Transcript for:
محاضرة حول الإدمان

بعد ما أخذ منه أهله الفيديو جيم المفضلة عنده دخل دانيل باتريك وعمره 16 سنة على والده ووالدته يوم 20 أكتوبر 2007 وطلب منهم يغمضوا عنيهم علشان عمل لهم مفاجأة وأطلق النار عليهم توفت والدته في الحال ونجى والده بجروح خطيرة لما تقبض عليه هو بيحاول يهرب كانت الحاجة الوحيدة اللي اهتم ياخدها معاه كانت سيديل لعب أنا إمانة الإمام ودي لسمتاري أول صورة بتتخيلها عند سماع لفظ إدمان هي كوكاين، هيروين، كحل مواد خطيرة جداً مسؤولة عن تحويل شخص طبيعي تماماً لمريض إدمان مش قادر يشوف أي حاجة غير المخدر اللي محتاجه دلوقتي وحالاً وفي سبيل ده ممكن يعمل أي حاجة المادة دايماً هي الشرير في القصة بس القصة فيها طرف آخر إحنا، أدمغتنا، نظام المكافأة الموجود بشكل طبيعي جداً جوه أجسامنا كلنا عبارة عن عدة مناطق داخل الدماغ بتعاونهم مع بعض وبرفع مستوى الدوبامين بالأخص بيتولد شعور مكافأة لطيف يحفزك تجاه الأفعال اللي بتساعدك على البقاء زي الأكل والشرب والجنس والتواصل الاجتماعي ببساطة بيقولك الفعل ده ممتع؟ افتكره كويس ويلا نعمله تاني الحقيقة إن اكتشاف وجود نظام في الدماغ خاص بالمكافأة كان بالصدفة التامة سنة 1954 لما اتنين علماء كنديين بيشتغلوا على تجربة عن تعليم فران التجارب حل الألغاز التجربة دي كان فيها ليفر، زرار عند الضغط عليه بيطلق شحنات كهربية صغيرة متوصلة بأماكن معينة في دماغ الفران لحظوا إن الفران بقت تروح للزر تضغط عليه مرة وراء الثانية وراء الثالثة لحد آلاف المرات في الساعة الوحدة وما توقفش إلا لما تصب الإرهاق الشديد الملاحظة اللي ما كانتش مقصود رصدها في التجربة دي خلت القائمين عليها يتسألوا ليه؟ ليه الفران يعملوا النشاط ده اللي بلا قيمة لبقائهم أو بقاء ناهم؟ هل الشحنات دي بتفيدهم بطريقة ما؟ ما نعرفهاش؟ اتكررت التجربة تاني وبشكل أوسع وتوصلوا لملاحظة أن الضغط على الزر كان بينشط منطقة في دماغ الفران الظاهر كده أنها مسؤولة عن شعور إيجابي شعور المكافأة وتكررت التجربة على أنواع مختلفة من الكائنات وتأكدنا من وجود نظام المكافأة في أدمغة كل الفقريات تقريباً بما فيها الإنسان صحيح نظام المكافأة قدر يقوم بدوره الطبيعي في دفعنا تجاه أفعال غايتها البقاء لوقت طويل من تاريخ البشر بس الظاهر إن أدمغتنا اتزاكت على نفسها وقدرت تفصل بين الفعل اللي غايته البقاء والمتعة المتصلة بيه والمتعة بذاتها بقت غاية حتى لو كانت على حساب الغاية الأولى البقاء ما طلعتش المواد المخدرة هي الشرير الوحيد أدمغتنا طلعت جزء فاعل في العملية وبطل في القصة العقار المخدر بيرفع الدومامين لمستويات عالية جداً أكتر من الطبيعي فتسبب إصارة عالية للخلايا العصبية ينتج عنه شعور بالانتشاء مع تجرار التجربة بتقل حساسية نظام المكافأة للمسيرات الأخرى تبطل تجلب له السعادة زي الأول بمعنى تاني أولويات الدماغ بتتغير لصالح الشيء أو التجربة اللي بتديله القدر الأعلى من الانتشاء ومن جهة تانية استجابة الدماغ للمخدر نفسه بتتغير لمحاولة السيطرة على الوضع حساسية المستقبلات للمخدر نفسه بتقل ويحصل تعود فنفس الجرعة من العقار ما تديش نفس الشعور ويتطر مريض الإدمان كل فترة أنه يزود الجرعة علشان يوصل لنفس قوة شعوره الأول بس ده طلع ما بيحصلش مع المخدرات بس زي ما كنا فاكرين مع زيادة الأبحاث في الجزء ده اكتشفنا إن ده نفس المسار تقريباً اللي بيحصل مع الإفراط في تناول مواد تانية ما كناش نتخيل إننا ندمنها زي السكر والأطعمة عالية الدهون مثلاً بيحصل كمان مع الإفراط في بعض السلوكيات سلوكيات بدون أي مواد خالص سلوكيات كانت بريئة من فكرة الإدمان في اعتقادنا زي العلاقات الجنسية والأمار والإنترنت والسوشيال ميديا والفيديو جيمينج ومش ده بس التشابه الوحيد على المستوى الجيني جوّا الخلايا العصابية، في نظام المكافأة، كان فيه بروتين مهم جداً بيلعب دور حيوي في السلوك الإدماني باختصار شديد بدون الدخول في عمليات معقدة لما بيتعرض الدماغ بشكل كافي لمسير معين لمدة معينة زي عقار مخدر مثلاً البروتين ده بيتم إنتاجه بشكل كبير وبيبدأ يعبر عن نفسه ويتسبب في تغيرات وظيفية جوّا الدماغ التغيرات دي هي المسؤولة بشكل أساسي عن بعض الاضطرابات السلوكية المميزة عند مرضى الادمان القهرية منها على وجه الخصوص اللي بتستمر لفترات طويلة حتى بعد الانقطاع عن التعاطي حتى انه في مراجعة سنة 2014 تم اقتراح اننا نستخدم قياس مستوى البروتين ده داخل الدماغ لمعرفة مدى قدرة المواد المختلفة على رفع مستواه وبالتالي مدى قدرتها انها تسبب الادمان وبرضه التغيرات الجينية دي مش خاصة بس بالمواد بل إنما بتصاحب بعض السلوكيات السلوكيات الإدمانية زي الإفراط في بعض أنواع الأطعامة والإفراط في الشوبينج والفيديو جيمينج أيوة مش بس المواد المخدرة السلوك الإدماني كمان ممكن يقدي لتغيرات وظيفية فعلاً جوه دماغك حتى في أعراض وعلامات الإدمان الظاهرية اللي من أهمها التعود وأعراض الانسحاب المريض بإدمان مادة مخدرة بيحتاج يزود الجرعة علشان يوصل لشعور النشوة الأول كذلك مدمن الأموار مثلاً بيميل أنه يزود الرهان علشان يتبسط زي الأول مريض إدمان مخدر ما بيعاني بالانقطاع عن المخدر وبتنتهي المعاناة دي أول ما يرجع للتعاطي وكذلك برضو مرضى الإدمان السلوكي حتى على الرغم من الاختبافات الفردية من شخص للتاني كان دايماً فيه السلوك ونمط عام متشابه بين كل مرضى الإدمان بتدوب فيه الفروق الشخصية واستثمات عامة زي الخداع والمروغة والانزواء وضعف العلاقات الاجتماعية اللي سببها دايماً إعطاء الأولوية للمخدر أو السلوك الإدماني السمات المشتركة الكتير دي بين تعاطي المخدرات بأنواعها والسلوك المفرد بأشكالهم المختلفة خلى العلماء تتساءل هل هم فعلاً اضطرابات منفصلة؟ ولا هيئات أو صور مختلفة لمرض؟ واحد هو الإدمان بشكل عام إحدى المراجعات الصادرة عن قسم الطب النفسي بجامعة هارفورد 2004 بتقول أن نظرتنا للإدمان دلوقتي ممكن تكون أشبه بنظرتنا لمرضى الإيدز قبل اكتشاف طبيعة المرض كان مرضى الإيدز بيجي لهم أنواع مختلفة من العدوى وبتتشخص وتتعالج بشكل منفصل قبل ما نعرف أنه مرض واحد سببه ضعف الجهاز المناعي والضعف ده هو اللي بيتسبب في أشكال العدوى المتبينة جدا ظاهرياً وخلال الفترة من أواخر التسعينات لأوائل الألفينات بدأت تنتشر اقتراحات كتير من العلماء لنظرة جديدة تجاه الإدمان في أغسطس 2011 أصدرت الجمعية الأمريكية لطب الإدمان تصريح عام بتعريف جديد للإدمان هو مرض مزمن أولي بيصيب الدماغ وتحديداً نظام المكافأة وبعدها بسنة واحدة اضاف للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية والعقلية باب جديد تحت الإنشاء بعنوان الإدمان السلوكي بدأ بإدمان الأمار والإنترنت والجنس كملحقات تحت البحث ولازال متاح للإضافة ومن شهرين بس يونيو 2018 أعلنت منظمة الصحة العالمية عن جيمينغ ديس أوردر ضمن المساوادة الأخيرة للنسخة الـ 11 من التصنيف الدولي للأمراض تحت بند للترابات النتجة عن سلوك إدماني وده طبعاً واستعتراضات من الشركات المنتجة للألعاب الإلكترونية وبعض العلماء في المجال كان ولازال الإدمان موضوع متشابك ومتشعب جداً ومحل جدل واسع وكل يوم بنكتشف فيه حاجة جديدة وزي ما قال علم الفيزياء الشهير الحاصل على نوبل سير ويليام بروج إن الشيء الأهم في العلم مش القدرة على اكتشاف حقائق جديدة وإنما القدرة على اكتشاف طرق جديدة للنظر للحقائق دي كل أمنياتي بالشفاء والقوة لكل محاربين الأمراض في كل مكان