Transcript for:
القوة والصواريخ المحمولة على الكتف: تغييرات في مسار الحروب

القوه لا تعني بالضروره الانتصار بالحرب ولا سما اذا امتلك الطرف الاضعف سلاحا خفيفا وزهيد الثمن قادرا على الحاق خسائر فادحه بالطرف الاقوى في هدوء هذا المكتب داخل احد فروع البنك المركزي الافغاني يخفي مديره عبد الوهاب ذكريات حرب غيرت مصيره ومصير بلاده في خريف 1986 كان عبد الوهاب واحدا من مجموعه مجاهدين افغان تدربوا في باكستان على صواريخ ستينغر المضاده للطائرات زودت بها امريكا الافغان بعد سبع سنوات من الغزو السوفيتي انتهى التدريب بعد نحو شهر واصبح عبد الوهاب ورفاقه جاهزين لاستخدام السلاح الجديد وبينما كانوا يغادرون المعسكر ودعهم احد المدربين بالدموع وهو يذكر عبد الوهاب بتشغيل مفتاح الرسد الحراري في الصاروخ قبل الاطلاق استغرقت الرحله مسيره شاقه ليومين حتى وصل عبد الوهاب ورفاقه الى قريه المهجوره قرب مدينه جلال ابد الافغانيه حيث تنتظره مهمه مصيريه في اليوم التالي توجه عبد الوهاب ورفاقه نحو مطار عسكري سوفيتي وقد حانت اللحظه راى عبد الوهاب مروحيات عائده للمطار ليرفع قاذفه السنجر الى كتفه ويردد بصوت خافت بسم الله العلي العديم الله اكبر ثم اطلق الصاروخ في اتجاه مروحيه التي يب زيها واشتعل في ثوان كانت هذه المره الاولى التي يستخدم فيها صاروخ ستينجر في افغانستان ليتجر على الاتحاد السوفيتي من الكاس نفسها التي اقها الولايات المتحده في فيتنام قبل ذلك بسنوات وبين هذا وذاك قصه مثيره لصواريخ حملت على الاكتاف لذ انصت جيدا ففي ترسانه اليوم صاروخ ملقب بالسهم واخر صنع معجزه الجبال لنتعرف كيف اثرت هذه الاسلحه في معارك شرسه وكيف يمكن فعلا للطرف الاضعف ان ينتصر في معارك استنزاف في بدايه الخمسينيات طوره البحريه الامريكيه سلاح جو جو يعرف باي 9 سايد وايندر وهو صاروخ قصير المدى يستخدم نظام توجيه الاشعه تحت الحمراء لتتبع محركات الطائرات واستهدافها في ذلك الوقت وخلال الحرب البارده كان السوفيت والامريكيون يتسابقون على تطوير نظام دفاع جوي خفيف ومحمول لحمايه القوات من الطائرات التي تحلق بارتفاع منخفض وهنا جاءت شركه كوم فاير الامريكيه بفكره مستوحاه من صاروخ سايد وايندر واقترحت استخدام الاشعه تحت الحمراء في صاروخ مطوي الاجنحه لا يتجاوز قطره سب سنتيمترات ويمكن لجندي واحد اطلاقه من انبوب محمول على الكتف الفكره الواعده تحولت الى ريد اي اول صاروخ ارض جو محمول على الكتف واختبر عام 1961 لكن السوفيت لم يتاخروا كثيرا وكشفوا عام 1959 عن ختهم الخاصه من الصاروخ المحمول على الكتف والذي سمي ستريلا وعرف ايضا بسام سبح لكن الغرب لم يعرفوا عنه شيئا الا عندما ظهر اول مره في ايدي الجيش المصري وهنا انصت جيدا في اعقاب نكسه 1967 اعاد الرئيس المصري جمال عبد الناصر بناء الجيش وتنظيمه وخلال حرب الاستنزاف مع اسرائيل التي عانت فيها مصر من الغارات الجويه العنيفه بدا البحث عن حل سريع وجذري يعزز قدرات دفاعه الجوي فكان الحل في السلاح الجديد الذي طوره السوفيت صواريخ استريلا التي صممت لتكون بسيطه وفعاله تعمل بتوجيه حراري يسمح لها بتعقب الحراره الصادره عن محركات الطائرات التي تحلق بارتفاع منخفض كما انها سهله الحمل والتشغيل من قبل جندي واحد نظرا الى وزنها وطولها ما يعني ان جنديا واحدا يحمل صاروخا ببضعه الاف يمكنه تدمير طائره بملايين الدولارات مدهش اليس كذلك وفي اواخر عام 1969 وصلت اول شحنه من صواريخ استريلا الى مصر وخلال اسابيع اصبح الجنود المصريون مستعدين لاستخدام السلاح الجديد في المعركه ومنهم جندي لم يتجاوز العشرين من عمره لقب لاحقا بصائد الطائرات ولكن ما قصته في صباح ال من يونيو عام 1970 انقضت ثمان طائرات اسرائيليه وعبرت بسرعه هائله فوق جنود المصريين في منطقه قريبه من السويس بضرب مستودعات الجيش المصري انتهى الهجوم بخسائر فادحه وبينما كانت احدى الطائرات من طراز سكاي هوك تحلق على ارتفاع منخفض راها جندي يدعى زغلول وهبه وجهز سلاحه في ثوان للاشتباك من دون اوامر قائده وعندما اصبحت الطائره في مرمى صاروخه ظهر ضوء احمر في القاذف لتنبيه الرامي الى ان الهدف اصبح قريبا ولديه فقط جزء من الثانيه للاطلاق اطلق زغلول صاروخه انتقاما لزملائه الشهداء دمرت الطائره بينما اصر قائدها الاسرائيلي بعدما قفز بالمظله ودمر معها مقوله العين لا تقاوم المخرز انتهت حرب الاستنزاف وسجلت القوات المصريه 36 اصابه من اصل 99 اطلاقا لصاروخ استريلا الذي لا يتجاوز سعره 10% من ثمن الطائره التي اسقطت وحقق المصريون ما ارادوا اذ اجبروا العدو على التحليق بارتفاع اعلى ما قلل دقه الاستهداف وفاعليه سلاح الجو في دعم قوات المشاد ولكن هل تظنون ان هذا حصل فقط في الشرق الاوسط اذا اسمعوا ما الذي جرى في فيتنام حرب الاستنزاف وفرت للولايات المتحده والسوفيت فرصه لاختبار اسلحته في مواجهه بعضها لكن يبدو ان امريكا لم تفهم درس حرب الاستنزاف جيدا ليتكرر المشهد من جديد وهذه المره في الجهه الاخرى من العالم في فيتنام فيتنام المقسمه منذ نحو عقدين بين شمال مدعوم من السوفيات وجنوب المدعوم من امريكا التي لم تكتفي بالدعم وانخرطت بجيشها في حرب ربما هي الاشرس في تاريخها قبل ان تبدا اداره الرئيس نيكسون ما عرف بالفتنه وهي استراتيجيه نفذتها امريكا بهدف انهاء تورطها في تلك الحرب عبر التوسع التدريجي في تدريب القوات الفيتناميه الجنوبيه مع تقليل الوجود العسكري الامريكي والاكتفاء بالدعم الجوي وهنا جاء دور استريلا الصاروخ الذي اثبت فعاليته اول مره في حرب الاستنزاف قبل ان يزود الاتحاد السوفيتي قوات الشمال الفيتنامي به للمره الاولى عام 1972 وكان الطيارون الامريكيون على موعد مع الرقص مع الموت المصطلح الساخر الذي استخدموه لوصف مناورات المراوغه في مواجهه الصواريخ السوفيتيه في ال9 من يونيو من العام نفسه كان الطيار الامريكي ستيفن بينت يحلق بطائرته حين تلقى استغاثه من القوات الجنوبيه التي تتعرض لهجوم وبعد تقديم الدعم الجوي لهم وفي اثناء تحليقه بعيدا تبعه صاروخ ستريلا وانفجر قرب المحرك الايمن لطائرته حاول بنت الهبوط في خليج تونك لكن طائرته تحطمت وخرقت في المياه وتوفي هو على الفور خلال شهرين فقط من دخول استريلا المعركه خسرت امريكا 12 طائره او اكثر من ضمنها سكاي هوك الطائره ذاتها التي اسقطها الجندي المصري في حرب الاستنفار لكن المدهش حقا انه في نهايه هذه الحرب عام 1975 التي وصفت بالهزيمه الوحيده للجيش الامريكي تمكن الجيش الامريكي من الاستيلاء اخيرا على صاروخ ستريلا لدراسته والاستعداد للمواجهه القادمه وانقلبت الصوره بعد ان دار الزمن دورته واصبح السوفيت هم من يستنزفون في حرب افغانيه طويله وكما يقول المثل من يزرع الريحه يحصد العاصفه او ربما الادق يح ص الاعصار في عام 1979 اجتاح السوفيت افغانستان وفي ذلك اليوم ارسل مستشار الامن القومي الامريكي بريجينسكي الى الرئيس كارتر يقول له لدينا الان الفرصه لاعطاء السوفيت حرب فيتنام الخاصه بهم تدفق التمويل والسلاح والتدريب الامريكي على المجاهدين الافغان لكنه لم يكن كافيا لاستنزاف ترسانه الاسلحه السوفيتيه الضخمه فكان الحل [موسيقى] الصاروخ المحمول على الاكتاف والذي يحمل اسم ستينجر والذي بدا انتاجه في الستينيات وطور خلال السبعينيات قبل ان يدخل الخدمه في الجيش الامريكي عام 1981 كانت صواريخ ستينجر اكثر تقدما من استريلا فالنسخ الامريكيه ورغم انها اثقل واطول فقد كانت اسرع واكثر دقه وفتكا نظرا الى راسها الحربي شديد الانفجار كما ان المدى الفعال ابعد ويمكنه ايضا استهداف انواع اكثر من الطائرات وفي عمليه سريه اطلق عليها الاعصار بدات السي اي اي تزويد المجاهدين بهذه الصواريخ عام 1986 هل تذكرون عبد الوهاب كان اول افغاني يستخدم هذا الصاروخ ويسقط مروحيه هايند السوفي وبسبب التضاريس الصعبه والجبال الوعره في افغانستان كانت القوات السوفيتيه تعتمد كثيرا على المروحيات التي تحولت الى توابيت طائره ففي ثلاث سنوات فقط خسر السوفيت عشرات المروحيات فضلا عن الخسائر الماليه والبشريه ليزيد الضغط على موسكو بسبب استنزاف مواردها وتضطر الى الانسحاب من افغانستان عام 1989 ولتشعر واشنطن بالارتياح بينما صدر الجزء الثالث من فيلم رامبو المقاتل العائد من حرب فيتنام لخوض مغامره جديده في افغانستان ثم ليصرخ في احد مشاهد الفيلم بكلمات بريجنسكي ذاتها ومن داخل سجن روسي و ا فيتنام انتهت الحرب البارده بانهيار الاتحاد السوفيتي لكن الصواريخ المحموله على الاكتاف التي زرعتها واشنطن وموسكو في انحاء العالم بسبب حربهما البارده وصلت الى ايدي الجماعات المسلحه وباتت تباع في السوق السوداء بل ان امريكا التي غزت افغانستان لاحقا ضربت بالسلاح نفسه الذي صنعت وزودت به المقاتلين الافغان ودربت عليه ولا يزال سام سب استريلا في مناطق عده يذكر اسرائيل بماض اليم وانتم تعلمون تماما ما الذي اتكلم عنه اليس كذلك رغم تطوير معظم دول العالم انظمه تشويش متقدمه وتشتيت للصواريخ بشعل حراريه فانه على ما يبدو فعلا من يزرع الريحه يحصد العاصفه [موسيقى] ‏c [موسيقى]