Transcript for:
الحرية والسيادة في الأمة الإسلامية

اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم القول مني في جميع الاشياء قول ال محمد عليهم السلام فيما اسروا وما اعلنوا وفيما بلغني عنهم وما لم يبلغني الحمد لله رب العالمين وافضل الصلاه وازكى السلام على المبعوث رحمه للخلائق اجمعين سيدنا محمد واهل بيته الطيبين الطاهرين ولعنه الله على قتلتهم واعدائهم وجاحد امامتهم ومنكري فضائلهم ومناقبهم اجمعين من الان الى قيام يوم الدين امين بدهي ان الامه التي لا يستشعر افرادها في انفسهم الحريه والسياده لا يمكن لمثل هذه الامه ان تتقدم وتعلم لانه اذا كانت النفسيه الطاغيه على افراد هذه الامه هي نفسيه الانهزام والضعف والذله فان هذه الامه لا محاله تتاخر وتتقهقر وتتسافل حتى تصل الى الحضيض ولا ينفع ان تملك هذه الامه من العناوين السياديه ما تملك فاذا كانت تلك العناوين لانطباق لها على ارض الواقع فان هذه الامه تبقى امه ذليله يكون بين واقعها وعناوينها او شعاراتها التكاذب تماما كالقصير الذي يصر على انه طويل او كالصغير الذي يصر على انه كبير او كالدوله المحتله او الخاضعه لهيمنه دوله اخرى وهي مع ذلك تصر على انها ذات سياده دعونا نسمي الاشياء بمسمياتها نحن نرفع شعار الاسلام يعلو ولا يعلى عليه الا اننا في واقعنا ندنو ولا نعلو ونستمرئ هذا الدنو ونتعايش معه كحاله طبيعيه او عاديه فيبقى ذلك الشعار الاسلام يعلو ولا يعلى عليه مجردا شعار ليس الا نوظفه فقط في الخطب الكلاميه والافتخارات الانشائيه وما اشبه والمضحك المبكي اننا صرنا كاخر سلاطين العثمانيين ذلك الاحمق عبد الحميد الثاني الذي كان قد نصب في اعلى مكتبه لوحه نقشت عليها عباره الاسلام يعلو ولا يعلى عليه لوحه نقشت عليها هذه العباره وعلقها في اعلى مكتبه وينقل انه لما كان ياتيه من ياتيه مخبرا اياه ان روسيا والدول الغربيه قد تعاظمت قوتها الصناعيه والعسكريه وتفوقت علينا كثيرا لما كانوا ياتون اليه ويخبرونه بمثل هذه الاخبارات ينبئونه بمثل هذه الانباء كان يكتفي بان يشير باصبعه الى هذه اللافته فوق راسه وكان العنوان او الشعار يكفي لتحقق العلو وهزيمه العدو حتى وان لم يترجم هذا الشعار فعليا على ارض الواقع نحن كذلك كهذا الاحمق نرفع فوق رؤوسنا شعارا عظيما وعنونا كبيرا هو هيهات من الذله هذه الكلمه المقدسه التي نطق بها سيد الشهداء صلوات الله عليه يوم عاشوراء رافضا ان يبايع ليزيد عليه اللعنه وينزل على حكمه ذليلا مقهورا هذه الكلمه المقدسه نصيح بها ونرفعها فوق المنابر في كل عام حين تهل علينا ايام عاشوراء الا اننا لا نترجم هذه الكلمه فعليا على ارض الواقع فواقعنا ابعد ما يكون عن هذه الكلمه المقدسه وهذا الشعار العظيم بل اننا في سلوكنا العام كاننا نطبق شعارا اخر اصلا هو شعار هيهات من الاباء او شعار هيهات من العزه واسفه حين نستمرئ مثلا ان تبقى مراقد ائمتنا عليهم السلام في البقيع مساواه بالارض وبدلا من ان نعلنها انتفاضه او ثوره بدلا من ذلك نركن الى السكون ودعت بحجه انه لا قبل لنا بالنظام السعودي المجرم الذي هدم هذه الابنيه المقدسه ما معنى هذا هذا معناه ان ناقد قبلنا الذله فانه حتى لو سلمنا بانه لا قبل لنا بنا هذا النظام الاجرامي مع ان بمقدورنا اجبار هذا النظام على السماح باعاده بناء البقيع بوسائل عديده قد نذكرها لاحقا اقول حتى لو سلمنا بانه لا قبل لنا بهذا النظام الاجرامي فلا اقل من ان نعمل على تحصيل ما يجعلنا قبلا له ولو في المستقبل اي ان نمضي في اعداد ما استطعنا من قوه تجعلنا كفؤا للمواجهه وان قل العدد وان قل العدد فانه ان يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا 200 واياكم منكم مئه يغلب الفا فين ضعفنا عن ذلك فالان خفف الله عنكم الان خفف الله عنكم وعلم ان فيكم ضعفا فان يكن منكم مئه صابره يغلب مئتين وان يكن منكم الف يغلب الفين باذن الله والله مع الصابرين ايها الاخوه الامه التي تنسف مقدساتها وتحتج لتبرير خمولها بعدم القدره على مواجهه عدوها هذه الامه هي امه ذليله نعم مثل هذه الامه هي امه ذليله لانها لو كانت عزيزه ابيه لما خملت ولراها العالم تتحرك لتحصيل اسباب القوه التي تستعيد بها مقدساتها ولو بعد حين هذا التحرك الفاعل هو الذي يظهر ان هذه الامه امه تستشعر العزه والكرامه والاباء وانها انما تنتظر ان يحين موعد المواجهه لتستعيد ما سلم منها دعوني اكون صريحا اكثر وان كان كلامي قاسيا بعض الشيء لكن هذا هو الواقع هذا هو الواقع الذي لا بد من الاعتراف به انكم لو تفحصتم اموال الامم احوال الامم عفوا لو تفحصتم احوال الامم في عالمنا الحالي لو تفحصتم احوال هذه الامم لما وجدتم امه ذليله كامتنا لا توجد في العالم امه سويت قبور عظماءها بالارض ليس عليها الا التراب بلا حتى شاهد لا توجد امه هكذا الا امتنا نحن كل الامم الاخرى ترى قبور عظماءها محترمه مشيده لا توجد في العالم امه تمنع من زياره عظماءها والوصول الى مقدساتها بالتنكيل والاذلال ذلك التنكيل والاذلال الذي وصل الى حد التعدي على النساء والاطفال لا تجد امه هكذا الا امتنا نحن كل الامم الاخرى يحترم حقها ولو اجمالا في الوصول الى مقدساتها وزياره عظماءها واداء شعائرهم التعبديه في تلك المواطن لا توجد في العالم امه رضيت ببقاء مقدساتها في يد غيرها الا امتنا نحن كل الامم الاخرى تشرف على مقدساتها بنفسها ولو اجمالا حتى وان كانت تلك المواقع المقدسه واقعه جغرافيا في نطاق حكم معادن مثلا القدس القدس كما نعلم محتله من حكومه معاديه تلك الحكومه المعاديه هي الحكومه الصهيونيه الا ان مواقع المسلمين فيها في القدس كالمسجد الاقصى وقبه الصخره هذه المواقع تتبع اداريا مجلسا للاوقاف الاسلاميه الداخل القدس وتتبع ايضا في بعض الجوانب الاخرى وزاره الاوقاف الاردنيه خارج القدس صحيح ان هذه التابعيه الاداريه منقوصه بما يفرضه الاحتلال الا انها على اقل تقدير تعني في جمله ما تعني انها هنا اداره من اصحاب الشان لمقدساتهم وان كانت تلك الاداره منقوصه بل وان كانت اسميه اما نحن في المقابل فلا اداره لنا للمسجد النبوي الشريف ولا للبقيع حتى وان كانت تلك الاداره منقوصه او اسميه لا اداره لنا مطلقه لا تابعية لهذه المواقع الشريفه لنا مطلقا انما تقع مقدساتنا هذه في يد غيرنا من النواصب الاجلاف اقراوا عن تاريخ الهند الهند التي يسيطر عليها الهندوس وانظروا كيف قامت طائفه السيخ او السيك حين دخل بعض الجنود الهندوس معبدهم ذلك المعبد الذهبي المقدس عنده مشهور هو على ضفاف ما هو اشبه ببحيره او نهر انظروا كيف قامت تلك الطائفه طائفه السيخ بثوره عارمه لدخولها هؤلاء الجنود الهندوس معبدهم الذهبيه المقدس تلك الثوره والقلاقل ادت الى اغتيال رئيسه الوزراء الهنديه انذاك انديرا غاندي انتقاما تلك الثوره ادت الى زلزله وضع الهند باكملها كل ذلك لماذا لانهم اعتبروا دخول شخص كافر في نظرهم وهو الهندوسي الى معبدهم دخول هذا الهندوسي الى معبدهم اعتبروه انتهاكا لمقدساته مع ان المعبد يقع اصلا تحت اشرافهم وتحت ادارتهم المستقله ولم يكن دخول اولئك الجنود اليه الا لاخماد قلاقل كان السيخ انفسهم قد بداوها من هناك ضد الحكومه الهنديه هكذا تعامل السيخ لما استشعروا انتهاك مقدساتي نحن في المقابل قام هذا النظام الوهابي المجرم لا بدخول مقدساتنا فحسب بل قام بنسفها وتسويتها بالارض ومع ذلك لم يكن لنا من رده فعل يصح الافتخار بها لا سابقا ولا لاحقا حين نرى مراقب ائمتنا عليهم السلام مساواه بالارض ولا نحرك ساكنا حتى على مستوى اعداد العده لاعاده البناء فليس هنالك معنى لهذا سوى اننا قبلنا الثله بل الذله عندنا ابشع من ذله غيرنا انه ينبغي لنا ان ننكس رؤوسنا حياء وخجلا لان التاريخ لم يعرف امه انتهكت مقدساتها وعاشت ذليله الى هذا الحد اعذروني على كلام القاسي انه الواقع اننا لم ننم عن استعاده مقدساتنا فحسب بل باركنا من يدعونا الى النوم عنها ودونك اولئك الجبناء ممن جعلوا انفسهم في مواقع قياديه وانساق لهم الناس هؤلاء الذين بدلا من ان يقوموا بواجبهم في تصعيد الضغط باتجاه اعاده بناء البقيع بدلا من ذلك نراهم يصرحون في وسائل الاعلام بكل السفاله بان هذا الموضوع اعاده بناء البقيع لا اولويه له ويدعون الى التخلي عن طرحه والاهتمام بهذا الموضوع يدعوننا الى ان لا نهتم ولا نكترث ولما نسالهم بماذا تريدوننا ان نهتم يقولون اهتموا بدلا من ذلك ببناء اللحمه الوطنيه والتعايش الاهلي وكان اللحمه الوطنيه والتعايش الاهلي لا يتحققان الا بان يدوس العدو على مقدساتنا وكرامتنا ونسكت من الطبيعي ان تجد اصواتا نشازا في كل امه اصوات من باع نفسه للسلطان والحاكم حتى ينال منه ثروه وجاها وما اشبه اصوات العملاء الاذلاء هذا من الطبيعي تجده في كل امه الا ان من غير الطبيعي ولا العادي ان يبقى هؤلاء وسط مجتمعاتهم بلا عقاب او بلا عزل على اقل تقدير الامم الابيه تعاقب عاده الاصوات النشاز التي تدعوها الى الخنوع والخضوع تعاقبها بان تعزلها عن المحيط العام فتغدو منبوذه لا وجاهه لها فالعجب كل العجب من امتنا المنكوبه هذه بدلا من ان تصفع هذا السامري الذي يجازف بكرامتها من اجل مصالحه بدلا من ان تركله الى خارج المحيط العام صاغرا منبوذا فانها بدلا من ذلك تبقيه مكرما معززه بل وتقوم الشريحه من هذه الامه بالثناء عليه بانه ذو حكمه وبصيره حتى حين يستقدم هذا السامري اجلاف النواصب الى ديارنا ليمرغوا انوفنا بالتراب حينما يهاجمون عقائدنا ويسفهون تشيعنا ويقوم هو مع ذلك كله بتكريمهم في ولاء طعام حتى حين يقع مثل هذا يبقى هذا السامري في محله لا يقطع لسانه ولا تخلع عمامته ولا يلفظه المجتمع بل يتعاطى معه وكان شيئا لم يكن اللهم الا من عتاب هنا وبعض الضجيج هناك لا يغير من الامر شيئا ولا يوقف امثالها هؤلاء الذين اذلونا كل هذا الذل لا يكون الضجيج بذلك حين يقع مثل هذا ويمر مرور الكرام فان على العزه والكرامه والاباء السلام حقا انا لا نجد امه اذل من هذه الامه انها امه تستعذب الذل وتقول ما اروعه انها امه تدعو لمن يدعو للذل وتقول ما احكمه هذا المثال الذي اذكره عن سامري القطيف هين بالنسبه الى غيره لا اريد ان اعدد الان امثله اخرى توجع القلب اكثر كطبيعه تعاملنا مع من يسحق كرامتنا ويتلاعب بمبادئنا حين يظهر على وسائل الاعلام مادحا لاعداء وقتله رسولنا واهل بيته الطاهرين صلوات الله عليه فيثني عليهم ويترضى عليهم ويقيء على رؤوسنا بذلك دون ان يلقى صفعه من احد منا تجعله يبلع قيئه ويتوقف عند حده اعلنتم الان كيف اننا كعبد الحميد هذا عبد الحميد الثاني العثماني نرفع شعار هيهات من الذله والحال اننا نطبق شعار هيهات من العز اين هي المشكله اين هي المشكله انها في نفوسنا نحن لا نستشعر الحريه والكرامه والسياده نحن نستدل انفسنا لان افكارا باليه تسيطر على عقولنا وتبعدنا عن الطريق الذي يجب ان نسلكه لاستعاده حقوقنا والنهوض بامتنا بدلا من ان نمضي في هذا الطريق نمضي في طريق اخر نبدد فيه الطاقات التي كان يجب الصرفها في الاولويات ولا اولويه من تحرير المقدسات هذه اولويات واولى الاولويات هذا النظام السعودي الوهابي الجائر اعلن الحرب علينا منذ ما يقرب من 90 سنه حين هدم المراقد المقدسه في البقيع وضرب طوقا يمنع من الوصول الى ضريح النبي الاكرم صلى الله عليه واله هذا الطوق الذي يمنعنا من زيارته وتقبيل ضريحه المقدس ودعاء الله تبارك وتعالى من عنده هناك منذ ذلك الحين اعلن هذا النظام الجائر الحرب علينا وكل المحاولات التفاوضيه التي بذلت من اجل اعاده بناء البقيع باءت بلا نتيجه بقت حكومه ال سعود على تعنتها ووقاحتها وظلت وفيه لعهدها في مناصبه العداء لال محمد والبقاء على سيره الاشياء ابي بكر وعمر وابي سفيان وال حرب وال زياد وال مروان بقت وفيه لعهدها لم تتزحزح فكل المحاولات التفاوضيه معها باءت بالفشل اذا لم يعد مجال للتفاوض والدبلوماسيه فلا بد من سلوك الطريق الاخر اي طريق ذاك هو طريق التصعيد لا اعني هنا بالضروره قيام حرب مسلحه انما اعني على اقل تقدير رفع صوت جمعي جماعي صوت جمعيا واحد يرفع يناجز ال سعود في كل المحافل الدوليه في شان البقيه يترافق مع هذا الصوت العالي يترافق معه في الداخل عصيان مدني شامل اذا طبقنا هذين الامرين فقط لن يعدوا الامر اياما معدوده حتى نرى هذه الحكومه تضطر صاغره للسماح باعاده بناء البقيع واعاده هيكله اداره الحرمين الشريفين هذا يمكن ان يتحقق بلا اراقه قطره دم واحده انما هي الثقه بالنفس والتخطيط الجيد والاستفاده من وسائل الاعلام المؤثره والتصعيد الدولي عبر المحافل والتحشيد الشعبي لا غير هذا من وسائل التصعيد هذه كفيله بتحقيق الهدف في عالم اليوم عالم اليوم له موازين له اسباب له وسائل هذه هي الاسباب والوسائل لماذا اذا لم نسلك هذا السبيل حتى الان قد يقال انها مسؤوليه القيادات النائمه الجبانه فاذا كان رب البيت نائمان فشيمه اهل البيت كلهم النوم كما انه اذا كان رب البيت بالدف ضاربا فشيمه اهل البيت كلهم رقص اقول قد يعتذر بهذا عن حاله النوم والذل التي نعيشه الا ان هذه القيادات وان كانت تتحمل قسطا كبيرا من المسؤوليه عن ذلك الا ان الامه جمعاء تتحمل القسط الاكبر والاوفر لان المسؤوليه مسؤوليه الجميع انا وانت وهو وهي جميعنا مسؤولون محاسبون ولا يسع احدنا الاعتذار بان القائد الفلاني لم يتحرك ولذلك نمت انا انها مسؤوليتك ايضا اذا وجدته نائما فاتركه واذهب الى المتيقظ ليقودك وان وجدت هذا نائما ايضا فانهض بنفسك لبي نداء نبيك وائمتك عليهم السلام بنفسك اسعى بقدر جهدك وطاقتك في اداء تكليفك ام ان صيحات لبيك يا محمد لبيك يا علي لبيك يا زهراء وامثال هذه الصيحات لا تعدو كونها هي الاخرى شعارات مرفوعه بالانطباق على ارض الواقع كلا فلنطبق حقا هذا الشعار العظيم هيهات من الذله فلا نقبل بذله ابدا وهذا يتطلب منا اولا ان نستشعر اننا احرار ساده ونشعر بهذا ابنائنا واخواننا واصحابنا حتى يمضي الشيعي في طريقه لاستعاده مجده وهو واثق من نفسه عزيز في ارادته حر في سلوكه لا يرضخ لاحد سوى الله تعالى وامامه عليه السلام لا يعرف للذل والهوان معنى في قاموس حياته ابدا هكذا ينبغي ان يكون الانسان الشيعي حرا في جميع احواله حتى وان نابته النوائب والمصائب فانه يبقى حرا لا يقبل وهو في المصيبه ان ينكسر او تضعف عزيمته بل يصبر ويجتهد لاي يعود ويبقى مرفوعا الراس كريما عزيزا هكذا يكون الانسان الشيعي يروي شيخنا الكليني رضوان الله تعالى عليه بسنده عن ابي بصير قال سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول ان الحر حر على جميع احواله ان نابت هنائبه صبر لها وان تداكت عليه المصائب لم تكسره وان اسر وقهر واستبدل باليسر عسرا لا ينكسر المؤمن لا ينكسر الحر كما كان يوسف الصديق الامين صلوات الله عليه لم يضرر حريته ان استعبد وقهر واسر ولم تضره ظلمه الجب ووحشته وما ناله ان الله عليه فجعل الجبار العاتي له عبدا بعد اذ كان له مالكا فارسله ورحم به امه وكذلك الصبر يعقب خيرا فاصبروا ووطنوا انفسكم على الصبر تؤجروا اذا وكما يقول امامنا الصادق صلوات الله عليه الحر حر في جميع احواله لا ينكسر امام المصائب حتى وان تم اسره وقهره لا يضر ذلك حريتهم لانه في نفسه حر يصبر على البلاء وذلك الصبر يعقب خيرا له فيعود سيدا لمن استعبده فتره ما فان الله تعالى لما يرى من عبده الصبر ينزل عليه النصر كما حصل مع يوسف الصديق عليه السلام ولكن اي صبر يجب ان نتحلى به اهو ذاك الذي يعني الاستسلام لمن يريد استعبادنا وقهرنا والعلو علينا كلا فان هذا هو قبول الذل بعينه وهيهات من الذله انما الصبر ها هنا هو بمعنى الرضا بقضاء الله تعالى من جهه وبذل الوسع ما امكن لدفع العدو والانتصار عليهم من جهه اخرى اذا لم يتمكن منك العدو بعد فانك مكلف شرعا بان تدفعه عن نفسك ما امكنك فاذا افترضنا انه تمكن منك فانك مكلف شرعا ايضا بان تبذل ما بوسعك لكي تتخلص منه في كلتا الحالتين انت مطالب بالصبر فلا تجزع ولا تتذمر ولا تضعف او تنكسر بل تسلم امرك كله لله ولكن تعمل بوظيفتك الشرعيه في دفع العدو او التخلص منه ويقترن ذلك بالصبر اي الرضا بقضاء الله تبارك وتعالى وعدم الجزع والتذمر هذا هو معنى الصبر هذا هو معنى الصبر في هذه الروايه الشريفه ليس معنى الصبر ان ترضى ببقاء الوضع الراهن اذا كان فيه ذله لك لانه ليس من حقك شرعا ان تذل نفسك هذا ليس من حقك لاحظوا روى شيخنا الكليني ايضا رضوان الله تعالى عليه بسنده عن ابي الحسن الاحمسي عن ابي عبد الله الصادق صلوات الله عليه قال ان الله عز وجل فوض الى المؤمن اموره كلها ولم يفوض له ولم يفوض اليه ان يكون ذليلا ان الله عز وجل فوض الى المؤمن اموره كلها ولم يفوض اليه ان يكون ذليلا اما تسمع قول الله عز وجل يقول ولله العزه ولرسوله وللمؤمنين فالمؤمن يكون عزيزا ولا يكون ذليلا احفظوا هذه العباره من امامكم الصادق المؤمن يكون عزيزا ولا يكون ذليلا ثم قال عليه السلام المؤمن اعز من الجبل ان الجبل يستقل منه بالمعاون يستقل يعني ينقص منه بالمعاون ممكن ان يتكسر ويقلل ينقص ان الجبل يستقل منه بالمعاون والمؤمن لا يستقل من دينه شيء لذلك المؤمن اعز من الجبل ما اروع هذا الحديث الصادقي انه يصف حال المؤمن ويؤكد انه لا يمكن ان يكون ذليلا لان الله تعالى جعل له العزه ولم يفوض اليه ان يكون دليلا لم يسمح له بذلك وعليه فان من يذل نفسه يكون خارجا عن الايمان بهذا المعنى الدقيق تماما كالذي يشرب الخمر مثلا فانه يخرج عن الايمان لان اذلال المؤمن نفسه حرام بمنزله شرب الخمر كما ان شرب الخمر حرام اذلال المؤمن نفسه حرام ان الله تعالى اباح لك امورك كلها لكنه لم يبح لك اطلاقا ان تعرض نفسك للمذله او تقر بالمذله افعل ما شئت من المباحات الشخصيه لكن عليك ان تعلم ان كل فعل يمكن ان يؤدي الى الاذلال هو محرم عليك تحريما قاطعا لا ينبغي ان تكون مستضعفا ذليلا بل ينبغي ان تكون كالجبل في الشده والقوه بل اعز من الجبل لان الجبل ينقص منه بالمعاون لكن المؤمن لا ينقص من دينه شيء مهما تكالب عليه الظالمون يكون صامدا اكثر صمودا من الجبل المؤمن حر دائما على جميع احواله المؤمن عزيز دائما على جميع احواله وعلى فرض انه في حين من الاحيان ذل هذا المؤمن او تعرض للمهانه قهرا انه حصل ذلك فانه حين يحصل ذلك لا يستقر له قرار لا يهدا حتى يثور ويعيد اعتباره لماذا لانه دققوا جيدا ان اقر بالذل استكانت نفسه للذل يكون بذلك قد خرج عن التشيع والانتساب الى اهل بيت المصطفى صلى الله عليه واله هذا هو النبي الاعظم صلى الله عليه واله وسلم يقول في كلمه رائعه مقدسه من اقر بالذل طائعا فليس منا اهل البيت من اقر بالذل طائعا فليس منا اهل البيت الله اكبر هكذا يعلمنا نبينا والائمه من اله عليهم السلام كيف نكون احرارا نسود العالم بعزنا وكرامتنا هكذا يلقنوننا كيف لا نرضى بالذل ابدا ولا نقر به ومعنى عدم الاقرار بالذل انه لو اتفقا في حين من الاحيان حصول الذل طهران كان تتكالب قوى الشر علينا مثلا فاننا حين ذاك لا نقر ولا يهدا لنا بال حتى نرفع هذا الذل عنا ونلبسه اعدائنا سيما اولئك السفله المشركين الذين احتلوا المدينه المنوره وضربوا فيها حصارا ارهابيا على مرقد النبي الخاتم صلى الله عليه واله ومنعوا المسلمين من زيارته والابتهال الى الله عند ضريحه المقدس طالبين شفاعته هؤلاء السفله الوهابيين انما استقوا لتوانينا عن مواجهتهم وغدا حينما ينتشر هذا الفكر الجديد المصحح للمسيره الشيعيه في هذا العصر هذا الفكر الذي يعيد تاصيل الاباء في نفوس ابنائنا ويدفعهم الى ان يعلو ولا يعلى عليهم حين ذاك سيرى العالم من هو العزيز ومن هو الذليل حقا سنرجع الى المدينه لنطهرها من هؤلاء الاجلاف المحتلين ولنعيد بنا اثارها المقدسه المهدومه ولله العزه ولرسوله وللمؤمنين الشيعه ولكن المنافقين النواصب الوهابيين لا يعلمون المطلوب اذا ان نعود الى مدرسه السيد الشهداء سيد اهل العزه والحريه والاباء الحسين بن علي صلوات الله عليهما تلك المدرسه تلك المدرسه التي عناوينها هيهات من الذله كونوا احرارا في دنياكم والله لا اعطيكم بيدي اعطاء الذليل ولا اقر لكم اقرار العبيد هذه هي عناوين مدرسه سيد الشهداء نحن معنيون بتطبيق عناوين هذه المدرسه الحسينيه العظيمه لا نرددها على السنتنا فقط لنجعلها تترجم على ارض الواقع وان كان فيها فناء النفس فليس فناءها بشيء في سبيل اعزاز دين الله والدفاع عن اهل البيت عليهم السلام نحن احياء اذا قهرنا اعداءنا حتى وان متنا اما اذا صرنا مقهورين وقبلنا بالذل فما نحن الا اموات وان كنا احياء هكذا قال مولانا امير المؤمنين صلوات الله عليه يوم صفي حين استولى معاويه واصحابه لعنهم الله على شريعه الفرات في يوم صفين ومنعوا جيش الامام من الماء وارادوا اذلالهم بذلك حين ذاك ماذا قال الامام امير المؤمنين صلوات الله عليه يقرا نهج البلاغه تدبروا في نهج البلاغه قال عليه السلام لافراد جيشه قد يستطعموكم القتال فاقروا على مذله وتاخير محلا اي تاخير شرف امامكم طريقه اما ان تقروا على مذله وتاخير محله تتراجعون عن كرامتكم وشرفكم او روو السيوف من الدماء تروا من الماء لما لا يكون مجال الا استعمال القوه للمعتدي في مواجهه المعتدي فلا سبيل الا استعمال القوه قد استطعموكم القتال فاقروا على مذله وتاخير محله او رووا السيوف من الدماء روسيوفكم بالدماء او رووا سيوفكم من الدماء ترووا من الماء فالموت في حياتكم مقهورين والحياه في موتكم قاهريين الحياه في الموت قاهرا اقهر عدوك ومت اعلم انك حي ولست ميتا اما انقهرك عدوك وان كنت حيا فانت ميت الا وان معاويه قاده لمه من الغوات وعمس عليهم الخبر ضللهم حتى جعلوا نحورهم اغراض المنيه لقد احسن ابو الحسن صلوات الله عليه تربيه اهل بيته وشيعته المخلصين كما احسن ابو عبد الله الحسين صلوات الله عليه تربيه اهل بيته واصحابه الشهداء الابرار صلوات الله عليهم اجمعين فظهرت منهم ايات الاباء والبطوله يوم كربلاء لم يستسلم احد منهم للذله ولم يقبل الدنيه ولم يضعف او ينكسر كانوا كالاسود الضاريه التي لا تهاب الموت وترى فيه الحياه لان الواحد منهم كان يمضي شهيدا وينتقل من هذه الدنيا وليس في عنقه بيعه ذل لطاغيه مثل يزيد لعنه الله هكذا ينبغي ان نكون هكذا نمتلك العزه والكرامه والسياده هكذا نعلو ولا يعلى علينا تلك هي مدرسه سيد الشهداء تلك هي مدرسه علي تلك هي مدرسه محمد صلى الله عليه واله الاسلام يعلو ولا يعلى عليه نحن بحاجه الى ان نتامل في هذه التعاليم في هذه الماثر ان نعتبر ان نتدارس هذه السيره العظيمه العطره لائمتنا الاطهار عليهم السلام واصحابهم الابرار انها هنا دروسا وعباره لو انها طبقت لوصلنا الى مبتغانا ولا اصبحنا ساده العالم للحديث بقيه نوكلها الى ما تبقى من محاضرات ان شاء الله تعالى هذا وصلى الله على سيدنا محمد واهل بيته الطيبين الطاهرين [موسيقى]