بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد فهذا فهو لقاؤنا الأول مع هذه المادة الشريفة وهي وصول الفقه لقسم الحديث بكلية الإمام الشافعي بجنبر وسنتناول إن شاء الله تعالى في هذه المادة أمورا مهمة تهمنا جميعا لأن علم أصول الفقه علم جليل القدر وعظيم الفائدة وقد ذكر عدد من العلماء فوائد تعلم أصول الفقه ونذكر هنا فائدة منها فمن فوائد علم أصول الفقه الحصول على قد��ة يستطيع بها الإنسان استخراج الأحكام الشرعية من أدلتها على أسس سليمة فالإنسان إذا تعلم أصول الفقه وفاهمه فهما جيدا فإنه يحصل على هذه القدرة التي تساعده على استخراج الأحكام الشرعية من أدلتها ومعلوما أن الأدلة التي وردت في القرآن محصورة فإنها تنتهي بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك الأدلة في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنها محسورة فهي تنتهي كذلك بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم وبالتالي فإن هذه الأدلة إذا لم يفطنها الإنسان ولم يفهمها جيداً فإنه سيقول إن دين الإسلام يصلح لتلك الأزمنة التي عاش فيها النبي صلى الله عليه وسلم فقط وهذا طبعا لا يصلح فإن دين الإسلام دين قد أكمله الله تعالى ورضيه لنا كما قاله في كتابه الكريم اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينه فمقتضى هذا المقتضى هذه الآية أن دين الإسلام صالح لكل زمان ومكان فالأمور والمسائل والمشاكل وإن كانت تتجدد دائما بحيث تكون كثير من المسائل التي حدثت في هذه الأزمنة المتأخرة لم تكن موجودة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن دين الإسلام قد شملها وأن الإسلام فيه أحكام لتلك المسائل الجديدة ولكن يبقى شيء هنا وهو هل الإنسان يستطيع أن يعرف أحكام المسائل الجديدة من خلال تلك الأدلة التي وردت في القرآن وكذلك السنة هذا هو الذي نريد أن نصل إليه عندنا نتعلم أصول الفقه فإذا تعلم الإنسان أصول الفقه وفاهمه فهما جيدا استطاع أن يستخرج الأحكام الشرعية لتلك المسائل الجديدة من أين يستخرجها من الأدلة التي وردت في الكتاب أو في السنة ويكون استخراجه لتلك الأحكام من تلك الأدلة على أسس سليمة فالعلماء قد رسم لنا أسساً وطرقاً من خلالها نستخرج الأحكام من الأدلة الموجودة بحيث إذا سلكناها سلكنا طريقاً سليماً صحيحاً لأنه ليس كل استخراج الأحكام من الأدلة مقبول ليس كل هذا الاستخراج مقبول بل استخراج الأحكام من الأدلة المقبول لابد أن يكون بطريقة صحيحة سليمة وهذا هو الذي نتعلمه في أصول الفقه فنسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يحصلوا على هذه الفائدة العظيمة ثم بعد ذلك نأتي إلى تعريف أصول الفقر عندما يريد الإنسان أن يتعلم شيئاً أو فنًا من الفنون فإنه لابد أن يتعرف عليها لابد أن يعرف ما هو هذا الفن سواء تعلم الفقه أو تعلم الحديث أو تعلم العقيدة أو تعلم التفسير فإنه لابد أن يتعرف على ما هي هذا الفن أولاً فهنا نحن الآن نتعلم أو نتعرف على أصول الفقه فأصول الفقه ننظر إليه باعتبارين وهما باعتبار مفرديه وباعتبار كونه لقبا لهذا الفن بالنسبة لأصول الفقه باعتبار مفرديه فإننا نقول إن أصول الفقه عبارة تكونت من كلمة الأصول والفقه فنريد أن نعرف ما معنى الأصول وما معنى الفقه فالأصول جمع الأصل والأصل ننظر إليه من حيث اللغة والاستلاح ما معناه أما من حيث اللغة فالأصل يطلق على هذا المعنى ما هو؟ ما يبنى عليه غيره الأصل هو ما يبنى عليه غيره فإذا بني شيء على غيره فذلك الغير هو الذي يسمى الأصل مثاله أصل الجدار فأصل الجدار هو ما بني عليه الجدار ونحن عادة نسميه الأساس، أساس الجدار ويكون الأصل أيضاً بمعنى ما يتفرع عنه غيره مثاله أصل الشجرة فأصل الشجرة المقصود بها هي ما تفرعت عنها أغصان الشجرة هذا معنى الأصل من حيث المغفرة فإذا رأيت الأوصان تتفرع من أصلها تتفرع من هذا الخشب أو الشجر الذي في الوسط الكبير هذا يسمى الأصل هذا يسمى أصلا أيضا ثم من حيث الاستلاح فالأصل تطلق على عدة معاني منها الدليل فإذا قلنا أصل التيمم قول الله تعالى فتيمموا صعيدا طيبا أصل التيمم هنا معناه دليل التيمم فدليل التيمم هو قول الله تعالى فتيمموا صعيدا طيبا الأصل إذن يطلق في الاصطلاح بمعنى الدليل ويطلق أيضا بمعنى القاعدة المستمرة الأصل يطلق أيضا على القاعدة المستمرة مثاله إذا قلنا إباحة أكل الميتة للمضطر على خلاف الأصل معناه أن إباحة أكل الميتة للمضطر على خلاف القاعدة المستمرة لأن القاعدة المستمرة تقول إن ميتة يحرم أكلها فإذا كان الإنسان في حالة الاضطرار يباح له أكله فهذا خلاف تلك القاعدة أي خلاف الأصل ويطلق الأصل في الاستلاح أيضا بمعنى الراجح مثال ذلك إذا قلنا الأصل في الكلام الحقيقة معناه أن الراجح في الكلام الحقيقة وليس المجاز ويطلق أيضا الأصل على المستصحب مثاله قولنا الأصل في الأشياء الإباحة يعني المستصحب في الأشياء الإباحة هذا هو حكم الأصل الحكم المستصحب في الأشياء الإباحة فالأصل يطلق أيضا على المستصحب ويطلق الأصل أيضا على المقيس عليه والمقيس عليه هذا أحد أركان القياس مثاله قولنا الخمر أصل النبيذ في الحرمة معناه أن الخمر هذا هو المقيس عليه يقاس النبيذ عليه في الحرمة فكما أن الخمر محرما فإن النبيذ أيضا يكون محرما هذه معاني الأصل في الاستلاح ثم ننتقل إلى المفرد الثاني وهو الفقه وننظر إليه أيضا من حيث اللغة والاستلاح أما من حيث اللغة فالفقه هو الفهم الفقه بمعنى الفهم ومثال هذا ما ورد في كتاب الله تعالى وحل العقدة من لساني يفقه قولي يفقه قولي كلمة الفقه يفقه قولي معناه يفهم قولي وإذا قلنا فقها فلان كلامي معناه فهما فلان كلامي وعما من حيث الاصطلاح فإن الفقه بمعنى معرفة الأحكام الشرعية العملية بأدلتها التفصيلية فالإنسان عندما يتعلم الفقه فإنه سيتعرف على الأحكام الشرعية العملية العملية يعني التي تتعلق بالأعمال لذلك فإن مسائل العقيدة لا يدرسها الإنسان في علم الفقه وإنما يدرسها في علم التوحيد وعلم العقيدة أما الفقه فإن المتعلم فيه يدرس الأحكام المتعلقة بالأعمال ويدرسها بأدلتها التفصيلية على سبيل التفصيل فإذا ذكر أو إذا بدأ يتعلم مسألة من المسائل مثلاً حكم الطهارة من النجاسة مثلاً فإنه يتعلمها ثم يذكر دليلها ربما يأتي بدليلين ثلاثة أدلة من نواحي كثيرة وهكذا فالإنسان في علم الفقه يدرس الأحكام الشرعية العملية لأدلتها التفصيلية مثال ذلك نقول مثلا لا تسح الصلاة بلا وضوء لقوله تعالى إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وانسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين فعندما نقول لا تسح الصلاة بلا وضوء فإننا نذكر هنا حكماً وهو عدم صحة الصلاة بلا وضوء ثم بعد أن ذكرنا حكم الصلاة بلا وضوء نتحدث عن دليلها نذكر دليل هذه المسألة ما الدليل على أن الصلاة لا تصح بلا وضوء هذه الآية وهكذا وقد نذكر أيضاً مع هذه الآية آية أخرى أو دليل آخر يؤيد كون الصلاة لا تصح بلا وضوء طيب هذا معنى الفقه جد فقد عرفنا إذن الأصل وعرفنا الفقه هنا جد الآن ننتقل إلى تعريف أسول الفقه باعتبار كونه لقباً لهذا الفن أي باعتبار كون هذا هذا الفن يسمى أصول الفقه ما معنى أصول الفقه؟ أصول الفقه هو علم يبحث عن أدلة الفقه الإجمالية وكيفية الاستفادة منها وحال المستفيد نعم عندنا هنا ثلاثة أو ثلاث نقاط عندنا ثلاث نقاط النقطة الأولى هي أن أصول الفقه نتعلم فيه أدلة الفقه الإجمالية أدلة الفقه الإجمالية فعلمنا بهذا أن أصول الفقه يركز في الأدلة الأدلة أدلة الفقه فأصول الفقه نتعلم فيه تلك الأدلة من حيث حجيتها هل هذه الأدلة حجة أو لا هل يصح الاحتجاج بها أو لا عندما نأتي إلى القرآن مثلا نتعلم عن حجيتها هل هو حجة أو لا كذلك السنة هل هي حجة أو لا كذلك الإجماع والقياس هل هذه أدلة يعني يجوز الاحتياج بها أو لا كذلك أدلة البخرى من الأدلة المختلفة فيها كما سيأتي إن شاء الله تعالى ونتعلمها على سبيل الإجمال وبعضهم يقولون إن المقصود بأدلة الفقه الإجمالية هنا هي الأدلة القواعد القواعد الأصولية مثل قول الإنسان أو القول الأصولي الأصل في الأشياء الإباحة وغيرها من القواعد الأصولية فنتعلم هذه الأشياء هنا في أصول الفقه هذه النقطة الأولى والنقطة الثانية كيفية الاستفادة منها كيف نستفيد من تلك الأدلة بعدما عرفنا أن القرآن حجة مثلا كيف نستفيد منها يعني كيف نستخرج الأحكام منها لأن فائدة كبيرة من هذه الأدلة هي أن يعرف الإنسان الأحكام التي تضمنتها الأحكام التي تضمنتها تلك الأدلة هذا ينبغي أن نعرفها ومعرفتها فائدة عظيمة وصول الفقه يعلمنا كيف نستفيد من تلك الأدلة وكيف نستخرج الأحكام منها فإذا قال الله تعالى مثلا أقيموا الصلاة كيف نقول إن الصلاة واجبة بناء على هذا أو هذه الآية؟ كيف نقول إن الصلاة واجبة بناء على هذا أو هذه الآية؟ الصلاة واجبة لماذا نقول إن الصلاة واجبة؟ أسول الفقه يعلمنا بأن الأمر الأصل فيه أنه يفيد الوجوب إذا لم يصرفه صارف من الوجوب إلى غير الوجوب فإن الأصل فيه أنه يفيد الوجوب فنقول إذن إن قوله تعالى أقيم الصلاة يفيد أن الصلاة واجبة هذه الآية ورد فيها أمر بالصلاة فإذا كان الأصل في الأمر الموجود فالصلاة إذن واجبة وهكذا نقول كذلك إذا ورد النهي فإن وصول الفقه يعلمنا لأن الأصل في النهي للتحريم فإذا لم يجد هناك صارف يصرفه عن التحريم فإن دلالته فالأصلية هي التحريم فإذا نه الله تعالى عن شرب الخمر مثلا فالأصل أن الخمر محرم وهكذا هذه النقطة الثانية والنقطة الثالثة حال المستفيد والمقصود بالمستفيد هنا المجتهد ما حال المجتهد؟ من هو المجتهد؟ ما شروط الاجتهاد؟ جيب؟ لأنه ليس كل واحد يطلق عليه أنه مجتهد بل هناك شروط لا بد من توفرها عند شخص حتى يقال إنه مجتهد وإلا فإنه لا يطلق عليه هذا الاسم وكذلك ندرس في وصول الفقر ضد الاجتهاد وهو التقليد من هو المقلد وما صفتها وهل التقليد مذموم كله أو لا هذا أيضا من ما ندرسه في فصول الفقر فنسأل الله تعالى أن يسر لنا ذلك ونسأله جل في علا أن يعلمنا علما نافعا هذه مقدمة في هذه المادة فصول الفقر نعم