يديه إلى الكعين يتمضمض ويستنشق ويستنثر ثم يغسل وجهه ويتمم أعضاء وضوئه مرة ثم يعود مرة أخرى إلى غسل رأسه من أعلى بدنه لأن البدأ بالأعالي من المستحبات فيغسل رأسه ثلاث مرات ويخلل أصول شعره ومما يذكرها هنا أو يذكرها الفقهاء أنه يستحب أو يستحب الفقهاء أنه يبدأ ببلي أصابعه ويخلل بها أصول شعره قبل أن يفيض الماء حتى تنسد المسام حتى لا يصاب بعد صب الماء بشيء من الأذى بعد أن يغسل رأسه يعني رأسه بعد ذلك يعني بعد أن يغسل رأسه ثلاث مرات يغسل عنقه ثم بعد ذلك يغسل منكبيه إلى مرفقيه ثم بعد ذلك يفيض الماء على شقه الأيمن إلى كعبه ثم بعد ذلك يفيض الماء على شقه الأيسر إلى كعبه فيغسل كل من الشقين الأيمن والأيسر بطنا وظهرا هذه هي الصفة المستحبة أو صفة الكمال التي تجمع الفرائض والسننة والفضائل هناك أيضا من المسائل المهمة هل هذا الغسل يكون نائبا ومجزئا عن الوضوء؟ بمعنى أن من اغتسل غسلاً يكون بذلك يجوز له أن يصلي وأن يمس المصحفة وأن يطوف إذا كان الغسل غسلاً واجباً فنعم إذا كان غسلاً واجباً فيكون هذا الغسل لأن رفع الحدث الأكبر يندرج تحته الحدث الأصغر بالتبع لكن بشرط أن لا يمس ذكره بعد شروعه في غسله لذلك يذكر الفقهاء هنا أنه يبدأ بغسل الأذى عن جسده فبعد ذلك بعد أن يبدأ بغسل أذى ويبدأ بغسل فرجه بعد ذلك حينما يفعل أفعال الغسل لن يعود إلى مس ثكره لأنه من نواقض الوضوء كما مر معنا فحينئذ سيرتفع بهذا الغسل حدثه الأكبر وبعد ذلك يجوز له حينئذ أن يفعل ما يمنع منه المحدث حدثا أصغر أما الأغسال غير الواجبة كغسل الجمعة وغسل العيدين فإن هذه الأغسال لا تنوب عن الوضوء ولا بد أن يتوضأ بنية خاصة بالوضوء لرفع الحدث الأصغر نحن تعرفنا على الوضوء وعلى الغسل ما يرفع الحدث الأصغر وما يرفع الحدث الأكبر ما هو الذي يمنع منه المحدث حدثا أصغر يمنع من الصلاة ويمنع من الطواف ويمنع من مس المصحف المحدث حدثا أصغر لا يجوز له أن يصلي ولا يجوز له كذلك أن يطوف بالبيت ولا يجوز أن يمس المصحف لا يمسه إلا المطهرون ولا يجوز له أن يمس المصحف ولا حتى جزء من المصحف ولا كذلك أن يحمله ولو بعلاقة أو أن يمسه حتى بعود كما يذكر الفقهاء إلا إذا كان ذلك جزء لمعلم أو متعلم فذلك يباح أو يرخص لهما لأجل الضرورة أما ما يمنع منه المحدث حدثا أكبر أو ما يمنع منه الجنوب فيمنع مما يمنع منه المحدث حدثا أصغر من باب أولى فيمنع من الصلاة ومن الطواف ومس المصحف ويمنع كذلك من دخول المسجد ولو كان مجتازا فالجنوب سواء كان حائضا أو نفساء أو ممن خرج منه مني فإن هذا يمنع من دخول المسجد ولو كان دخوله لأجل الاجتياز والعبور ولا جنبا إلا عابر سبيل كما قال المولى تبارك وتعالى قراءة القرآن كذلك وكتابته إلا اليسير لتعوذ أو رقيا أو استدلال فإن قراءة القرآن ها هنا ليست مجرد مسل المصحف قراءته للقرآن لو أراد الجنب أن يراجع محفوظه أن يتلوى شيئا من القرآن أو أن يكتبه فإن هذا مما يمنع منه الجنب أو المحدث حدثا أكبر لكن يستثنى ها هنا الشيء اليسير كآية القرآن الكرسي مثلا إذا كان للتعوذ أو الرقية أو للسدلال فيستثنى من ذلك أن يقرأ مثلا آية الكرسية أو سورة الإخلاص ويستثنى هاهنا من هذا الأمر الذي يمنع منه الجنوب في قراءة القرآن تحديدا تستثنى الحائض والنفساء فيجوز لهما أن يقرأ القرآن مطلقا لأن الحائض والنفساء لما لم تكن الواحدة منهما تستطيع رفع الجنابة عنها بخلاف الجنوب الذي كانت جنابته بسبب مغيب حشفة أو بسبب نزول المني فإنه يمكنه أن يرفع عن نفسه الحدث الأكبر في أي وقت لكن الحائضة لما كانت بخلاف ذلك جاز لها حينئذ أن تقرأ القرآن لكن دون مسل المصحف فتقرأه مما من الجوالات مثلا على سبيل المثال مما كما أباح ذلك عدد كبير من فقهائي العصر لقراءة القرآن من الجوال دون مسل المصحف