بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أتوجه أولا بالشكر لجامعة أولوذا وكلية الإلهيات في هذه الجامعة ممثلة بعميدها وأساتذتها الكرام أخص بالشكر أخي الكريم الأستاذ الدكتور جلال الدين على هذه الدعوة الكريمة وأنا سعيد بحضوركم جميعا ولي الشرف أن أكون في هذه المدينة العريقة التي لها تاريخ نتشرف به جميعا أبدأ بالكلام مباشرة استفادة من الوقت الكلام سيكون كما تعلمون حول الإمام محمد زاهد الكوثري وأثره في العالم الإسلامي نستعرض بداية تعريفا موجزا بالإمام محمد زاهد الكوثري ولد الإمام الكوثري في دوزجة في قرية بجانب دوزجة سميت باسم أبيه الحاج حسن هو محمد زهد بن الحسن أصله شركسي ولكن في الفترة الأخيرة من سنوات الدولة العثمانية كما نعرف كان هناك اضطرابات وإشغال لاحتلال لمنطقة القوقاز فهاجر كثير من الشركس إلى البلاد العثمانية ومنهم عاملين عائلة الشيخ زهد الكوثري فاستقر والده في قرية بجانب دزجة سميت باسمه قرية الحاج حسن ولد فيها الشيخ زهد الكوثري في هذه السنة التي ترونها أمامكم في سنة 1879 ميلادية وتلقى تعليمه الأول على يد والده وبعض المشايخ في قريته من أعمامه من عائلته ومن غيرهم وكان والده ومشايخه يعلموه العلوم الآلة في البداية علوم اللغة العربية النحو الصرف ونحوها وأيضا كان والده له عناية خاصة بالحديث ومن هنا بدأ حب الحديث في قلب الشيخ زاهد الكوثري بعد ذلك انتقل الشيخ زاهد الكوثري إلى إسطنبول ليطلب العلم وانتسب إلى المعاهد العلمية في مدارس الفاتح في جامع الفاتح التي هي صحن سمان حول جامع الفاتح ودرس في تلك المعاهد كما ترون ما بين سنة 1893 إلى سنة 1907 في سنة 1907 دخل إلى امتحان الرؤوس وهذا الامتحان كان يعقد في كل خمس سنوات مرة واحدة فدخل للمتحان ونجح بتفوق عال جدا فمباشرة بعده عين مدرسا في المدارس نفسها في معاهد الفاتح في الحقيقة هو أنهى تعليمه قبل هذه السنة على مشايخه وكان نظام التعليم في الدولة العثمانية في ذلك الوقت أن يكون هناك عشرون أستاذا فيأتي الطلاب من المدن المختلفة من القرى المختلفة إلى إسطنبول فيختار الطالب أستاذا ليدرس عليه جميع الدروس فاختار الشيخ زهد الكوثر أستاذه إبراهيم الأجيني ولكن الأستاذ توفي والكوثر في نصف الدراسة يعني بعد ثلاث أربع سنوات خمس سنوات لا أعرف بالضبط توفي الأستاذ الأستاذ قبل وفاته أوصى هؤلاء الطلاب إذا أنا موت فأكمل الدراسة عند تلميذي وهو أحد أساتذة المدرسة علي زين العابدين الألصوني فالكوثر أكمل دراسته على هذا الأستاذ يقول الشيخ زهد الكوثري وبهما بهذين الشيخين تم تخرج ودراسته للعنو وكان يثني عليهما ثناء شديدا فهو أنهى الدراسة قبل هذه السنة 1907 قبلها ولكن كان يجب أن ينتظر الامتحان لأن الامتحان كل خمس سنوات مرة واحدة فدخل الامتحان وكان الامتحان امتحانا شفويا يمتحن الطالب في كل العلوم التي درسها يعني يدخل عند أربع أو خمس أساتذة فيسألونه في البلاغة يسألونه في أصول الفقه يسألونه في الكلام في أي موضوع كان فاستطاع أن يجتاز الامتحان بتفوق عال فعين أستاذا في تلك المدارس مباشرة وصار مدرسا في مدارس جامع الفاتح كما ترون ما بين سنة 1911 في 1908 و 1914 تعرفون هذا التاريخ كان تاريخا حرجا جدا في 1908 و 1909 عزل السلطان عبد الحميد و كان عصر تغيير كبير في الدولة العثمانية فالكوثر لما كان مدرسا في هذا الوقت كان في عصر تغييرات شديدة في الدولة و منها تغييرات في نظام التعليم و في نظام المدارس والكوثر وقف ضد هذه التغييرات في الغالب لذلك صار يضيق عليه يضيق عليه يضيق عليه في 1914 وكانت الحرب العالمية الأولى ستقوم في هذا التاريخ أو قد قامت في هذا التاريخ فضيق عليه جدا من قبل جمعية للتحرير والترقي لذلك الكوثري ذهب وسافر إلى قسطمون وافتتح هناك مدرسة وقام بإدارتها لمدة سنتين ليبتعد عن الإشكالات الكبيرة الموجودة في العاصمة في ذلك الوقت وهو كان أحد الأشخاص يعني الذين عليهم تضيق شديد في ذلك الزمن فذهب إلى قسطمون لمدة سنتين رجع في 1916 إلى إسطنبول ودرس في مدارس الاختصاص في نفس الوقت أيضاً عين في وكالة الدرس شيخ الإسلام كان له كما تعلمون وكيل للدرس وكان له وكيل للفتوى وكان له وكيل للقضاء فكان الشيخ زادي الكوثر في مجلس وكالة الدرس وهو المجلس المسؤول عن كل الأعمال عن كل المدارس والمعاهد والمؤسسات التعليمية في الدولة العثمانية وصار هو رئيس هذا المجلس يعني وكيل شيخ الإسلام كان مصطفى صبري أفندي شيخ الإسلام والكوثري كان وكيل شيخ الإسلام ولكن أيضا ضيق عليه وأوذي فعزل عن وكالة الدرس لكن بقي عضوا في مجلس وكالة الدرس في سنة 1922 بدأت الأمور في المحكمة بدأوا يناقشون اعتقال الشيخ زهدي الكوثري أن يأخذوه إلى السجن فبلغ إليه الخبر فخرج مباشرة من مكتبه إلى الباخرة إلى السفينة بثيابه لم يستطع أن يعود إلى البيت رجع مباشرة إلى الميناء ركب السفينة إلى مصر ثم أرسل خبرا إلى عائلته أنني في مصر فتعالوا إلحقوني متى جاءت العائلة؟ في 1929 بعد سبع سنوات كان صعب الخروج طبعا مرحلة حرجة جدا في تاريخ الدولة العثمانية وفي تلك الفترة طبعا سقطت الدولة وما شبه ذلك فهو هاجر إلى مصر في سنة 1922 تنقل بين الشام ومصر مرتين ذهب إلى الشام ورجع ذهب إلى الشام ورجع لكن استقر في مصر أخيرا من سنة 1929 إلى وفاته في سنة 1952 أنا هنا كتبت خطأا عفوا 1952 وفاته في منتصف القرن العشرين كان الكوثري جامعاً بين العلوم العقلية والعلوم النقلية وهذا الكلام لا نذكره فقط من باب المدح أو من باب المبالغة بل هذه حقيقة تاريخية لا مجال لإنكارها من يقرأ للكوثر في العلوم النقلية في الحديث مثلاً يجده محدثاً ناقداً على طراز فريد جداً ومن يقرأ الكوثر في علم الكلام يجد أن مشكلات علم الكلام المسائل الصعبة المستغلقة في علم الكلام التي تناقش في شرح المواقف وشرح المقاصد وما شابهها يجدها على طرف لسانه يذكرها بنصف سطر في مقالاته فكان محققا جامعا بين العلم العقلية والنقلية كان بارعا في أصول الدين وفي أصول الفقه وكان متقنا للفقه والحديث ومشاركا تعرفون متقن يعني بلغ الدرجة العليا مشارك يعني مشارك إسهام ولكن لم يبلغ الدرجة العليا جدا مشاركا في علوم اللغة والمنطق والكوثرية رحمه الله تعالى فصيح اللسان جدا بليغ جدا يعني أدباء العالم العربي إذا قرأوا للكوثر يعجبون بفصاحته وبلاغته وحسن منطقه رحمه الله تعالى أما الفقه والحديث فقد قلنا كان متقناً لهما للغاية الشيخ مصطفى صبري أفندي شيخ الإسلام حصل بينه وبين الكوثرين نقاش في مسألة القضاء والقدر في آخر الأمر واختلف وصار بينهما ردود ومناقشات الشيخ مصطفى صبري وهو يرد على الكوثرين وهذا مهم أنه كان في معرض الرد في معرض النقد يعني ليس في معرض المدح هو في سياق أن يرد على الكوثري قال وكتاباه تأنيب الخطيب والنكت الطريفة يقول هذان الكتابان للكوثري هذان الكتابان تفاخر بهما معاهد الفاتح الجامع الأزهر يقول يعني أعلى مؤسسة علمية في الدولة العثمانية كان مدارس الفاتح وأعلى مؤسسة علمية في العالم العربي في ذلك الوقت الأزهر فيقول هذان الكتابان نحن علماء الدولة العثمانية نفاخر الأزهر بهذين الكتابين أتأني بالخطيب والنكة الطريفة من كتب الكوثر لأن مؤلفهما ممن أخرجته معاهد الفاتح ولم يخرج الأزهر مثله فيقول يعني في الفقه والحديث لا أحد في رأي الشيخ مصطفى صبري لا أحد يستطيع أن يجاري الكوثري ويساويه في هذا السياق نعم وكما قلت مصطفى صبري يذكر هذا وهو في سياق نقد الكوثري وليس في سياق مدحيه ومع ذلك إذن هذه حقيقة علمية واقعية نعم كان الكوثر واسع للطلاع جدا خبيرا بالكتب والمؤلفين قوي الحافظة حاد الذكاء في مصر كان المؤلفين المستشرقون يأتون إلى مجلس الكوثر وإلى بيت الكوثر يسألونه عن بعض المخطوطات النادرة يقولون عندكم في التاريخ الإسلامي كتاب من القرن الخامس أو القرن السادس اسمه كذا أين يوجد تعرفون الآن هناك فهارس إلكترونية عندنا طرق للبحث كثيرة لكن لما نتكلم في القرن العشرين في الثلاثينات مثلا أو الأربعينات طرق البحث كانت صعبة جدا فكان المستشفى يأتون إلى الكوثري ويسألونه أنه في تاريخ الإسلام يوجد كتاب للمؤلف فلان أين يمكن نجد هذه المخطوطة فيقول لهم في مكتبة بايزيد في مكتبة مثلا سليمانية في مكتبة مثلا مثلا نعم راغب باشا في مكتبة كذا وأحيانا يذكر لهم رقم الكتاب يقول في الرف رقم كذا موجود حافظة واسعة جدا هذا كيف عرفنا هناك أستاذ أديب مصري معروف اسمه محمد رجب البيومي أديب ليس مشتغلا بعلوم الشريعة والعلوم الإسلامية حتى لا نقول هو متحيز لمدرسة الكوثري أو كذا هو أديب خارج هذا السياق التاريخي تماما ولكن هو يقول أنا حضرت مجلسا للكوثري ورأيت الناس يسألونه عن نوادر المخطوطات فكان يجيبهم في غاية الدقة ويقول محمد رجب البيومي أن كان بعض الأشخاص يأتي بمخطوطة نادرة يظن أنه لا أحد اطلع عليها قبلهم ويقول انظر يا أستاذ أنا وجدت هذه المخطوطة النادرة التي لا يعرفها أحد فيقول له الكوثر أن قرأت هذه المخطوطة قبل كذا وكذا سنة ويوجد منها نسخة أخرى في مكتبة كذا ونسخة ثالثة في مكتبة كذا وكذا كان واسع للطلاع جدا رحمه الله تعالى لذلك هو أيضا في سياق من السياقات انتقد بعض علماء الهند في مقالة من مقالة في كتاب من كتبه انتقد بعض علماء الهند وقال في كتاب العبقات يذكر كذا وكذا وكذا فأحد تلامذة الكوثري من علماء الهند أيضا ظن أن الهند بعيدة جدا بعيدة عن الدولة العثمانية وبعيدة عن مصر يعني الكوثري لما كان في إسطنبول ولما كان في مصر هو بعيد جدا عن الهند فيقول هذا التلميذ يعني يظن أن الكوثري لم يطلع على الكتاب مع أنه قال وفي كتاب العبقات المؤلف يقول كذا وكذا وانتقده فظن الطالب من علماء الهند وهو السيد محمد يوسف البن نوري من تلامذة الكوثري الكبار ظن أن الشيخ الكوثري لم يرى كتاب العبقات وينقل عنه بالواسطة يعني سمع من بعض الناس عن بعض الناس عن كتاب العبقات وليس عنده معلومة مباشرة فكتب رسالة إلى الشيخ من الهند أنت انتقدت فلان وقلت في كتاب العبقات وربما لم تطلع على النص لأنه تعرفون إذا طلع الإنسان على النص يقرأ سياق الكلام يقرأ الكلام من أوله ربما يتغير فكره فالشيخ الكوثر أجابه برسالة وهي مطبوعة موجودة رسائل الكوثر للبن نوري يقول فيها وكتاب العبقات قرأته قديما قال وليس اعتمادي بالنقل عليه على الواسطة قال أنا بنفسي قرأته انظروا المصادر النادرة الهندية البعيدة الطلع عليها يقول وكتاب العبقات كنت قد اطلعت عليه قديما وليس الطلاء عليه بالواسطة ثم يقول وليس من شأن العالم التساهل فيما ينقل يقول أنا لا أتساهل فيما ينقل لأنه أسمع فلان يقول عن فلان عن كتاب العبقات لا أذهب إلى المصدر مباشرة هذه التي نسميها اليوم في الأكاديمية هو المنهجية العلمية نحن الآن في الأكاديمية لا نقبل من طلابنا أن ينقل عن مصدر عن مصدر عن مصدر نقول ارجع إلى مصدر المعلومة الأول فالكوثر هذا كان منهجه في الحياة في البحوث العلمية نعم له مصنفات تزيد على خمسين مؤلفا ولكن مع الأسف نصفها مفقود التي ألفها في زمن الإقامة في إسطنبول فقدت أكثرها ولم يبقى منها إلا كتابان فقط نعم أما ما ألفه في مصر فأكثره موجود بحمد الله تعالى ونشر ما يزيد على عشرين كتابا بتحقيقه أو تعليقه عنده خمسين مؤلف تأليف وأكثر من عشرين كتاب تحقيقاً أو تعليقاً وله ما يزيد على سبع وخمسين مقدمة يعني كتاب لم يحققه لكن كتب له مقدمة فقط وجمعت في كتاب اسمه مقدمات الإمام الكوثري وله ما يزيد على مئة مقالة في المجلات الأسبوعية والشهرية كان ينشرها وجمعت أيضاً في كتاب مقالات الكوثري هذا تعريف موجز ومختصر جداً عن الشيخ زهد الكوثري وإلا فالكلام طويل أصلاً لو أردنا أن نعطيه حقه تفصيلاً فالكلام طويل جداً ولكن هذا مدخل فقط للحديث عن موضوعنا الأصلي في هذا اللقاء وهو أثر الشيخ زهد الكوثري في العالم الإسلامي الشيخ زهد الكوثر نشأ في الدولة العثمانية كما ذكرنا قبل قليل ولكنه كان عالما عالميا امتد أثره إلى مختلف بلدان العالم الإسلامي وما زال أثره أثره مستمرا إلى اليوم وسيبقى بإذن الله تبارك وتعالى يمكننا اختصار هذا الأثر أثر الكوثري في العالم الإسلامي في ستة نقاط النقطة الأولى أثره في نشر المخطوطات وحركة الطباعة النقطة الثانية أثره في كبار الأساتذة ونخبة المجتمع أثره في توثيق وتمتين تقوية الصلاة العلمية بين البلدان الإسلامية أثره في طلبة العلم أثره في الحركة الثقافية في المجتمع وأثره في الحركة العلمية في المجتمع هذه ست نقاط لعلها تجمع أثر الكوثر في العالم الإسلامي ورتبتها بحسب أهميتها من الأدنى إلى الأعلى يعني ما أبدأ به هو الأقل تأثيرا وما أختم به هو الأقل تأثيرا والأعلى والأكثر والأشد تأثيرا فلما نقول أثره في المخطوطات في الأساتذة كذا كذا كل نقطة نرتقي إلى درجة أعلى وأوسع من التأثير فنبدأ بالنقطة الأولى وهي أثره في نشر المخطوطات وحركة الطبع الكوثر كان طبعا زيادة على مؤلفاته وزيادة على تحقيقاته وتعليقاته هو نشر كما قلنا له يعني بعد هجرته إلى مصر له حوالي 25 كتاب تأليف نشرها وله تحقيقات وتعليقات أكثر من عشرين كتابا أيضا نشرها لكن لا نتكلم عن هذا الآن نحن نتكلم عن أثره في نشر المخطوطات وحركة الطباعة ليس فقط في كتبه التي باسمه بل بحركة الطباعة والنشر للمخطوطات بشكل عام أولاً كانت له علاقة قوية جداً بالناشرين، بالكتبيين وفي ذلك العصر الكتبيون أو الناشرون ليس كما في عصرنا في عصرنا غلب على النشر صفة التجارة هي مؤسسات تجارية لكن في ذلك العصر نعم هم كانوا تجار ولكن كانوا أيضا في نفس الوقت لهم اهتمام علمي وهذا ما زال موجودا الآن بقلة يعني في بعض الناشرين ما زال موجودا لكن قديما كان أكثر بكثير كان الكتبيون أصحاب خبرة في الكتب أصحاب معلومات أصحاب الثقافة لا نقول متخصصون ولكن كانوا أصحاب ثقافة واسعة في العلوم الإسلامية وفي الكتب وأهمية الكتب ومراتب الكتب وأهميتها فالكتبيون كانوا يعني محبو محب محبين للعلماء لا يسوى علماء ولكن كانوا محبين للعلماء تربطهم صلاة وثيقة بالعلماء فالكوثري كان أحد الأشخاص الأعلام المركزيين عند الكتبيين يعني الكتبيون كانوا يتسابقون إلى مجلس الكوثري ليأخوا إذا يسمعوا منه نوادر الكتب لأنه له خبرة واسعة كما قلنا فيقول مثلا في مكتبة آيا صوفيا كتاب بعنوان كذا في مكتبة قسطمونو كتاب بعنوان كذا نعم وهكذا يرشد إلى الكتب النادرة فيأتي الكتبيون يطلبون هذه الكتب يصورون نسخة منها ثم ومن هؤلاء الكتبيين الذين كانت لهم علاقة قوية بالشيخ مثلا السيد عزة العطار والسيد محمد أمين الخانجي والسيد حسام الدين القدسي هؤلاء كانوا محبين جدا للكوثري بل مثلا محمد أمين الخانجي هذا صاحب مكتبة الخانجي وهي مكتبة مشهورة في القاهرة ثم لما مات تولاها أولاده الكوثري أصلا عمل فيها هذه المكتبة فترة من عصره لأن الكوثري لما انتقل إلى مصر صار فقيرا جدا فاحتاج أن يعمل في ترجمة بعض الوثائق من التركية إلى العربية في دار الكتب هناك كان وثائق باللغة التركية صار يترجمها وهكذا وعمل في مكتبة الخانجي مدة في ترجمة بعض الأمور وفهرست بعض الأشياء ولما مات هذا الأستاذ محمد أمين الخانجي شكرا كتب الكوثر مقالة في تأبينه في ذكر فضائله والترحم عليه وكان يحبه جدا حسام الدين القدسي هذا من طلاب الكوثر الأوفياء له جدا وكان كتبيا في دمشق ثم انتقل إلى القاهرة نعم كانت مكتبته في دمشق ثم انتقلت إلى القاهرة والكوثر كان يوصيه بطباعة أمهات الكتب في التراث كان يقول له هذا كتاب مهم جدا اطبعه هذا كتاب مهم جدا فالكوثر كان له توصيات وإرشادات مهمة جدا في حركة النشر والطبعة ومن ذلك قد تستغربون دائرة المعارف العثمانية في الهند بدأت بطباعة كتاب الجرح والتعديل لابن أبي حاتم وهو من أمهات كتب الجرح والتعديل معروف عند أساتذة الحديث وغيرهم كتاب الجرح والتعديل لابن أبي حاتم كتاب كبير وله مقدمة مهمة جدا نفيسة في علم الجرح والتعديل بدأت دائرة المعارف العثمانية في الهند بطباعة هذا الكتاب بتحقيق الشيخ عبد الرحمن المعلمي اليماني وهو أحد المناقشين للكتاب والذين ردوا على الكوثري يعني أحد خصوم الكوثري ليس من أحبابه ولكنه يعرف قيمة الكوثري العلمية فبدأوا بطباعة الكتاب عن نسخة واحدة ما عنده نسخة أخرى فالكوثري وصل إليه الخبر له صلاة قوية بالهند بعلماء الهند فوصل الخبر فكتب إليهم أن يوجد نسخة أخرى من هذا الكتاب في مكتبات تركية مكتبة كذا وكذا بحافظته وهو في مصر فطلبوها من تركيا فوصلوا إليها وطبعوا الكتاب وسجل عبد الرحمن المعلم اليماني في مقدمة التحقيق شكره للعلامة محمد زاهد الكوثر نعم يقول ونسجل شكرنا للعلامة بهذا النص للعلامة محمد زاهد الكوثر فسح الله في مدته يدعو له بطول العمر وهو خصمه الذي رد عليه ولكن المناقشة العلمية شيء وأيضا التواصل العلمي والمساعدة العلمية في حركة النشر شيء آخر يعني تصوروا إذن جهد الكوثر في حركة الطباع ونشر المخطوطات ليس فقط على دور النشر النشر ومؤسسات النشر في مصر كما رأينا في الهند كان بينهم تواصل ويساعد في نشر الكتب وهنا عندي مثال وهو إشارات المرام من عبارات الإمام هذا كتاب لبيازي زادة كتاب مهم جدا وكتاب آداب الشافع ومناقبه لعبد الرحمن ابن أبي حاتم الرازي هذان الكتابان الكوثر هو أوصى بنشرهما وليس هو الذي حققهما حققهما أساتذة من أساتذة الأزهر يعني كانت علاقة الكوثر ببعض أساتذة الأزهر أيضا نوصيهم أنت أستاذ لماذا لا تعمل في هذا الكتاب أنت أستاذ متخصص في الكتاب لماذا لا تعمل في هذا الكتاب إشارات المرام حققه الأستاذ يوسف عبد الرزاق بوصية من الكوثري وكتاب أداب الشافع طبع بعد وفاة الكوثر بتوصية من الكوثر كان قد أوصى وهذا الكتاب له قصة عجيبة ترشدنا أيضا إلى مدى اهتمام الكوثر بالكتب النادرة والعمل على طباعتها كتاب آداب الشافع ومناقبه وتعرفون الكوثر يتهم بالتعصب لأبي حنيفة ولكن هو محب لجميع الأئمة حقيقة انظروا هذا الكتاب هذا الكتاب في مناقب الشافع آداب الشافع ومناقب الابن أبي حاتم الكوثر كان يبحث عن هذا الكتاب لم يجد منه نسخة في تركيا في كذا لا يجد له نسخة ثم علم جاءه خبر أنه في مكتبة في حلب في المكتبة الأحمدية في حلب منه نسخة مخطوطة والكوثري له تلميذ من حلب معروف الأساذ عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله فطلب الكوثري من الشيخ عبد الفتاح أبو غدة وهو يدرس في الأزهر قال أنت في الصيف تذهب إلى حلب صحيح قال نعم قال اذهب إلى المكتبة وانسخ لي هذه المخطوطة بالأجرة وأعطاه الأجرة والكوثر كان في مصر فقيراً نعم ما كان يعني يستطيع أن يوفر هذه النقود بسهولة فدفع له الأجرة فالشيخ عبد الفتاح حاول أن يعني لا يأخذ الأجرة أصر عليه أن يأخذ الأجرة فنسخ الكتاب على حساب الكوثر وأرسله إليه نعم فوصل الكتاب للكوثري والكوثري كان في آخر عصره يعني في آخر سنة من حياته فلا يستطيع أن يعمل بالكتاب بنفسه ويحقق الآن فأوصى أعطى لي أحد الناشرين وقال أنت تنشر هذا الكتاب كتاب فأرسل الكتاب إلى الأستاذ عبدالغني عبدالخالق أحد أساتذة الأزهر المعروفين صاحب كتاب حجية السنة عبدالغني عبدالخالق فهو حقق الكتاب ولكن مع الأسف صدر الكتاب بعد وفاة الشيخ الشيخ لم يراه بعينه مطبوعا وذكروا في المقدمة أن هذا كان بتوصية الشيخ كذا كذا إلى آخره انظروا كم سعى لطبع كتاب ليس في مناقب إمامه الإمام أبي حنيفة بل في مناقب الإمام الشافة ترجمة نانسي قنقر فله إذن أثر كبير ومهم جدا في حركة الطباعة وفي انتقاء الكتب المهمة المفيدة للطباعة في ذلك العصر ثانيا أثره في كبار الأساتذة ونخبة المجتمع يعني قد يظن أن الكوثر عندما سافر إلى مصر كان تأثيره فقط في طلاب العلم ولكن ليس الأمر كذلك سنأتي إلى تأثيره في طلاب العلم لكن قبل طلاب العلم الكوثر كان مؤثرا في كبار الأساتذة في مصر من ذلك مثلا الأساذ محمد أبو زهرة الفقيه المعروف العلام الكبير محمد أبو زهرة مشهور جدا محمد أبو زهرة بعد وفاة الشيخ كتب مقالة في الشيخ الكوثر ووصفه فيها بالإمامة قال إمام إحدى عشرة مرة وقال عنه إنه من المجددين بالمعنى الحقيقي لكلمة التجديد ليس معنى التجديد الذي هو الهدم هدم كل ما سبق والإتيان بأشياء ليس لها أصل من التراث بل كان من المجددين بمعنى الذي يفهم التاريخ جيدا يفهم التراث جيدا وينتقي منه ما هو جدير بأن يبقى المهم الأساذ محمد أبو زهرة يقول في مقالته عن الشيخ زهد الكوثر يقول عرفته سنين قبل أن ألقاه هو التقى بالشيخ لكن يقول عرفته سنوات من قبل عرفته في كتاباته التي يشرق فيها نور الحق وعرفته في تعليقاته على المخطوطات التي قام بنشرها وما كان والله عجبي من المخطوط بقدر إعجابي من تعليق من علق عليه يقول أنا إذا كنت أمشي في السوق وأرى كتاب مخطوط بالتحقيق الآن تحقيق الكوثري كنت أشتري الكتاب ليس اهتمام بالكتاب بل اهتمام بالتعليقات نعم فيقول يعني كان يهتم بالتعليقات من علق عليه ثم يقول وإن كاتب هذه السطور لم يلقى الشيخ إلا قبل وفاته بنحو عامين وقد كان اللقاء الروحي من قبل ذلك بسنين عندما كنت أقرأ كتاباته وأقرأ تعليقاته وأقرأ ما ألف من كتب فانظروا محمد أبو زهرى الذي كان مدرسا في كلية الشريعة في قسم الشريعة من كلية الحقوق في جامعة القاهرة لم يكن مدرسا في الأزهر كان متتبعاً لكتب الكوثر قبل أن يلتقي به وكان يقرأ له ويقرأ كذا إذن كان مؤثراً في أساتذة المدارس أساتذة الجامعات وهنا الشيخ محمد أبو زهرة يذكر قصة لطيفة جداً بينه وبين الكوثر يقول زرت الكوثر في بيته يقول كنت أعرفه من سنوات من خلال الكتب لكن يقول زرته في بيته وقلت له نحن في كلية الحقوق قسم الشريعة في جامعة القاهرة اجتمع المجلس مجلس القسم واقترحنا أن تكون أنت أستاذا للدراسات العليا تأتي يوم واحد في الأسبوع فقط لمدة ساعتين تعطي درس للدراسات العليا طلبة الماجستير والدكتورة وأنت لك خبرة طويلة جدا في التراث فتعطيهم ويستفيدون منك هذا اقتراح أبو زهرة فيقول اعتذر الشيخ يقول أنا لا أستطيع قال فأصررنا عليه فبقي مصرا على الاعتذار فخرجنا يقول ثم زرته بعد أسبوع لوحدي قلت ربما مع الجماعة الأمر مختلف لوحدي أنا أصر على الشيخ فقال زرته لوحدي وأصررت عليه مرة أخرى فقال لي أقول لك بصراحة صحتي وجسمي وأمراضي وكذا لا تجعلني أعلم أعطي الدرس بكل ما يستحق فيقول له يا أستاذ أنت لو تتكلم هكذا فقط سيستفيد منك الطلاب لا تحضر لا تستعد للدرس كذا يقول لا الدرس له حق يجب أن أستعد له ويجب أن أعطيه بكل قوتي ولكن جسمي وامراضي وكذا لا تسمح لي يقول لأبو زهراء فخرجت وقلت هذه روح شريفة محبوسة في جسم إنساني الروح هذه أعلى وأسما من أن تكون في جسم إنسان نعم ويقول بعد ذلك قال وقارنت ببعض الأساتذة الذين عندنا في القسم الذين يأتون ويعني يضيعون أوقات الطلاب وهكذا وهكذا قلت هذه مفارقة عجيبة جدا نعم المثال الآخر شيخ مصطفى عبد الرزاق هذا كان شيخ الجامع الأزهر شيخ الجامع طبعا كما تعرفون في ذلك الوقت الجامع هو الجامعة أيضا كان شيخ الجامع الأزهر مصطفى عبد الرزاق ومصطفى عبد الرزاق رأى أن الأزهر فيه ضعف في ذلك الوقت في علوم الحديث فطلب من الكوثر أن يقدم له تقريرا لتطوير نظام التعليم في قسم الحديث في الأزهر الشريف فالكوثر كتب له تقرير وأرسله إليه وبدأ مصطفى عبد الرزاق يريد أن يطبق هذا اقترح عليه ترتيب الدروس بشكل جديد كيف يكون الأساتذة يعني تفاصيل كثيرة كم عدد الطلاب إلى آخر برنامج متكامل وضع له الشيخ الكوثر فالشيخ الأزهر حاول أن يطبق هذا بدأ يريد أن يطبقه ولكن توفي قبل أن يستطيع أن يطبقه وأهمل التقرير بعد ذلك ولكن بحمد الله التقرير مطبوع الآن في مقالات الكوثرين لم يضع بالنسبة لنا التقرير ما زال موجودا وفيه أيضا يبين شخصية الكوثر الحديثية ومنهجه في التعليم أيضا لكن أنا أتكلم هنا أثره في كبار الأساتذة حتى شيخ الأزهر كان يأتي ويطلب منه أن يكتب له نظام ومنهج تعليم ليطبقه في الأزهر الشريف إذن كم كان تأثير الكوثر قويا ليس في طلاب العلم بل في الإدارات التي تدير مدارس العلم ومعاهد العلم في ذلك الوقت أيضا الشيخ الشيخ عبد الرحمن حسن هذا كان وكيل الجامع الأزهر نحن كنا لا نعرف جيدا ما علاقة الكوثر بالأزهر ما عندنا يعني هل الكوثر كان يذهب إلى الأزهر هل كان يحضر اجتماعات هل كان يستشيرونه ليس عندنا أخبار واضحة في هذا ولكن الشيخ أحمد شاكر رحمه الله وكان بينه وبين الكوثر أيضا مناقش وردود ولكن الشيخ عبدالعزيز أشاكر له يوميات يعني مذكرات يومية كان يكتب ماذا يحصل له في كل يوم فذكر في يوم من الأيام أنه ذهب في الصباح خرج من بيتي إلى كذا وكذا ثم ذهب إلى إلى إدارة الأزهر ليحضر اجتماع من الاجتماعات وكان فيها شيخ الأزهر مأمون الشناوي ليس هذا الشيخ شيخ آخر نعم وكان الوكيل هذا عبد الرحمن حسن قال وحضر الاجتماع فلان وفلان وفلان وزاهد الكوثر فعرفنا أن الشيخ زاهد الكوثر كان يطلب للاجتماع في إدارة الأزهر لمناقشة بعض القضايا التعليمية المهمة في الأزهر الشريف إذن كان له أثر في نظام الأزهر الشريف أيضا في أساتذة الأزهر بشكل عام كان له أثر أيضا في ذلك يقول الأستاذ رجب البيومي الذي قلت لكم قبل قليل وهو أحد الأدباء يقول أن الكوثر كان موضع التقدير من أساتذة الأزهر الشريف ومن طلابها ومن طلابه عفواً إذ كان له حواريون مخلصون من طلبة الكليات الأزهرية ومن أساتذتها المرموقين وكان الشيخ عبد المجيد اللبان شيخ كلية أصول الدين يعني عميد كلية أصول الدين في الأزهر يعده الكوثرية باحثاً إسلامياً منقطعاً نظير إذن أثره كبير جداً وهنا قصة أنه في يوم إلى الأيام طبع كتاب في العقائد ولكن عقائد التي تميل إلى التشبيه والتجسيم طبع كتاب من تلك الكتب في مصر فجاء الشيخ عبد المجيد اللبان هذا الأستاذ هو عميد كلية أصول الدين كان غاضباً كيف يطبع هذا الكتاب في بلادنا وهذا يفسد عقائد الناس فيه تشبيه وتجسيم وكذا تعرفون السلفية كانوا ينشطون في تلك الأوقات نعم فكان غاضبا من يروي هذه القصة السيد عبد الله الغماري رحمه الله يقول فعبد المجيد اللبان كان غاضبا من طباعة الكتاب ويقول لأن هذا الكتاب بطريقة أهل الحديث يعني أهل الحديث أسانيد وروايات وكذا نحن المتكلمون لا نستطيع أن نناقشه لا نعرف هذه الأسانيد صحيحة غير صحيحة كيف نتكلم فيها جرح وتعديل ويقول عبد المجيد اللبان الذي هو عميد الكلية يقول الرجل الوحيد في مصر كاملة الذي يستطيع أن يناقش هذا الكتاب هو الشيخ زهدي الكوثر ولكنه مريض في هذه الأيام كان الشيخ مريضا في ذلك الوقت ونستحي أن نطلب منه أن يكتب لنا شيء فالسيد عبد الله الغماري قال عندي الحل هو يعرف الحديث قال أنا أنا أناقشه وكتب في مناقشة الكتاب ثم شفي الكوثري وكتب مقالا في مناقشة الكتاب أيضا لكن محل الشاهد أن عميد كلية أصول الدين عبد المجيد اللبان وهو اسم كبير في مصر جدا كان يتأسف أشد الأسف أنه إذا مرض الكوثري يعني يتعطل البلد لا يستطيع المناقشة في بعض القضايا طبعا أنا لا أعمم هذا في كل الأمور ولا أعممه في كل الأوقات ولكن هذا كافي لنعرف مدى تأثير الكوثر في الحياة العلمية في ذلك الوقت نعم طيب ثالثا أثره في توثيق الصلاة العلمية بين البلدان الإسلامية من المعروف أن مسألة الصلاة العلمية بين البلدان الإسلامية مسألة في غاية الأهمية يعني العالم الإسلامي يجب أن يتفاعل فيما بينه علمياً يجب أن يكون هناك صلاة وعلاقات علمية وتبادل معرفين بين العلماء ولكن طبعاً اختلاف الجغرافية بعد البلاد اختلاف اللغة أحياناً اممم حركة الطباعة النشر إرسال الكتب والإتعان بالكتب يضعف هذه الصلاة جدا لذلك في الحقيقة كان الكوثري حلقة وصل بين علماء الدولة العثمانية وعلماء سائر العالم الإسلامي لا أقول العالم العربي فقط بين علماء الدولة العثمانية من جهة وعلماء كل العالم الإسلامي من جهة أخرى الذي وصل بينهما هو الشيخ زاهد الكوثري شكرا نحن كنا لا نعرف شيئاً نحن أقصد المشتغلون بالعلم في العالم العربي كنا لا نعرف شيئاً عن علماء الدولة العثمانية الذين هم في طبقة شيوخ الكوثري أو شيوخهم يعني نعرف العلماء مثلاً ابن كمال باشا، خواج زادة، خطيب زادة، طاش كبري زادة نعرف هذه الطبقة القديمة لأنه أُلفت فيها كتب الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية لكن آخر مئتين سنة في الدولة العثمانية لا نعرف علماءها بالنسبة لنا مجهولين جداً لكن كيف عرفناهم؟ عن طريق الشيخ زادي الكوثر لأنه كتب كتاباً معروفاً في أسانيده عن شيوخه وعمل لهم تراجم يترجم مثلا علي زين العبدين الألصوني يقول هو ولد في مكان كذا توفي في سنة كذا كان مشتغل بكذا وكتب كتاب كذا وكان له اهتمام بكذا عرفنا العلماء فالكوثر عرف يعني العالم الإسلامي جميعا بأهم علماء الدولة العثمانية في الحقبة الأخيرة آخر مئتين سنة طبقت شيوخ الكوثر ومن فوقهم بقليل والكوثر نعرف أن هذا هذا ثبت التحرير الوجيز ثبت ما معنى ثبت يعني من لا يعرف هو كتاب يجمع فيه المحدث أسانيده عن شيوخه ويستعمله في الإجازة يعطي إجازة للطلاب الكوثر كان يوجيز بهذا الثبت الكوثر أجاز بهذا الثبت أكثر من ثلاثمائة شخص كيف نعرف هذا لأنه هو طبع من هذا الثبت ثلاثمائة نسخة وكان يعطيها إجازات وقبل طباعة الثبت كان أجازة بخطه بدون طباعة كتاب مجموعة لا نعرف كم وبعد طباعة الثبت انتهت النسخ وما زال الكوثر يجيس حتى إن الشيخ المرحوم محمد أمين سراج لما ذهب إلى مصر للدراسة وجلس عند الكوثر الكوثر أراد أن يعطيه الإجازة لكن ما بقي عنده نسخة من الثبت إلا نسخته الخاصة فقال للشيخ محمد أمين سيراج انسخ أنت بخطك هذا الكتاب فنسخه ثلاثين صفحة أو أربعين صفحة فلما نسخه الكوثر كتب له الإجازة بعد ذلك وكان ذلك قبل وفاة الكوثر بعشرين يوما فقط فالذي أقصد أن الكوثر أجاز إذن ليس ثلاثمائة إنسان ربما خمسمائة أو أكثر لأنه كما قلنا بخطه قبل وبعد كان يجيز هؤلاء الخمسمائة إنسان مثلا أو الثلاثمائة من أين كانوا؟ هناك كتاب الآن مطبوع اسمه الإمام الكوثر وإسهاماته في علم الرواية والإسناد جمع فيه أسماء كثير من تلاميذ الكوثر المجازين منه بعضهم من مصر بعضهم من الشام تعني الشام بكل مدنها يعني دمشق وحمص وحالب وكذا بعضهم من مصر بعضهم من الشام بعضهم من العراق بعضهم من اليمن بعضهم من الحجاز بعضهم من المغرب بعضهم من الهند وهكذا هؤلاء كلهم أجازهم الكوثري صاروا يروون عن الكوثري عن شيوخ الدولة العثمانية إذن صار حلقة وصل بين كل تلك البلاد وعلماء الدولة العثمانية أيضا كان له علاقات علمية قوية جدا بعلماء شبه القارة الهندية نعرف في الهند هناك مدرسة خصوصا مدرسة حديثية قوية الكشميري وطلاب الكشميري ظفر أحمد التهانوي شبير العثماني وهكذا هؤلاء المشايخ كانوا يعملون في الحديث وفي فقه الحديث خصوصا الكوثري كان له صلاة علمية قوية بهم وكان بينهم مراسلات علمية رسائل شخصية فالكوثر كان إذا جاءه كتاب من عندهم وأعجبه يكتب مقالة يعرف في مصر بهذا الكتاب يقول طبع حديثا في الهند كتاب كذا وكذا والكتاب يبحث في موضوع كذا إلى آخره وكان يرسل أخبار مصر إلى علماء شبه القارة الهندية فكان حلقة التواصل أيضا بين المشرق أو الشرق الأوسط وعلماء شبه القارة الهندية أيضا صلاة الكوثر كانت بين العلماء المتخصصين في العلوم الإسلامية وبين غيرهم من الأدباء والمؤرخين وعلماء المخطوطات قد نظن أن دائرة الكوثر فقط في مجال العلوم الإسلامية، لا بل الكوثر كان حلقة وصل أيضاً بين علماء العلوم الإسلامية والأدباء والمؤرخين والشعراء وعلماء المخطوطات مثلاً زكي مجاهد، هذا الاسم من المؤرخين المعروفين في مصر وله كتاب في التاريخ اسمه الأعلام الشرقية، كتاب تراجم وله عدة كتب زكي مجاهد يعد أحد تلاميذ الكوثر أحمد أمين الأديب المعروف وكان أيضا له صلة بالأزهر والكوثر انتقده في بعض مقالاته يعني لم يكن راضي عن جميع أفكاره تعرفون له فجر الإسلام ضحى الإسلام ظهر الإسلام فالكوثر في مقالة من المقالات يقول والإسلام ليس له شمس تشرق وتغيب بل الإسلام شمسه مشرقة دائما يعني ليس له فجر ظهر كذا لأنه بعده غروب يعني هذا نقد خفي لأحمد أمين أمين الكوثر هكذا له عبارات صغيرة لكن الذي يفهم التاريخ يفهم ماذا يقصد منها فيقول الإسلام ليس له شمس تشرق وتغيب ظهر كذا لكن أحمد أمين أيضا كان له يعني الكوثر كان بينهما صلة وأحمد أمين كان في وقت من الأوقات يعمل في معهد المخطوطات العربية في القاهرة وهو أكبر مؤسسة علمية في المخطوطات في العالم العربي فالكوثري توسطة واسطة لأن يوظف محمد رشاد عبد المطلب هذا الاسم محمد رشاد عبد المطلب هذا أحد كبار علماء المخطوطات في العالم العربي توفي رحمه الله لكن في القرن العشرين يعد من أهم الأسماء في المخطوطات كان يعمل في معهد المخطوطات من الذي وظفه في معهد المخطوطات؟ الكوثري كان واسط طلب من مدير المعهد أن يعمل هذا الشاب عندهم الكوثر كان له عين فيها فراسة كان يرى للشخص أن هذا سيكون له مستقبل كبير يعني له بعد نظر فكان يوصي أن هذا يعمل في مكان كذا وكذا فمحمد رشاد عبد المطلب وكل جهوده في المخطوطات يعد حسنة من حسنات الكوثر طبعا على فضله محمد رشاد وجهده لا نبخس الناس حقهم أيضا ومحمد رشاد كان يعترف بهذا الفضل لأستاذه وكان يذكر أستاذه الكوثري بالخير فؤاد سيد عمارة أيضا هذا من الأشخاص المهتمين بالمخطوطات كان أيضا يعد من تلامذة الكوثري فأقصد يعني تأثير الكوثري لم يكن في طلاب العلوم الإسلامية فقط بل حتى في المؤرخين والأدباء وعلماء المخطوطات ونحوها أثره في طلبة العلم هذا الأثر طبعاً واسع جداً أثره في طلبة العلم ولكن يكفينا أن نختصر في ثلاث نقاط لأن الوقت ضيق جداً فنقول أولاً كان للكوثري مجلس في كل أسبوع بعد صلاة الجمعة في مسجد اسمه مسجد محمد أبو الذهب مقابل الجامع الأزهر مباشرة هذا الجامع الأزهر هذا مسجد محمد أبو الذهب الكوثر كان يصلي الجمعة هناك وبعد صلاة الجمعة يجلس ويلتقي بطلاب العلم أي طالب علم عنده سؤال عنده استفسار عنده مسألة يأتي ويتكلم مع الشيخ الأستاذ رجب البيومي الذي قلته لكم قبل قليل وهو أديب مؤرخ يعني ليس من مدرسة الكوثري بالمعنى الخاص يقول أنا التقيت بالكوثري في ذلك المجلس أول مرة نعم ويقول رأيت الناس يسألونه عن المخطوطات فيجيبهم رأيت الناس يسألونه عن مسائل فيجيبهم رأيتهم يسألون عن تاريخ وفاة فلان فيجيبه وهكذا ذكر وصف كبير لهذا المجلس ويقول رجب البيومي فأنا سألته ماذا توصيني أن أقرأ في كتب التراجم يعني كتب تراجم العلماء وهكذا قال ماذا توصيني أن أقرأ فالكوثر نظر إلى هذا الشاب يعني كما قلت لكم الكوثر صاحب فراسة يعني يعرف بتوفيق الله تعالى طبعا يعرف هذا الشاب لأي شيء يصلح قال عليك بقراءة كتاب طبقات الشافعية الكبرى والكوثر يحنفي ويتهم أنه متعصب للحنفية كان يأتي طالب ويقول له أنا ماذا أقرأ قال اقرأ طبقات الشافعين لأنه يرى أن هذا يصلح له ذلك لأن هذا الشاب يظهر عليه الأدب ومحبة الشعر وكذا إلى آخره نعم الشيخ عبد الفتاح أبو غدّة رحمه الله أول مرة التقى بالكوثري وهو أخصط الله بالكوثري وأكثرهم وفاءً للكوثري الشيخ عبد الفتاح أبو غدّة رحمه الله أول مرة التقى بالكوثري في هذا المسجد في مسجد أبي الذهب في هذا المسجد هذا المجلس وكما قلت لكم الكوثر كان له فراسة في الأشخاص فالشيخ عبد الفتاح يقول أنا جئت إلى الكوثر فقلت له أنا اسمي عبد الفتاح أبو غدى من حلب قال فمباشرة الكوثر له صديق في حلب حلب وهو الشيخ راغب الطباخ مشهور فالكوثر قال مباشرة لما قال أنا عبد الفتاح أبو غد من حلب فالكوثر قال أنت من بلد الشيخ يريد أن يقول راغب الطباخ ولكن كأنه يتذكر الإسم قليلا أنت من بلد الشيخ فالعبد الفتاح أبو غد قال راغب الطباخ مع أنه شيخ حلب كثير ولكن لماذا اختار راغب الطباخ يعني يقول الشيخ عبد الفتاح فوافق عقلي عقله يعني جاءت الكلمة معا فا فابتسم الشيخ يعني أنه هذا الطالب ذكي فقال له أنت تزورني في البيت ليس هنا فقط دعاه إلى بيته لمجالس خاصة قال ومن ذلك اليوم صار يأتيه إلى البيت إما مرتين في الأسبوع أو ثلاث مرات في الأسبوع نعم كذلك الشيخ محمد أمين سيراج جاء وهو عمره أقل من عشرين سنة إلى الأزهر والكوثر كان في آخر أشهر من حياته يعني كان قد أتعبه المرض جدا وكان عنده مرض السكر ومرض الضغط ويعني أمراض عديدة مع أنه هذا طالب دون العشرين سنة يعني والكوثر كان فوق السبعين يعني ممكن يقول الكوثر في نفسه فليشتغل عند أستاذ آخر الأساتذة لكن الكوثر رأى أنه في هذا الشاب خير كبير أيضا فقال له تأتيني في البيت أيضا فيقول أمين سراج رحمه الله كنت أزور مصطفى صبري أفندي يوم الخميس وأزور الكوثر الجمعة أو العكس أنا نسيت الآن إما يزور هذا الخميس والجمعة يعني يذهب عند الشيخين فنعم ومجالسه الخاصة في منزله كما قلت لكم ويقول أحد الباحثين وهو السيد إسماعيل عبد رب النبي نعم عفوا زكيم مجاهد يقول أستاذ زكيم مجاهد وكان منزله الكوثري وكان منزله بالعباسية هذا اسم حي في القاهرة وكان منزله بالعباسية كعبة يحج إليها كل هؤلاء من جميع البلاد الشرقية والغربية يقول كان بيته قبلة في العلم نعم كعبة يحج إليها الناس طلبا للعلم حتى إن الشيخ أمين سراج يقول إنه الأستاذ فؤاد السزقين رحمه الله لما ذهب إلى مصر في آخر حياة الكوثري أيضا الأستاذ فؤاد السزقين رغب أن يزور الكوثري فالشيخ أمين سراج يقول أخذته إلى بيت الكوثري فطرقنا الباب فخرج الشيخ ولكن كان متعبا جدا مريضا فاعتذر ما دخلوا إليه فأقصد كل من كان طالب علم ويذهب إلى مصر في ذلك الوقت كان يزور الكوثري نعم كان كما قال كعبة بنسبة لطلاب العلم طيب خامسا أثره في الحركة الثقافية في المجتمع وأقصد بالحركة الثقافية يعني الحركة العلمية لغير المتخصصين يعني أناس غير متخصصين في العلوم الإسلامية بدقة لكن إنسان مشتغل بالطب مشتغل بالهندسة مشتغل بالتاريخ مشتغل بالجغرافيا مشتغل بأي علم من العلوم لكن له اهتمام بالعلوم الإسلامية فيحب أن يأخذ ثقافة ليس تخصص الكوثر له أثر في الحركة الثقافية في المجتمع وذلك من خلال مقالاته التي تزيد على مئة مقالة كان ينشرها في المجلات وهذه المجلات إما تكون أسبوعياً أو شهرياً الكوثر له أكثر من مئة مقالة في هذه المجلات وهذه المقالات ليست متخصصة جداً ولكن أيضاً ليست شعبية جداً يعني ليست مستوى كما يقال ألف ليلة وليلة ليس مستوى بسيط جدا لا بل هي متوسطة في المستوى العلمي يقرأها المثقفون فيفهمون والمتخصص يجد فيها إشارات إلى قضايا تخصصية عميقة أنا شخصيا أقول لكم قرأت مقالات الكوثري قراءة كاملة من الجلد إلى الجلد مرتين هذا غير القراءات البحثية يعني أقرأ مقالة هنا أو مقالة لأبحث عن مسألة أما قرأت المقالة من الجل إلى الجل مرتين قرأتها أول مرة تمام وفهمتها فهمتها مئة في المئة يعني ليس هناك جملة لم أفهمها فهمتها ثم تركتها ثلاث أربع سنوات رجعت وقرأتها من الجل إلى الجل فقلت أنا في المرة الأولى لم أفهم إلا خمسين ستين في المئة يعني ظهر لي أشياء كما نقول بين الكلمات خلف السطور كما قلت إشارات مثل هذا أنه ليس للإسلام شمس تشرق وتغيب أنا في البداية قرأت قلت عبارة ليس للإسلام شمس لكن لما أنا ازددت علما وفهمت أن هناك كتاب اسمه فجر الإسلام ضحى الإسلام ظهر الإسلام قلت آه الشيخ هنا يشير إلى ذلك إذن أنا قرأت المقالة وقلت 100% لكن لم أكن فهمت 100% أنا فهمت 60% فقط والآن فهمت أكثر وحتى الآن أنا لا أقول فهمتها 100% يعني ربما بعد خمس سنوات عشر سنوات أقرأ وسأجد إشارات غريبة جدا نعم وهذا الأسلوب أنا لم أره يعني موجود عند علمائنا ولكن لم أره بهذه الدقة عند علمائنا إلا عند رجلين قديما عند الإمام التفتازاني رحمه الله وحديثا عند الشيخ زاهد الكوثر رحمه الله أسلوبهما يعني يتشابه كثيرا في هكذا يختصر الكلمات ويعطي إشارة إذا أنت كنت لا تعرف شيئا تظن أنك فهمت لكن إذا كنت تعرف تاريخ المسألة ستجد هذا يفتح لك مجال طويل لمناقشة فكرة معينة نعم هذه المقالات التي كان الشيخ يذكرها نعم كان القراء يهتمون بها أشد الاهتمام شكرا كيف نعرف هذا؟ هناك أحد الأساتذة من المغرب ولكن كان يعيش في مصر في ذلك الوقت وهو السيد عبد الله عبد العزيز الغماري سيد عبد العزيز الغماري له كتاب في ترجمت نفسه أو في قصص حياته التي جرت له اسمه السفينة مخطوط لم يطبع حتى الآن ولكن يقول فيه أنه كانت المجلة تعرفون المجلات الأسبوعية هذه إذا تطبع ويوجد فيها مقال للكوثري كان الناس يشترونها في أول ثلاث أربع ساعات أو شيء مثل هذا يعني في أول نشرها لكن إذا تطبع وليس فيها مقال للكوثري تبقى في السوق يعني كان الناس القراء مهتمون جدا بالقراءة للكوثر إذن في ذلك العصر نعم أخيرا أثره في الحركة العلمية في المجتمع هذه الحركة العلمية التي هي الحركة العلمية التخصصية نعم طبعا هذا أثر الكوثر هو الأهم هنا وهذا الأثر يمتد من مؤلفاته من تحقيقاته وتعليقاته من ردوده على بعض معاصره ومن ردود بعض المعاصر ومعاصرين عليه نحن قد نفهم أن رد فلان على الكوثر شيء سلبي هو سلبي من جهة ولكنه إيجابي من حيث الحياة العلمية الحركة العلمية نعم يحرك الأجواء ويحرك المناقشات في المسألة فلو دان بمؤلفات الأستاذ الكوثري مؤلفاته متنوعة جدا كتب في الفقه في الحديث في تاريخ الفقه في تاريخ الحديث في العقائد وفي غيرها من العلوم في التصوف له بعض الكتب أيضا وهكذا مثلا له في تراجم أبي يوسف القاضي له رسالة حسن التقاضي في سيرة أبي يوسف القاضي في الإمام محمد له بلوغ الأمان في سيرة محمد بن حسن الشيباني لمحات النظر في سيرة زفر الحاوي في سيرة الطحاوي الامتع بسيرة الحسن بن زياد ومحمد بن شجع قد نرى نقول تراجم هو يتكلم عن أبي يوسف متى ولد متى مات متى صار قاضيا متى ألف هذا الكتاب انتهى محمد بن شجع محمد زوفر كذا تراجم لا هذه الكتب وإن كانت كتب تراجم ولكن في داخلها كلام طويل عن تاريخ الفقه الإسلامي هذا التخصص الحديث الموجود في الأكاديميات المعاصرة قديما لا يوجد تاريخ الفقه في المدارس الكلاسيكية يوجد فقه لكن في آخر مئة سنة صار عندنا درس اسمه تاريخ الفقه أو تاريخ التشريع الإسلامي هذا الكوثر يكتب وكتب فيه في وقت مبكر في بدايات القرن العشرين يعني في 1930 تقريبا كتب كتاب بلوغ الأماني في سيرة الإمام محمد بن حسن الشيباني ويكتب عن تاريخ الفقه في العراق ويكتب علاقة فقه المدينة بفقه العراق وعلاقة مذهب مالك بمذهب أبي حنيفة ثم تأثيره في محمد بن حسن تأثيره في الإمام الشافعي ويذكر تاريخ فقه تماما وهذا الذي يعني يدرس الآن في تاريخ الفقه أو في تشكل العلوم الإسلامية وتعرفون المستشرقين لهم كتب في تشكل العلوم الإسلامية كيف تشكلت وعلماؤنا مثل الكوثركة قد كتب في هذا لكن ليس باسم تاريخ الفقه باسم تراجم لكن المحتوى جزء كبير منه في تاريخ الفقه فإذن هذه حركة علمية مهمة جدا قام بها الكوثر في عصره كذلك تحقيقاته وتعليقاته ويمتنوع جدا قد نظن أن هذه التعليقات تعليقات يعني أنا أعجبني كتاب من المخطوطات آتي أحققه وأكتب عليه بعض التعليقات وأنشر الكوثر لم يكن هكذا الكوثري كان في ذهنه مئات آلاف أسماء الكتب كما ذكرنا خبير بالمخطوطات جدا لذلك الكتب التي اختارها للطبع اختارها لسبب وأضرب على ذلك مثال باختصار كما قلت كان هناك مناقشة بين مصطفى صبري أفندي وزاهد الكوثري في مسألة القضاء والقدر مصطفى صبري أفندي أخذ فيها برأي الكوثري أخذ فيها برأي آخر بدون الدخول في تفاصيل المسألة مصطفى صبري أفندي كتب أولا فيها كتاب موقف البشر تحت سلطان القدر وأعلن رأيه فيها ورأي الشيخ مصطفى صبري يميل إلى الجبر إلى حد كبير فالكوثر لم يرضى بهذا ولكن أيضا لا يريد أن يرد على الشيخ مباشرة احتراما لمنصب شيخ الإسلام وهو أكبر منه سنا وصديقه أيضا وهكذا هذا فعل الكوثري طبع بعض الكتب الكلاسيكية وكتب عليها بعض التعليقات في هذه المسألة التي تجيب عن أدلة الشيخ مصر وصوري دون أن يقول أنا أرد على الشيخ مصر وصوري أفندي فطبع العقيدة النظامية مثلا وهي من أهم الكتب في هذا المجال لإمام الحرمين طبع كتاب اللمعة في مباحث الوجود والقضاء والقدر لإبراهيم الحلبي وهو أيضا من أهم الكتب في هذا فكتب عليها تعليقات إذن تعليقاته مؤثرة في الحركة العلمية ليس فقط أن كتاب أعجبه يريد أن ينشره طبعاً مصطفى صبري أفندي فهم الرسالة أن هذه الكتب لم تطبع هكذا طبعت لي تناقشني فرجع في موقف العقل ورد على الشيخ زاهد الكوثر باسمه فالكوثر كتب بعدها كتاب الاستبصار في التحدث عن الجب ورد على الشيخ مصطفى صبري باسمه أيضا ومع ذلك بقوا أصدقاء ومشايخ ما عندهم مشكلة هذه ردود علمية مناقشات علمية كذلك ردوده على بعض معاصره كما أتيت مثال كتاب الإشفاق على أحكام الطلاق الشيخ أحمد شاكر كان قاضيا في مصر وكتب كتاب اسمه النظام الطلاق في الإسلام وخرج فيه عن المذهب الحنفي الذي كان هو أصلا مذهب المحاكم في الدولة خرج عن المذهب الحنفي بل خرج عن المذاهب الأربعة جميعا في بعض المسائل بل في بعض المسائل نحن نقول خالف الإجماع إجماع فيها خالفه الشيخ أحمد شاكر في بعض المسائل فالكوثر رد عليه بهذا الكتاب الإشفاق على أحكام الطلق الآن لا يهمنا نفس الرد نحن يهمنا الحركة العلمية لو قرأنا في الكلام المعاصرين لذلك يعني أنا وقف مثلا على رسائل أرسلها الشيخ عبدالله التليدي لأستاذه أحمد الغماري في بعض الرسالة يقول له هل قرأتم كتاب الإشفاق هل قرأتم كتاب نظام الطلاق الشيخ يقول له نعم قرأت هذا الكتاب قرأت يعني الطلاب والأساتذة كانوا يتساءلون من بلد إلى بلد عبدالله التليذ يرسل من المغرب إلى القاهرة أنه صدر كتاب جديد اسمه الإشفاق في الرد على أحمد شاكر هل قرأتم هذا الكتاب؟ ما رأيكم فيه كذا؟ يعني هذا الكتاب حرك الحياة العلمية بين الطلاب والأساتذة أيضا أنا وقفت على مقالة في إحدى المجلات أيضا تتكلم عن هذه المناقشة التي جرت بين الكتابين يعني كتبت مقالة في تلك المناقشة وهكذا نجد في أكثر من كتاب هذا وأنا حققت كتاب الإشفاق وفي دراسته كتبت هذه الأمور أن ما هو أثر هذه المناقشة في البيئة العلمية في ذلك العصر كذلك ردود المعاصرين عليه يعني أهم شخص رد على الكوثري وناقشه هو الشيخ عبد الرحمن المعلم اليماني رحمه الله وفي نظرنا الشيخ المعلمي لم يعني يصب في كثير من الأشياء التي ناقش فيها الكوثري ولكنه أصاب في بعضها لا مانع هذه حياء يعني أمور علمية في النهاية الكوثري كتب كتاب اسمه تأنيب الخطيب في الرد على الخطيب البغدادي المعلم اليماني كتب كتاب التنكيل في الرد عليه لكن لم يطبعه في عصر الشيخ في حياة الكوثر لم يطبعه طبع مقدمته فقط سمّاه طليعة التنكيل فقط مقدمة الكتاب نعم نعم أنه أنا أرد على زهد الكوثر في مسألة كذا وكذا وكذا نموذج مثال فقط أتى صفحات قليلة فالكوثر رأى هذا فكتب رسالة لاحظوا ماذا سماها سماها الترحيب بنقد التأنيب ترحيب يقول مرحبا إذا تريد تنقذني ما المشكلة أنا لست معصوم من الخطأ تفضل أنقذني إذا تناقشني بالعلم ناقشني لكن المشكلة أن هذه الطلعة لما طبعت الشيخ عبد الرحمن المعلمي تمام يناقش علميا لكن من طبعها بعض السلفية بعض أغنياء السلفية في جدة في السعودية بعض الأغنياء جدا طبعوها على حسابهم وأضافوا إليها كلمات شتائم ومسبات قبيحة جدا نعم مع الأسف ثم المعلمي ابتبرأ منها وقال هذه ليست مني هي من الطابعين فكانوا يحاربون الكوثر بكل وسيلة الرد العلمي ليس عندنا مشكلة فليردوا على الكوثر علمية وكما قلت نحن نقبل من المعلم بعض ردوده ونراه مصيب فيها نرى الصواب عنده ولكن في الغالب نرى أن الكوثر كان أعمق وأتقن وأبعد نظرا من المعلم في كلامه وعلى كل حال هذا مجال للمناخ مناقشة لهم إشكال فيه لكن أن ينزل النقاش إلى المستوى الشخصي ويتهم الإنسان في قلبه أن نيتك خبيثة نيتك سيئة أنت تقصد هدم علماء المسلمين وأنت تقصد الإساءة للمحدثين وكذا لا هذا لا يلق نعم وهكذا طيب الكلام طويل على كل حال وأظن أنني تجاوزت الوقت المسموح لي فعذرا أكتفي بهذا والحمد لله رب العالمين بارك الله فيك