Transcript for:
الإعجاز القرآني والفهم العميق

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم وصل اللهم على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين اللهم صلي على محمد وآله محمد اللهم اخرجني من ظلمات الوهم واكرمني بنور الفهم اللهم افتح علينا أبواب رحمتك وانشر علينا خزائن علومك برحمتك يا رحمن راحمين وصل اللهم على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين اللهم صل على محمد وآل محمد بعد أن انتهى الكلام من آية الطوفان وتكلمنا في أربع محاضرات عن آية الطوفان وكان موضوع حديثنا البلاغة والفصاحة في القرآن الكريم ولماذا انتخب واختار القرآن الكريم تلك اللفظة ولم يختر لفظ أخرى ولماذا قدم في بعض المواضع وأخر في مواضع أخرى كل هذا يبين إعجاز القرآن في مجموعه يبين إعجاز القرآن أن القرآن معجزة الآن الكلام في الإعجاز لا زال في إعجاز القرآن الكريم نأتي ببعض النماذج آية قرآنية تقول ولا تقتل أولادكم من إملاق ولا تقتل أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياه الإملاق هو الفقر يعني لا تقتل أولادكم لأنكم فقراء فالله يرزقكم ويرزق أولادكم فماذا قالت الآية؟ ولا تقتلوا أولادكم من إملاق يعني الإملاق فعله يعني الفقر فعله يعني فعليا الآباء فقراء نحن نرزقكم فوجه الخطاب للأهل أولا وإياهم ونرزق الأبناء آية قرآنية أخرى نفس هذا المضمون ولا تقتل أولادكم خشية أملاق خوف الفقر خشية هي الخوف الأملاق هو الفقر ولا تقتل أولادكم خشية أملاق نحن نرزقهم وإياكم فقدم الأطفال والأولاد على الآباء ما الفرق؟ في الآية الأولى قال نحن نرزقكم وإياكم في هذه الآية قال نحن نرزقهم وإياكم والفرق في الآية الأولى قدم الأهل يعني نحن نرزق الأهل ونرزق الأبناء لماذا قدم الأهل؟ لأن الفقر فعلي لأن الفقر فعلي بدليل ولا تقتل أولادكم من إملاق يعني من فقر فالأهل فقراء فعلا وواقعا فلذلك ناسب أن يقدم الأهل على الأبناء أما في الآية الأخرى تتحدث عن الأهل الذين قطعوا النسل امتنعوا عن الإنجاب خوفا خشية أملاق خوفا على أبنائهم من الفقر فلذلك لم ينجب أطفالا خوفا على الأطفال من الفقر فما هو المناسب؟ المناسب تقديم الأبناء أنتم تخافون على الأبناء فلأجل ذلك قدم الله سبحانه وتعالى الأبناء في الرزق فقال نحن نرزقهم وإياكم واضح؟ فالآية الأولى ولا تقتل أولادكم من إملاق لأن الفقر فعلي على الآباء فقدم الآباء فقال نحن نرزقكم يعني أيها الآباء نرزقكم وإياهم وإياهم الآية الأخرى الثانية لأن الفقر ليس فعلية وإنما يخشون على أبنائهم من الفقر فقدم الأبناء فماذا قال لأنه في خشية خشية أملا يعني هم يخافون أما فقر ليس موجودا يخافون الفقر فماذا قال نحن نرزقهم أي للأبناء وإياكم يعني للأهل طيب آية قرآنية رائعة حكاية عن لسان النبي إبراهيم النبي إبراهيم كان يحاج للدهريين الدهريون من هم الدهريون هم الذين كانوا يقولون أن الدهر هو الذي يهلكنا لا يوجد لا بعث ولا جنة ولا نار طيب وكانوا يقولون وما يهلكنا إلا الدهر وكانوا يقولون وما نحن بمبعوثين يعني لا يوجد بعث يعني لا يوجد يوم قيامة الآية ماذا تقول؟ تقول والذي هو يطعمني ويسقين يعني يطعميني ويسئيني يعني الرزق والذي هو يطعمني ويسقين وإذا مردت فهو يشفين والذي يميتني ثم يحين لنراحظ تركيب هذه الآيات جملة صغيرة ولكن ثلاث آيات نلاحظ الفرق بين كل آية بين الآية الثانية والثالثة ما هو الفرق؟ قال في الآية الأول والذي هو يطعمني ويسقين ضمير الشأن هو عندما تقول هو معناته مختص هذا بالله سبحانه وتعالى يعني فرق بين الذي يطعمني ويسقين من دون هو كما لو قل والذي يطعمني ويسقين يعني ممكن هو يطعمني ويسقين يعني يطعمني ويسقين وممكن غيره ولكن أنت لأجل الحصر ولأجل الاختصاص يعني اختصاص الرزق بالله سبحانه وتعالى فلابد من الاتيام بضمير لأجل الفصل والذي هو هو يطعمني لا غيره يعني وهو يسقين يعني لا غيره لماذا لأجل دفع توهم لماذا أتى بالاختصاص ما هو الداعي للأتيان بهوى حتى تفيد الاختصاص ما هو الداعي لأن الإنسان إذا تلقى مساعدة من أحد كما لو ساعدك شخص ما أعطاك مالاً أو طعاماً أو شراباً أو لباساً يمكن أن تظن وتتوهم أنه هو الذي رزقك لأجل دفع هذا التوهم فكان لابد من التنصيص على أن الرزق مختص بالله وهذا واسطة في نقل رزق الله إليك فلأجل دفع هذا التوهم عند الإنسان غير العارف بالله كان لابد أن ينبهه أن الرزق من الله فقال والذي هو يعني فقط هو لا غيره والذي هو يطعمني ويصغي وإذا مرضت فهو يشفي هنا كذلك كذا نقطة مهمة في هذه الآية وإذا مرضت النبي إبراهيم ينسب المرض لنفسه يقول أنا الذي مرضت فلم ينسب المرض لله لم يقل وإذا أمرضني الله فهو يشفين تأدبا مع الله سبحانه وتعالى ليس من المناسب أن تنسب الإمراض إلى الله سبحانه وتعالى أنت الله ينسبه لنفسه لا مشكلة ولكن أنت كعبد لله ليس من المناسب خاصة النبي إبراهيم عليه صلوات الله وعلى آله وعلى نبينا عليهم صلوات الله وعلى آلهما فهو على درجة عالية وقريبة وهو خليل الرحمن فكان من المناسب أن ينسب المرض لنفسه فلا ينسبه لله سبحانه وتعالى لأنه في الآية السابقة ماذا قال؟ الذي هو يطعمني فنصب الإطعام والرزق لله فهذا مناسب أما المرض فلا ينسبه لله فقال وإذا مرضت أنا وإذا مرضت فهو يشفي فأتى بضمير هو قال هو فكذلك لأجل الاختصاص أن الشفاء بيد الله أما الدواء وأما الطبيب فهو وسيلة يجعل الله الشفاء فالشفاء مجعول من الله الله يجعل الشفاء في الدواء ويجعل الشفاء على يد الطبيب لأنك إذا ذهبت إلى طبيب ماهر ذكي جدا وأجل لك عملية معقبة يمكن أن تعتقد أنه هو الشافي لأجل دفع هذا التوهم حتى لا تتوهم ذلك التوهم الفاسد قال لك وإذا مرضت فهو من؟ أي الله يشفي واضح؟ الآية الثالثة ماذا كان؟ والذي يميتني ثم يحين لم يقل والذي هو يميتني لم يأتي بالضمير الذي يدل على الاختصاص لماذا؟ لأن الموت والإحياء واضح أنه بيد الله لا أحد يتوهم من المؤمنين لا أحد يتوهم بأنه بغير يد الله سبحانه وتعالى فلذلك لا داعي للطنصيص على أنه مختص بالله فلا داعي أن يقول الموت والإحياء بيد الله لا داعي له لأن الكل يعرف أن الموت فلذلك لا داعي لأن يقول والذي هو يميتني ثم يحيي قال فقط والذي يميتني ثم يحيين والحمد لله رب العالمين وصل اللهم على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين اللهم صلي على محمد وآله محمد