هو البطل الكرار والفارس المغوار الباسل المقدام صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحد السادة الأبرار الأطهار المشهور بالشدة والبأس عاشق الموت هو صقر الحروب البراء بن مالك الأنصاري أخو أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أشعث أغبر هزيل الجسد قليل لحم تقتحمه عين رائيه ثم تميل عنه وكان البراء حسن الصوت يحب الترنم والحداء. فكان حادي الرجال يحدو بالنبي صلى الله عليه وسلم في اسفاره. كان مثال الزهد الحقيقي. تميز بالجرأة والفروسية والاقدام. كان يركب الفرس وهي تساق فيستوي على ظهرها بيسر وسهولة.
وقال فيه النبي صلى الله عليه وسلم رب اشعث اغبر لا يؤبه له لو اقسم على الله عز وجل لابره. منهم البراء ابن مالك. كانت غزوة احد اولى غزواته بصحبة النبي صلى الله عليه وسلم. ولم يتخلف عن غزوة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ابلى فيها بلاء حسن يشهد بشدته وقوته. ولما سار رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم إلى الحديبية أخذ المسلمون يبايعونه بيعة الرضوان تحت الشجرة فالتقت يمينه بيمين الرسول صلى الله عليه وسلم وبايعه على الموت وبعدما التحق النبي صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى وبدأت نار الفتن وطفقت قبائل العرب تخرج من دين الله صمد الصديق رضي الله عنه لهذه الفتنة وعقد أحد عشر لواء ليعيد المرتدين إلى سبيل الهدى والحق وكان أقوى المرتدين مسيلمة الكذاب فخرج جيش بقيادة خالد بن الوليد لقتال مسيلمة في معركة اليمامة فكان للبراء بطولة تتضاءل البطولات أمامها فلما اشتدت نار الحرب نظر خالد إلى البراء رضي الله عنهما وقال له إليهم يا فتى الأنصار فالتفت البراء إلى قومه وقال يا معشر الأنصار لا يفكرن أحد منكم بالرجوع إلى المدينة فلا مدينة لكم بعد اليوم وإنما هو الله وحده ثم الجنة وان برا يشق الصفوف ويزلزل أقدام مسيلمة وأصحابه ولما لجأ مسيلمة وأصحابه إلى حديقة الموت وتحصنوا خلف بابها وجعلوا يمطرون المسلمين بنبالهم من داخلها تقدم مغوار المسلمين البراء وقال يا قوم ضعوني على ترس وارفعوا الترس على الرماح ثم اقذفوني إلى الحديقة قريبا من الباب فإما استشهد وإما أفتح لكم الباب فجلس البراء على الترس وكان نحيلا ضئيل الجسم فرفعته عشرات الرماح فنزل بين جند مسيلمة كالصاعقة فقتل عشرة منهم وفتح الباب وبجسده بضع وثمانون جرحا فتدفق المسلمون على الحديقة حتى قتلوا مسيلمة وجيشه وحمل البراء بن مالك لوداوة وأقام عليه خالد بن الوليد شهرا يعالج جراحه كان شديد البأس مثالا في الشجاعة فقتل مئة من المشركين في مبارزة واحدة عدى عن الذين قتلهم في المعارك مع المحاربين ولما ولي الفاروق الخلافة كتب بشأنه إلى عماله في الآفاق ألا يولوه على جيش من جيوس المسلمين خوفا من أن يهلكهم بإقدامه وأكمل البراء رضي الله عنه يخوض المعارك شوقا ليظفر بالشهادة في سبيل الله حتى كان يوم فتح مدينة تستر من بلاد فارس وقد تحصن الفرس في إحدى القصص القلاع المرتفعة فحاصرهم المسلمون فجعل الفرس يدلون من فوق اسوار القلعة بسلاسل من حديد عليها كلاليب حميت بالنار فكانت اشد تواهجا من الجمر فكانت تنشب في اجساد المسلمين فيرفعونهم اليهم اما موتا او على وشك الموت فعلق كلاب بانس ابن مالك فما ان رآه البراء حتى امسك بالسلسلة التي تحمل اخاه واخرج الكلاب من جسد اخيه فاخذت يده تحت حتى أصبحت عظما ليس عليها لحم وكانت للبراء دعوة لا ترد فلما اشتد القتال وبلغت القلوب الحناجر قال بعض المسلمين للبراء يا براء إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنك لو أقسمت على الله لأبرك فأقسم على الله فقال أقسمت عليك يا رب أن تمنحنا أكتافهم فالتقوا واشتد الكرب في المسلمين فقالوا أقسم يا براء على ربك فقال أقسمت عليك يا رب أن تمنحنا أكتافهم وألحقني بنبي صلى الله عليه وسلم فمنحوا أكتافهم وقتل البراء شهيدا