Transcript for:
فهم المشاعر والتواصل الفعال

تمر بي أيام كثيرة جداً لو جيت سألتني فيها عن حالي بقول لك تمام وطيب وأظن في المقابل حتى أنت كذلك تمر بي أيام كثيرة جداً لو جيت سألت فيها عن حالك بتقول تمام وطيب ولكننا ما نعرف إلا تمام وطيب نصف بها أحوالنا هذه يعني الإسحاب في إجابة هذا السؤال ربما يعني ما يود النتيجة وأنا أعرف وانت تعرف ان الناس اصلا ما تهتم في هذا الجواب لذلك انا اتذكر اني كتبت حاجة قبل فترة على من يسأل عن الحال ان يكون جادا ولا يصدق الاجابة الاولى هذا انا رشاد حسن وهذه امسية جديدة من امسياتنا وكما جرت العادة يا جماعة نطلبكم الاشتراك في القناة والتعليق كذلك اعطونا اراءكم وتعليقاتكم بالتعليقات وشاركوا هذه الحكاية او الحكايات السابقة مع من تحبون ربما مع ان تكرهون ومن منكم يحب أن يستمع إلى هذه الحكاية أو إلى الحكايات السابقة يجد روابط قنوات مذياع أو الصوتية في الوصف لكن بشويش على أصابعكم طيب ما هي كيف حالك هذه؟ أو خلينا ننظر من نظرة ثانية يعني ما هي تمام وطيب هذه؟ أظن أن كثير من الناس يستعملوا إجابة طيب وتمام ليس للتعبير عن ما يدور في نفوسهم وإنما لأنها هي الإجابة الموجودة يعني هي لتزجية الوقت يلا أخلص أنا تمام وطيب وش بعدين يعني قبل فترة كنت أقرأ في حاجة يسمونها و هذه معناها كلمة يونانية يعرفها قاموس إكسفورد بأنها يعني أن الواحد ما يقدر يجد نفسه في منطقة ضبابية لا يعرف بماذا يحس ولا يعرف كيف يعبر عن هذا الإحساس وفي العربي يجوز أن نقول أو حتى أن نترجم هذه الكلمة إلى العي ومعروف أن الإعياء في اللغة العربية هو عجز يلحق الإنسان من المشي والعي هو عجز يلحق الإنسان من الكلام يعني الواحد ما يعرف أو يعجز عن التعبير عن ما يدور في نفسه أو يعجز حتى عن تحديد إحساسه في تلك اللحظة للتعبير عنه بمعنى أنه ما تقدر تعبر عن نفسك وأظن هذه لحظة تمر بكل الناس يجيك واحد يسألك كيف حالك وترد عليه أنا طيب الحمد لله تمام وطيب والحمد لله وتمام هذه لا تقصد بها ما يدور في نفسك وإنما هي الإجابة الموجودة وعجزك هذا هو حالة طبيعية يمر بها كثير من الناس يعني مش أنه أنت مريض ولا خجول ولا مستحي فبالتالي ما تقدر تعبر عن مشاعرك لا وإنما أنت فعلاً في تلك اللحظة لا تعرف بماذا تحس فبالتالي لا تعرف ماذا تقول وأحياناً سبحان الله لو تفكرت في بعض المواقف والأمور أو المصائب التي تمر بك أو تمر ببعض الناس ربما تجد أنهم في بعض الأوقات والحالات لا يحس بما يمر به فبالتالي ما عنده كلمة أصلاً يصفها لما يمر به لكن قد يتضح هذا الإحساس بعد انتهاء هذه المدة يعني لما يهدأ ويركد وتزين نفسيته وحاله يفطن لما مر به يفطن لمصيبته يفطن لموقفه فبالتالي يدرك وقد يحزن يعني في كثير من الناس قد تحزن بعد انتهاء الحزن يعني بعد المصيبة بعد ما يجيب الطامة يتأملها بعد فترة بعد أن اجتازها ثم يحزن عليها وأنا صراحة لو سألتني عن نفسي ما رح أقول لك أنه ما أعرف أعبر عن مشاعري عيب كاتب وما يعرف يعبر عن مشاعره لكنني لا أعرف كيف أعبر عن مشاعري وهنا الفرق فهنا ما أقدر أقول أنه أنا ما أعرف مشاعري لا أنا أعرف مشاعري ومدرك لمشاعري ومتفطل لها لكنني عاجز عن التعبير ووصف هذه المشاعر يعني لما أبغى أعرف أحيانا أنا الآن هذه اللحظة بماذا أحس هنا يحتاج أنك تشغل عقلك إعمال الفكر يعني يحتاج أنك فعلا تبذل جهد عقلي وذهني لتحديد هذه اللحظة أو لتحديد إحساسك في هذه اللحظة هل أنا قلق ولا مرتاح وقد تتفاجأ سبحان الله في الأخير أنه أنت قد تخرج بمشاعر مختلفة عن القلق والراحة يعني ربما تكتشف نفسك في الأخير أنه والله أنا إنسان مضطرب لا أنا قلق ولا أنا مرتاح وهكذا من دوامة هذه المشاعر هو صحيح أن تعبير وجوه الناس قد تعبر عن أحوالهم يعني قد تنظر إلي وتعرف من تعبير وجهي أنه أنا تعيس حزين ووالي آخر لكنك لم تعرف مهما نظرت إلي بما أخبئه في قلبي أورويل يقول أن أتعس وظائف الناس هي الوظائف التي تتطلب ابتسامة طويلة ودائمة هي تخيل أنك أنت موظف استقبال مثلا فأنت في هذه اللحظة بحاجة أن تبتسم ابتسامة طويلة من الصباح إلى المغرب وهذه الابتسامة هي لا تكشف لك عن ما يخبئه هذا المبتسم في قلبه وحاله وأحواله يعني ربما يبتسم لك مكره لا بطل لكنه يخبئ في قلبه جحيماً يعني الله سترعي وترى سبحان الله هنا في حاجة مهم جداً أن نشير إليها صراحة لغة مشاعر الحزن دائماً هي أوضح على الإنسان أو على لغة جسده من مشاعر الفرح يعني قد تعرف أن هذا الإنسان حزين بالنظر إليه أو تعيس لكنك لن تعرف أنه سعيد أو مبتهج حتى يفصح لك عما يكونه عن حاله عن إحساسه في تلك اللحظة ومعروف طبعا أن المشاعر هي المحرك لكل شيء في حياة الناس هي المحرك لأفعالهم أصلا أنت لا تكون إنسان إلا بمشاعرك إذا تعطلت هذه المشاعر تعطلت حياتك يعني أنت تسوي الحاجة وأنت تسويها بدافع إحساسك تجاهها هل أنت موسوط هل أنت سعيد هل أنت تعيس وهو إلى آخره لكن قد يجوز القول كذلك على المنحة الآخر أنه قد تشعر في لحظة من اللحظات ترجمة نانسي قنقر بتعطل هذا الإحساس أنه أنت تسوي الحاجة وأنت والله ما تعرف رجال تسويها لا تعرف إحساسك ناحية هذه الحاجة وتتعقد المسألة طبعاً لما تجي تغوص في نفسك في تلك اللحظة وفي إحساسك لما تجي تفكك وتحلل فعلاً تخرج في الأخير بمشاعر كثيرة جداً قد تعاتب مثلاً وتقول أن عتابي من باب المحبة ولما تتأمل في هذا العتاب تجد أن العتاب دفعه الغضب والزعل والحنق وإلى آخره يعني ثم بعد ذلك تكتشف أنه والله دافع عتابك ليس المحبة وإنما الغضب وهكذا فلما تجد تحاول أن تغوص فعلا في هذه المشاعر تجد أنها من جانب مترابطة ومن جانب متشعبة ومتفككة وأحيانا ترى الأمر يتجاوز نفسك ويذهب إلى الناس يعني مو بس أنك أنت ما تحس بنفسك ولا تفضل إلى نفسك ولا تميز ما تمر به ربما الناس كذلك لا تفطن إليهم ولا تميز أحاسيسهم ولا تعب أحدا بهم من الجوانب اللي أظنها ممكن تنفعنا هي تسخين الفكر أو إعمال الفكر بمعنى أن تحرّض عقلك على الإحساس على أن يتعاطى ويتفاعل مع مجريات الأمور وبالتالي طبعا ستحس بكل شيء يجري في نفسك ويجري حولك ولما تعرف حتى أن المشاعر هي ارتباط عقلي هي تفاعل عقلي وذهني مع المجريات من حولنا يعني لا تستثار المشاعر إلا بتدخل العقل إليها والعقل جزء أساسي من إثارة وتحريك وتسخين هذه المشاعر الأحاسيس وكما يقولون طبعا المغمى علي ذاهب العقل لا يحس بشيء لأن عقله متعطل فبالتالي لن يحس بشيء مهما صرخت عليه أما النائم فإنه متيقظ ولذا إذا صيح به تنبه لأن عقله أصلا موجود وبإعمال الفكر هذا لن تجد سبحان الله مشقة في الإحساس والإنخراط بما يجري حولك بما يدور حولك يعني إذا أيقظت هذه الفكرة الحساسة وجعلتها فعلا ترتبط بالناس تحس بالناس تتكلم مع الناس ستوقظ تباعا مشاعرك وأحاسيسك بهؤلاء الناس بما يجري ويدور حولك وبدون هذه الفكرة وهذا العقل اليقظ المتقد ستكون الحياة باردة جافة حتى يمكن أن تشوف الناس باردين وجافين بل ربما إن تحدث إليك أحد من الناس لوجدك جاف وبارد والغرض ترى من إعمال الفكر هذا هو أن تكون الصورة حاضرة في ذهنك يقضة أن تتصور أن تستطيع أن تتخيل يعني إذا قرأت شيء تستطيع أن ترى في ذهنك ما تقرأ أن ترى في ذهنك هذه الفكرة المختبئة خلف هذه الأسطر أظن هذا هو الذي يجعل هذه الفكرة متأخرة ويقضى وبالتالي نستطيع أن نحس بكل شيء يجري حولنا لذلك لما أقول لك صف لي سعادتك ماذا يعني أنك سعيد؟ لن تجد إلا كلمة أنا سعيد تصف بها مشاعرك وإن طلبتك تراوغ ستراوغ بفكرتك بمنطقك بعقلك حتى تصف إحساسك السعيد هذا فحسبك لا تعرف من معنى السعادة إلا أنك سعيد وحسبك لا تعرف من مفردات السعادة كلها إلا أنك سعيد ولو تأملت شوية بس شوية لوجدت أن هذه السعادة غير محصورة في الكلمات لأنها كومة من المشاعر والأوصاف