بسم الله الرحمن الرحيم تعتبر الإدارة الصفية الناجحة عنصراً أساسياً لتحقيق بيئة تعليمية منظمة ومنضبطة في المراحل الأساسية والثانوية ولم تعد تقترن بأسليب ضبط النظام والسيطرة على الطلبة فقط، بل أصبح مفهومها أوسع من ذلك بكثير فالإدارة الصفية هي مجموعة من التقنيات والمهارات والأسليب التي يستخدمها المعلم في حسصه الدراسية ليخلق جواً تفاعلياً مع طلبته ويجعلهم منظمين ومنخلطين في تعلمهم ومنتبهين للمهمات المطلوبة منهم ومعززاً السلوك الإيجابي لديهم ومحفزاً لتعلمهم فكل معلم يسعى إلى تحقيق إدارة صفية ناجحة حتى يوفر المناخ التعليمي الفعال لطلبته ويقلل من السلوكيات المعيقة للتعلم ليرفع مستوى التحصيل العلمي والمعرفي لطلابه بثحقه لإنضباط الذاتي لهم من خلال تغيير أرماطهم السلوكية ومستثمرا الوقت بشكل فعال وسنتحدث أولا عن تقنيات الإدارة الصفية بداية لا يوجد قانون أو وصفة ثابتة تطبق في جميع حالات الإدارة الصفية بل توجد مجموعة واسعة من الاستراتيجيات والإجراءات والممارسات الفعالة التي تساهم بشكل كبير في خلق بيئة صفية منظمة وفعالة مثل التقنية الأولى وهي وضع قوانين وقواعد صفية متعلقة بالسلوك والأداء في الصف منذ بدء العام الدراسي وفي حصصه الأولى ويجب أن تكون هذه القوانين إيجابية واقعية محددة مختصرة وواضحة ويفضل تعليقها بالصف لتذكير الطلبة بها دوما كما يفضل إشراك الطلبة في وضعها ليتحملوا مسؤولية الالتزام بها وعدم خرقها ومن الأمثلة على القوانين أولاً أحافظ على نظافة صفي ومقعدي ثانياً أحضر أدوات الدراسية ثالثاً أستمع لمعلمي وزملائي رابعاً أحضر كتابي ودفتري خامساً أرفع يدي عند الإجابة أما التقنية الثانية فهي تعزيز الطلاب عند تطبيق القواعد فالتعزيز الإيجابي لفظاً كان أو معنوياً يعمل على زيادة السلوك المرغوب يمكن للمعلم استخدام لوحة التعزيز أو برامج التعزيز الإلكترونية مثل كلاس دوجو لتعليم الطلاب السلوكيات الإيجابية مثل السلوك الجاهزية لترس أما التقنية الثالثة من تقنيات الإدارة الصفية فهي ضع طرقا للتعامل مع السلوك السيء لا ينبغي أبدا أن يمر السلوك السيء دون رادع في الفصل الدراسي حتى لو كان السلوك صغير يمكن تنبيه الطالب عليه ويجب أن يكون لدى المعلمين طرق إبداعية للتعامل مع السلوك السيء ويجب كذلك تجنب معاقبة الصف بأكمله لخطأ ارتكبه طالب أو مجموعة من الطلبة بدلا من ذلك يجب تحديد واستدعاء الطلاب الذين يتصرفون بشكل سيء بعد الحصة الدراسية ومحاولة اكتشاف سبب سلوكهم السيء والتوصل إلى حل معهم أما التقنية الرابعة فهي وضع روتين وعدات صفية ثابتة يشمل الروتين الصفي تفاصيل وآليات ونظام الحصة الدراسية فهو يعني وجود تكرار منظم لمفاصل محددة من الحصة بشكل يسهم في انسيابية الدرس ويعطيه طابع يميزه عن غيره من الحصص بعيدا عن الارتجال والعشوائية ولا بد الإشارة إلى أن الروتين لا يعني تصميم التعلم بصورة مملة خالية من الإبداع ومن الأمثلة على الروتين الصفي كيفية بدء المعلم لدرسه طريقة الترحيب بالطلبة أو الجملة الافتتاحية التي تعني أن الدرس بدأ فيمكن أن يجعلها جملة مكررة دوما فأنا أستخدم مثلا اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزبنا علما وبهذا الدعاء يعلم الطلبة أن الدرس قد بدأ فيعتادوا على ذلك يمكن في المراحل الصغيرة أن يطفئ المعلم الضوء ويشعله إذانا ببدء الدرس ويمكن أيضاً استخدام العد العكسي، وقد يتميز معلم عن غيره بكيفية بدءه لحصته كروتين دوماً يستخدمه. أما التقنية الخامسة فهي تقنية تصميم الدروس الفعالة. يجب على المعلمين إضفاء الإثارة على تجربة التعلم عن طريق تصميم دروس تلامس اهتمامات ورغبات الطلبة، وتزيد من انتباههم ودافعيتهم للتعلم، وبالتالي بتقلل من مشاكلهم السلوكية فالإدارة الصفية الفعالة لا تقل أهمية عن عملية تخطيط درس غني بالأنشطة وعنيق بالمهمات وقد تحدثنا في فيديوهات سابقة عن خطوات إعداد درس نموذجي مميز وإستراتيجيات التدريس يمكنكم العودة لها وتجدون روابطها في صندوق الوصف وهذا يقودنا إلى التقنية السادسة وهي تفعيل المشاركة وتنظيم عمليات التفاعل يعد التفاعل المستمر والإيجابي مع الطلاب من العوامل المهمة للحفاظ على صف منضبط ويمكنك تحقيق التفاعل الفعال مع الطلبة من خلال أولاً منادات كل طالب باسمه فهذا يعطي إشارة على أن المعلم مهتم به ثانياً توجيه الأسئلة العشوائية السريعة باستمرار لكل طالب حتى تحصل على انتباهها الدائم واستعداده لاستقبال السؤال والإجابة ثالثاً توزيع النظرات بين الطلبة ونقلها من طالب إلى آخر كل عشر ثواني حتى تحافظ على التواصل البصري بينك وبين طلبتك رابعا أشرك جميع الطلبة بالأنشطة الصفية وتابعهم وشجعهم على المشاركة وطرح الأسئلة وتبادل الأفكار خامسا نوع استخدام أسليب وستراتيجيات التعليم كالعمل الجماعي والعصف الدهني وغيرها العديد سادسا أشعر الطلبة بالتقدير من خلال استخدام ألفاظ مثل من فضلك شكرا لك أحسنت سابعا استخدم النقد البناء والطلبة تعد عن النقد الجارح أو السلبي أما التقنية السابعة من تقنيات الإدارة الصفية فهي بناء علاقات إيجابية مع الطلبة ومتابعتهم والاستماع لهم يجب أن يتعرف المعلمين على طلابهم بشكل شخصي أكثر ليكونوا قادرين على مساعدتهم على الازدهار وذلك بالتعرف إلى نقاط القوة والضعف لديهم فمثلا يستمع المعلم لإقتراحات وآراء الطلبة وبيحفزهم للتعبير عن أنفسهم يجمع تغذية راجعة عن أنشطة التعلم لمعرفة ما يحبون وما لا يحبون حتى تعينوا على تصميم دروس جذاب لإلهم ثالثاً يشاركهم في اتخاذ قرار متعلق بنشاط مثلاً لا صفي أو تحديد موعد الاختبار رابعاً خصص عشر دقائق كل شهر مثلاً من الحصة وناقش مع الطلب موضوع مرتبط بهم وقد يختارونه خامساً اطرح عليهم مجموعة متنوعة من الأسئلة قبل الدرس أو في نهايته مثلاً لماذا أنت متعب اليوم؟ ما أكثر جزء أعجبك من الدرس؟ لو كنت معلماً ماذا كنت ستغير في هذا الدرس؟ كيف يمكنك أن تكمل كتابة هذه القصة؟ كيف يمكنني مساعدتك؟ وما رأيك بطريقة حديثك مع زملائك؟ وهكذا أما التقنية الثامنة من الإدارة الصفية الناجحة فهي الانتقال من نشاط إلى نشاط آخر داخل الحصة قد تعد هذه من أصعب مهارات الإدارة الصفية فلا يجب أن تتداخل أنشطة التعلم دون وعي الطلاب بأن المهمة الأولى قد انتهت وأن الهدف منها قد تحقق ثم معرفتهم أنهم انتقلوا إلى نشاط التعلم التالي مثلا ينهي الطلاب نشاط القراءة الصامتة يجب على المعلم غلق النشاط من خلال إخبار الطلبة بانتهاء الوقت المخصص للقراءة الصامتة ويمكنه تقديم تغذية راجع سريعة حول النشاط فيقول مثلا أشكر الجميع على الالتزام بالهدوء والآن سننتقل إلى نشاط تحليل عن عصر القصة فيشرح المطلوب من المهمة الثانية وخطواتها وقوانينها والوقت المخصص لها ثم يتيح للطلاب البدء بالنشاط أما التقنية التاسعة فهي الخطة البديلة كثيرا ما تحدث أمور خارج عن السيطرة بتأثر على عملية التعلم مثل تعطل اللوحة الإلكتروني أو انقطاع التيار الكهربائي عدم إحضار طالب الكتاب أو أدواته أو حصول شجار بين الطلاب فيجب أن يستعد المعلم لحدوث أي طارق وأن يمتلك القدرة على الاستجابة السريعة لهذا الحدث أما التقنية العاشرة فهي إدارة الوقت وتعتبر من أهم تقنيات الإدارة الصفية الفعالة وتبدأ قبل بدء الحصة وذلك أثناء تخطيط الحصة وعمل المعلم على تقدير زمن تعلم لكل نشاط ومن أهم الاستراتيجيات والإجراءات المناسبة لإدارة وقت الحصة أولاً كتابة التوجيهات والإرشادات أو خطوات الحل أو القانون الأساسي للدرس على السابورة أو على مثلاً شريحة الباوربوينت وإبقاءها أمام الطلبة لتقلل وقت السؤال عنها من الطلبة أما ثانياً عدم ترك الطلبة يقومون بالأخطاء لمدة طويلة بل يجب تقديم تغذية راجعة مستمرة عن عملهم أو حلهم لسؤال كي يقوموا بإجراء التعديل المناسب دون هدر كثير من الوقت وثالثاً ضبط الوقت في التمارين والأنشطة ويمكن استخدام المؤقت اليدوي أو الإلكتروني للالتزام بوقت محدد من إطلاعات الوقت ورابعاً التحضير والتخطيط الجيد للدرس ضمن خطة زمنية لكل جزء من أجزاء الدرس فالتخطيط لا يشمل المادة الدراسية فقط وإنما يشمل وضع العمليات والإجراءات التي سيتم القيام بها بالحصة وما تتضمن من أنشطة لترتيب المادة الدراسية في ذهن الطالب أما خامسا فتمكن المعلم من مادته العلمية وأن يكون على ثقة بمعلوماته والتقنية الحادية عشرة فهي بناء شراكة مع الأهل بالتواصل الفعال يساهم التواصل بين أهل الطالب والمعلم في عملية إدارة الصف حيث يعيش الطالب في بيئتي المدرسة والبيت بشكل منسجم ومتكامل وغير منفصل أو متناقض كما يمكن الأهل تقديم معلومات أو مقترحات في خصوص ابنهم ومشاكله السلوكية بالصف والتقنية الثانية عشرة فهي طلب الدعم والاستشارة من زملائك المعلمين والمرشدين التربويين وذلك لفهم أسباب كسر القوانين من قبل طالب في حصة دون الأخرى ولوضع حلول مشتركة لتطوير إدارة صفوف مشتركة والآن ننتقل إلى عوام النجاح لإدارة الصفية هناك الكثير من العوامل التي تساعد على إدارة الصف بشكل ناجح وفعال ومن أهم تلك العوامل أولاً شخصية المعلم وحبه لمهنته ورغبته في التعليم فلا بد أن يتصف المعلم بالحزم والمرونة في التعامل الثقة بالنفس فلا خوف ولا تشتت ولا ارتباك حسن التصرف في معالجة المشكلات العدالة والمساواة في معاملة الجميع والصبر وقوة الشخصية وكذلك إظهار مستوى عالي من الأخلاق ليكون قدوة حسنة أيضاً له صوت واضح يصل إلى كل الطلاب وملتزم بالمواعيد عند بدء الحصة ونهايتها. أما العامل الثاني من عوامل نجاح الإدارة الصفية فهو الإعداد الجيد للدرس فيجب على المعلم إعداد درسه بطريقة يحقق فيها الأهداف من الدرس ويقود طلبته للفهم الجيد والاستيعاب. أما الثالثا فهي طريقة جذب المعلم للطلاب بالشرح المتقن المرتب والمتسلسل والحصص المميزة والمتجددة ورابعا حسن استخدام وعطى نظيم حجة الدراسة لتحقيق التفاعل بين المدرس والطلاب أما خامسا فدراسة جميع الجوانب المتعلقة بالطلاب مثل سلوكهم وأدائهم وسادسا الوعي لما يدور في أرجاء الصف وعدم إهمال ردود أفعال الطلبة نحو طريقة المعلم في الشرح أو في إدارة الصف وسابعا اشراف جميع الطلبة في عملية التعلم بحيث يتوقع كل طالب أنه سيتوجه له سؤال بأي وقت أما ثامنا فالنقد الإيجابي للطالب فتوجيه النقد يكون لسلوك الطالب غير المرغوب وليس للطالب نفسه ويجب تقديم السلوك الصحيح البديل المناسب أما أهم الأساليب اللي يجب الابتعاد عنها في إدارة الصف الناجحة فهي أولا العقاب الجماعي أو العقاب بترضي الطالب ثانيا فرض التهديدات والقيود غير المنطقية ثالثا ثالثاً السخرية والاستهزاء بالطلاب رابعاً تعمد العقاب على الطلاب خامساً إجبار الطلاب على الاعتذار وسادساً الطغاض التام عن السلوك السيء للطلاب سابعاً الثناء على مجموعة من الطلاب دون الأخرى في حال تستحقق المجموعتين للثناء وثامناً التغيير مرة واحدة فالتغيير لا يأتي إلا بالتدريج لأن تغيير فجأة سيرهق المعلم ولن يتجاوب الطلبة معه خاصة إذا كان المعلم جديد أما تاسعاً فالصراخ واستخدام الشتائم وعاشراً تعقيد المشاكل الصغيرة وتضخيمها مع الطلاب وأهم استراتيجيات الإدارة الصفية فهي استراتيجية التدخل البسيط وهي عبارة عن بعض الحركات والأفعال اللي بيقوم فيها المعلم ومنها إشارات غير اللفظية كنظر طلعين والاقتراب من الطالب والتذكير بالقوانين والتعليمات أما الاستراتيجية الثانية فهي التدخل المعتدل كالحرمان من بعض الامتيازات وتغيير أماكن الطالب أما ثالثاً فهي التدخل الأوسع في حال تستمرارية السلوك غير المرغوب فيه وعدم استجابة الطالب فيتبع المعلم استراتيجية التدخل الأوسع أو الشامل تتضمن اتفاق مع الطالب يتحدث من المعلم مع الطالب على انفراد ويوضح له العواقب التي سيصل لها في حال استمراره بسلوكه السيئ والبحث عن حل هذا السلوك وعرض المعلم المساعد للطالب حتى يغير من سلوكه اثنين وضع إشارة عند اسم الطالب حيث يوضح للطالب أنه سيتم إنقاصه علامة أو حرمانه من نشاط وثالثا استخدام سلوب حل المشكلات بالتعاون مع الإدارة المدرسية إذا كان السلوك السيء قد زاد عن حده ولا يوجد أي استجابة من الطالب وختاما أن الإدارة الصفية تعد فنًا يعتمد على الساليب أو أسلوب المعلم وكل منا قادر على تحويل حصة الصفية لبيئة تعليمية ملهمة وجاذبة حيث تكمن مفاتيح النجاح في التخطيط الجيد والتنظيم الفعال إن تأثير كل معلم يمتد بعيدا عن حدود مدرسته وصفه الدراسي فهو يبني مستقبل الأجيال القادمة شكرا لكم على وقتكم واهتمامكم ووفقكم الله ودمتم بخير ت