Transcript for:
أهمية الحق والحلف في الحياة

الطالب عمر يا سيادة المدير عمر أنت الذي كسرت الزجاج نافذة الفصل؟ والله العظيم أبدا أقسم بالله لم يحدث والمصحف الشريف بدون قسم زملائك يقولون إنك الوحيد الذي تلعب الكرة في الفصل والله العظيم لم ألعب الكرة في هذا اليوم أقسم بالله لم أجد من ألعب معه لعبت وحدك يا عمر والمصحف الشريف لم ألعب وحدي ورحمة جدي لم أكسر الزجاج أنت تقسم كثيرا يا ولد أقسم حتى تصدقني فأنا والله العظيم لا أريد أن أسمع كلاما آخر سيستمر التحقيق حتى أعرف من الذي كسر زجاج الفصل حسناً ولكني أقسم بالله كفاك قسماً يا عمر هيا بنا سمعت أن مدير المدرسة عاقبك على كسر الزجاج لا والله لم يعاقبني عمر عرفت أن إدارة المدرسة أعدت لك خطاب استدعاء لولي الأمر ورحمة جدي لم يحدث ولماذا أنت خائف هكذا؟ والله العظيم لست خائفاً قل لنا الصدق نحن لا يسمعنا أحد ماذا تريدين أن أقول؟ هل أنت الذي كسرت الزجاج بالفعل؟ أقسم برب الكعبة ما كسرته سبحان الله أين ذهب القلم؟ عمر يا عمر نعم يا أمي أين قلمي الأسود؟ والله العظيم لم أره أنت دائماً تأخذ أقلامي أقسم بالله لم يحدث والمصحف الشريف ما رأيته وعزة جلال الله كفاك يا عمر ما كل هذه الأيمان حتى تصدقيني يا أمي أنا عندي أقلامي فلماذا أخذ قلمك؟ ربما أخذته معتقداً أنه قلمك والله العظيم لم أخذه ورحمة جدي أين ذهب إذن؟ والله لا أعرف والمصحف الشريف أنا أكتب الآن بقلمي قلم والدتك الأسود يا الله كيف دخل إلى هنا؟ أخذه أنت دون قصد والله ما كفاك يا عمر أنت تحلف كثيراً وهذا شيء يكرهه الله ورسوله حقاً؟ كيف ذلك؟ قال سبحانه وتعالى واحفظوا أيمانكم وقال صلى الله عليه وسلم عليه الصلاة والسلام ألا إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت وما معنى ذلك؟ المسلم عليه أن لا يحلف كثيراً وإذا حلف فينبغي أن يحلف بالله أو بإحدى صفاته كأن يقول مثلاً وعزة الله وجلال الله تعني أن لا أحلف برحمة جدي وحياة أمي؟ لا يا عمر الله يحلف بما يشاء ونحن لا نحلف إلا بالله يجب أن تعود لسانك على عدم القسم إلا في حالة الضرورة أنا أحلف حتى يصدقني الناس الناس لا يصدقون إلا الشخص الصادق الذي اعتادوا منه الصدق في أقواله وأفعاله حسن سأعود نفسي ألا أحلف كثيراً وأن لا تحلف إلا بالله قل لي إذن ماذا فعلت بعد الفتنة التي تعرضت لها في نيسابور؟ آه يا عمر كان ابتلاءاً كبيراً بعد أن كان المسجد يمتلئ بالمصليين انتظاراً لمجلس علمي صرت أنتهي من الصلاة وأتلفت حولي فلا أجد أحداً تقبل الله طاعتك يا إمامنا تقبل منا ومنكم يا شيخ مسلم أعلم أنك أقوى من هذه المحنة نعم بالأمس استقبلني أهل نيسابور بالآلاف ثم ينصرفون الآن عن سماع دروسي هذا الاستقبال هو الذي أوغر الصدور وحرك الأحقاد فصدرت الأوامر إلى الناس بأن لا يحضروا مجلس علمك والله ما جئت إلى هنا طالبا شهرة أو زعامة بل جئت داعيا إلى الله ورسوله كلنا نعلم ذلك ولكنها الفتنة يا إمامنا أراك الوحيد الذي تجاوزت هذه الفتنة وعصيت الأوامر وجئت لزيارتي لأنني أكثر من يعرف قدرك وصفاء نيتك أنت أستاذي من قبل أن أراك أنا أيضا أحلم بأن أكتب كتابا يضم الأحاديث النبوية الصحيحة ويعرف بين الناس بصحيح مسلم كما عرف كتابك بصحيح البخاري إنها مهمة شاقة يا شيخ مسلم أعرف ذلك وأعرف أيضا أنك ستساعدني فيها بلغني أنك تداوم على زيارة البخاري بعد كل ما فعل إنه ضيفنا يا إمام ثم ماذا فعل البخاري حتى أمتنع عن زيارته؟ أوشك أن يوقع الناس في فتنة خلق القرآن لم يقل الإمام البخاري بأن القرآن مخلوق وما لك تدافع عنه هكذا؟ لأنه مظلوم وترى من ظلمه أنت يا سيدي أنا؟ نعم دعوته إلى نيسابور ثم أمرت الناس بأن يهجروا مجلس علمه هو الذي قال لك ذلك؟ الإمام البخاري لم يقل شيئا إنما أقول أنا ما أراه تجرأت علي يا مسلم ونسيت أني أستاذك وصاحب فضل عليك والله ما نسيت هذا أبدا ولكني كنت أتمنى أن تفعل ما نصحتنا دائما أن نفعله تقصد أنني أقول شيئا وأفعل عكسا؟ علمتنا أن الرسول صلى الله عليه وسلم عليه الصلاة والسلام كان قدوة بسلوكه قبل أن يكون معلماً وصاحب منهج بدليل أن أناساً كثيرين آمنوا به قبل أن يتلقوا منهجه استطاع البخاري أن يفرق بيني وبينك والله ما أراد الإمام البخاري هذا أبداً وأنا أخيرك الآن إما أن تحضر مجلس عمل أو تحضر مجلس علمي ألا وقت خيرتني فسوف أحضر مجلسه ظننتك أذكى من ذلك قريباً سيرحل البخاري إلى بخارة وستبقى أنت معي في نيسابور سيرحل البخاري ولكن الحق باق يا سيدي وقد علمتنا دائماً أن نقف إلى جوار الحق ولا تمسك به موسيق