Transcript for:
محاضرة حول الشيخ الإسلام ابن تيمية

ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم اما بعد فان اصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم وشر الامور محدثات وكل محدثه بدعه وكل بدعه ضلاله وكل ضلاله في النار اما بعد فان العقيده الواسطيه لشيخ الاسلام ابن تيميه رحمه الله تعالى من اجمع ما كتب في مسائل الاعتقاد وهي على وجازت اذ كتبها في مجلس واحد حوت مقاصد الاعتقاد والحق ان العقيده عند السلف كلمه واحده ومصنفاتهم في العقيده كتاب واحد ومصنف واحد وهذا مما يدل على صدق معتقدهم انه لا اختلاف فيه فترى الرجل من اهل السنه في اقصى المشرق يطابق ويوافق الرجل من اهل السنه في اقصى المغرب وما التقي قط واذا صنف احدهما مصنفا في الاعتقاد تطابق مع ما صنفه صاحبه من غير ما لقاء بينهما حتى ولو تفاوتت الاعصار وهذا يدل على انهم ينهلون من منهل واحد ويعودون الىى معين واحد لان العقيده انما تستقى من كتاب الله ومن سنه رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم والعقيده الواسطيه كتب الله تبارك وتعالى لها القبول كما كتبه لكاتبها رحمه الله تعالى وقد توفر على شرحها جمله من اهل العلم والتثبت فما ي يستطيع احد بعد يتصدى لشرحها ان ياتي بجديد لانه لا جديد في امور الاعتقاد وانما ياتي من ياتي بتحقيق امر من الامور التي لاجلها يصنف المصنفون ويؤلف المؤلفون وذلك بان يجمع شيئا قد تفرق او ان يهذب شيئا قد تشعث الى غير لذلك من مقاصد التاليف فاذا اذا ما تصدى انسان لشرح هذه العقيده المباركه فانه لا يكون قد اتى بشيء ومما كتب حول هذا الامر بخطه العلامه محمد خليل هراس رحمه الله تعالى فهو ممن كان حول هذه العقيده بعض التقريرات والتحريرات على وجازه في كلامه وجمع رحمه الله تعالى وقبل ان نشرع في مدارسه ما كتبه رحمه الله حول عقيده شيخ الاسلام رحمه الله تعالى الواسطيه ننظر في ترجمه المصنف رحمه الله تعالى شيخ الاسلام واحمد بن عبد الحليم ابن عبد السلام ابن عبد الله ابن الخضر ابن محمد بن القدر بن علي بن عبد الله بن تيميه الحراني رحمه الله تعالى واما علق تيميه فقد قيل ان جده الخامس محمد ابن الخضر حج على درب تيماء فراى هنالك طفله ف ل ما رجع وجد امراته قد ولدت له بنتا فقال يا تيميه يا تيميه نسبه الى تيما وهي بلده بالقرب من تبوك فلقب بذلك وقال ابن النجار ذكر لنا ان جده محمدا كانت امه تسمى تيميه وكانت واعظه فنسب اليها وعرف بها ولد شيخ الاسلام رحمه الله تعالى يوم الاثنين العاشر من شهر ربيع الاول سنه 61 و600 بحران من ارض الشام ولقم بشيخ الاسلام تقي الدين ويكنى بابي العباس وقيل في معنى شيخ الاسلام وجوه افضلها ان يقال شيخ في الاسلام قد شاب وانفرد بذلك عمن مضى من الاتراب وحصل على الوعد المبشر بالسلامه انه من شاب شيبه في الاسلام فهي له نور يوم القيامه وهو حديث ثابت اخرجه احمد وابو داوود والنسائي من حديث عمرو بن عبسه وقد جود اساني الحافظ ابن كثير رحمه الله وذكره الالباني في صحيح الجامع من شاب شيبه في الاسلام فهي له نور يوم القيامه فشيخ الاسلام اي شيخ في الاسلام قد شاب وانفرد بذلك عمن مضى من الاتراب وحصل على الوعد المبشر بالسلامه انه من شاب شيبه في الاسلام فهي له نور يوم القيامه ومن الوجوه في معنى شيخ الاسلام ما هو في عرف العوام انه العده او هو مفزع بعد الله عز وجل في كل شده ومنها انه شيخ الاسلام بسلوكه طريقه اهله قد سلم من شر الشباب وجهله فهو على السنه في فرضه وفله وقد استعملت هذه التسميه في القديم استعملها الامام الشافعي والامام احمد وغيرهما كما ذكر ذلك في الرد الوافر واما اسره شيخ الاسلام رحمه الله فهي اسره ال تيميه من الاسر العريقه بحران وقد اشتهرت بالعلم والدين فجده ابو البركات مجد الدين من كبار ائمه الحنابله ومن مؤلفاته المنتقى من اخبار المصطفى الذي شرحه الشوكاني في كتابه نيل الاوتار شرح منتقى الاخبار واما والده فهو شهاب الدين عبد الحليم ابو المحاسن تولى المشيخه بعد والده وعلم ولديه ابا العباس وابا محمد واما اخوه ابو محمد فهو شرف الدين تفقه في المذهب الحنبلي وبرع فيه واما شيوخ شيخ الاسلام رحمه الله فقد قال تلميذه ابن عبد الهادي وشيوخه الذين ين سمع منهم اكثر من م شيخ من اشهرهم شمس الدين ابو محمد عبد الرحمن بن قدامه المقدسي ومنهم امين الدين عبد الصمد ابن عساكر الدمشقي الشافعي ومنهم شمس الدين ابو عبد الله محمد بن عبد القوي بن بدران المرداوي واما تلاميذ فقد كان شيخ الاسلام رحمه الله تعالى وما زال مدرسه عريقه تتلمذ فيها في عصره كثير من العلماء وما يزال يتتلمذ في هذه المدرسه المباركه الى يومنا هذا عبر مؤلفاته الجم الغفير ومن اشهر من تتلمذ على شيخ الاسلام رحمه الله تعالى شمس الدين ابن عبد الهادي وشمس الدين الذهبي وشمس الدين ابن القيم وشمس الدين ابن مفلح وهو صاحب الفروع والاداب الشرعيه وعماد الدين ابن كثير صاحب التفسير رحمهم الله تعالى رحمه واسعه واما مذهب شيخ الاسلام فقد نشا حنبليا ثم كان من ما قال عنه الذهبي وله الان عده سنين لا يفتي بمذهب معين بل بما قام الدليل عليه عنده ولقد نصر السنه المحضه والطريقه السلفيه واحتج لها ببراهين ومقدمات وامور لم يسبق اليها واطلق عبارات احجم عنها الاولون والاخرون وهاب وجسر على واما عقيدته فشيخ الاسلام رحمه الله تعالى يجيبنا عن عقيدته كما في نظمه يا سائلي عن مذهبي وعقيدتي رزق الهدى من للهدايه يسال اسمع كلام محقق في قوله لا ينثني عنه ولا يتبدل حب الصحابه كل لهم لي مذهب وموده القربى بها اتوسل وكلهم قدر وفضل ساطع لكنما الصديق منهم افضل واقول في القران ما جاءت به اياته فهو القديم المنزل وجميع ايات الصفات امرها حقا كما نقل الطراز الاول وارد عهدتها الى نقالها واصونها من كل ما يتخيل قبح لمن نبذ القران وراءه واذا استدل يقول قال الاخطل والمؤمنون يرون حقا ربهم والى السماء بغير كيف ينزلوا واقر بالميزان والحوض الذي ارجو باني منه ريا انهل وكذا الصراط يمد فوق جهنم فمو واحد ناج واخر مهمل والنار يصلاها الشقي بحكمه وكذا التقي الى الجنان سيدخل ولكل حي عاقل في قبره عمل يقارنه هناك ويسال هذا اعتقاد الشافعي ومالك وابي حني ثم احمد ينقل فان اتبعت سبيلهم فمو فق وان ابتدعت فما عليك معول فهذا موجز عقيدته رحمه الله تعالى وهذا لاعتقاد كما قال رحمه الله تعالى اعتقاد الشافعي ومالك وابي حنيفه ثم احمد رحمهم الله تعالى واما نفات شيخ الاسلام رحمه الله تعالى فقد قال عنها الذهبي جمعت مصنفات شيخ الاسلام تقي الدين ابي العباس احمد بن تيميه رضي الله عنه فوجدته الف مصنف ثم رايت له ايضا مصنفات اخر وقد صنف تلميذه النجيب ابن القيم رحمه الله تعالى كتابا سماه اسماء مؤلفات ابن تيميه وكانت لشيخ الاسلام رحمه الله تعالى اليد الطولى في حسن التفسير والتصنيف وجوده العباره والترتيب والتقسيم والتبيين شهد له بذلك خصمه ابن الزملكاني وكان يتكلم اللغه العبريه ويتكلم لغه اللاتينيه ويفهم ذلك من قوله والالفاظ العبريه تقارب العربيه بعض المقاربه كما تتقارب الاسماء في الاشتقاق الاكبر وقد سمعت الفاظ التوراه بالعبريه من مسلمه اهل الكتاب فوجدت اللغتين متقاربتين غايه التقارب حتى صرت افهم كثيرا من كلامهم العبري بمجرد المعرفه بالعربيه قال ذلك في نقض المنطق واما صفاته الخلقيه فقد كان كريما مجبولا على الكرم لا يتصنع وكان شجاعا زاهدا في الدنيا لا يتعلق منها بشيء وكان يترك كثيرا من المباحات خشيه الوقوع في محرمات واما صفاته الخلقيه فقد كان ابيض اللون اسود شعر الراس واللحيه قليل الشيب شعره الى شحمتي اذنيه عيناه لسانان ناطق ربعه من الرجال بعيد ما بين المنكبين جهوري الصوت فصيحا سريع القراءه تعتريه حده لكنه يقهرها بالحلم واما جهاده فقد جاهد رحمه الله تعالى بلسانه وقلمه ويده وحارب التتار وحرض المسلمين ضدهم وتقدم الصفوف في وقعه شقحب وصمد ضدهم في يوم مرج الصفر ودخل على ملك التتار قازان وكلمه كلاما اثار دهشه الحاضرين لجرات كما هدد سلطان مصر لما كاد يسلم بلاد المسلمين للتتار وقد اثنى على شيخ الاسلام رحمه الله تعالى اعداؤه واقرانه قبل اصدقائه وتلامذته حتى عد ابن ناصر الدين الدمشقي اكثر من 80 عالما من معاصريه اثنى عليه وافرد لذلك كتابه الشهير الرد الواث يرد فيه على محمد بن محمد العجمي الشهير بالعلاء البخاري المتوفى سنه 41 وث الذي زعم ان من قال عن ابن تيميه شيخ الاسلام فهو كافر ومن هذا الكتاب اي من الرد الوافر استخرجت اقوال اشهر مشاهير علماء عصره وعصر المؤلف ابن ناصر الدين واما ثناء التلامذه عليه فشيء لا يحصر كما في كلام ابن القيم وابن كثير وابن عبد الهادي وهي كثيره معروفه ممن اثنى على شيخ الاسلام رحمه الله تعالى خيرا وبين منزلته من الاسلام ابن سيد الناس صاحب عيون الاثر في المغازي والشمائل والسير قال الفيته يعني شيخ الاسلام ممن ادرك من العلوم حظا وكاد ان يستوعب السنن والاثار حفظا ان تكلم في التفسير فهو حامل رايته او افتى في الفقه فهو مدرك غايته او ذاكر في الحديث فهو صاحب علمه ودو روايته او حاضر بالملل والنحل لم يرى اوسع من نحلته في ذلك ولا ارفع من درايته بررز في كل فن على ابناء جنسه ولم ترى عين من راه مثله ولا رات عينه مثل نفسه وقال شمس الدين الذهبي رحمه الله عن شيخ الاسلام رحمه الله هو اكبر من ان ينبه مثلي على نعوته فلو حلفت بين الركن والمقام لحلف اني ما رايت بعيني مثله ولا والله ما راى هو مثل نفسه في العلم وقال عنه في موضع اخر فرا القران والفقه وناظر واستدل وهو دون البلوغ برع في العلم والتفسير وافتى ودرس وله نحو العشرين وصنف التصانيف وصار من اكابر العلماء في حياه شيوخه وله المصنفات الكبار التي سارت بها الركبان ولعل تصانيفه في هذا الوقت تكون عه الاف كراس واكثر وفسر كتاب الله تعالى مده سنين من صدره في ايام الجمعه وكان يتوقد ذكاء وسماعات من الحديث كثيره وشيوخه اكثر من 200 شيخ ومعرفته بالتفسير اليها المنتهى وحفظه للحديث ورجاله وصحته فما يلحق فيه واما نقله للفقه ومذاهب الصحابه والتابعين فضلا عن المذاهب الاربعه فليس له فيه نظير واما معرفته بالملل والنحل والاصول والكلام فلا اعلم له فيه نظيرا ويدري جمله صالحه من اللغه وعربيته قويه جدا ومعرفه بالتاريخ والسير فعجب عجيب واما شجاعته وجهاده واقدامه فامر يتجاوز الوصف ويفوق النع هو احد الاجواد الاسخياء الذين يضرب بهم المثل اي في الجود والكرم والسخاء وفيه زهد وقناعه باليسير في الماكل والملبس وقال تقي الدين السبكي وهو والد التاج صاحب طبقات الشافعيه وكان بينه وبين شيخ الاسلام ما هو معروف ومع ذلك فلم يسعه الا ان يعترف بعظيم قدره وعلو كعبه في العلم فقال تقي الدين السبكي عن تقي الدين ابن تيميه كبر قدره وزخار بحره و وسعه في العلوم الشرعيه والعقليه وفرط ذكائه واجتهاده وبلوغه في كل من ذلك المبلغ الذي يتجاوز الوصف الى ان قال وقدره في نفسي اعظم من ذلك واجل مع ما جمع الله له من الهاده والورع والديانه ونصره الحق والقيام فيه لا لغرض سواه ودريه على سنن السلف واخذه من ذلك بالاخذ الاوفى وغرابه مثله في هذا الزمان بل من ازمان كانت بينهما منافره معروفه ولم يسعه الا ان يعترف بفضله رحمه الله تعالى وعلمه كذلك قال السبكي محمد بن عبد البر الشافعي قال يبغض ابن تيميه الا جاهل او صاحب هوى فالجاهل لا يدري ما يقول وصاحب الهوى يصده هواه عن الحق بعد معرفته به وقال كمال الدين ابن الزملكاني الشافعي وكان من خصومه قال رحمه الله تعالى عن شيخ الاسلام كان اذا سئل عن فن من العلم ظن الرائي والسامع انه لا يعرف غير ذلك الفن هو من خصومه كمال الدين ابن الزملكاني الشافعي كان من خصومه ومع ذلك يقول عن شيخ الاسلام رحمه الله كان اذا سئل عن فن من العلم ظن الرائي والسامع انه لا يعرف غير ذلك الفن وحكم ان احدا لا يعرف مثله وكان الفقهاء من سائر الطوائف اذا جلسوا معه استفادوا في مذاهبهم منه ما لم يكونوا عرفوه قبل ذلك يعني في مذاهبهم ولا يعرف انه ناظر احدا فانقطع معه ولا تكلم في علم من العلوم سواء كان من العلوم الشرعيه او غيرها الا فاق فيه اهله والمنسوبين اليه لم يرى من 500 سنه احفظ منه وقال ابن دقيق العيد القشيري المالكي الشافعي قال لما اجتمعت بابن تيميه رايت رجلا العلوم كلها بين عينيه ياخذ منها ما يريد ويدع ما يريد وقال البرزالي ابو محمد القاسم ابن محمد الاشبيلي الاصل الدمشقي عن شيخ الاسلام رحمه الله كان اماما لا يلحق غباره في كل شيء وبلغ رتبه الاجتهاد واجتمعت فيه شروط المجتهدين وكان اذا ذكر التفسير ابهت الناس من كثره محفوظه وحسن ايراده واعطائه كل قول ما يستحقه من الترجيح والتضعيف والابطال وخوضه في كل علم كان الحاضرون يقضون منه العجب هذا مع انقطاعه الى الزهد والعباده والاشتغال بالله تعالى والتجرد من اسباب الدنيا ودعاء الخلق الى الله تعالى وقال ابو الحداد المزي الدمشقي الشافعي هو صاحب تهذيب الكمال قال عن شيخ الاسلام رحمه الله ما رايتم مثله ولا راى هو مثل نفسه وما رايت احدا اعلم بكتاب الله وسنه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ولا اتبع لهما منه ورحمه الله وقال مره لم يرى مثله منذ 400 عام وقال ابن حجر العسقلاني هو صاحب الفتح ومن اعجب العجب ان هذا الرجل كان اعظم الناس قياما على اهل البدعه من الروافض والحلول والاتحاديه وتصانيفه في ذلك كثيره شهيره وفتاويه فيهم لا تدخل تحت حصر وقال ايضا ولو لم يكن للشيخ تقي الدين من المناقب الا تلميذه الشهير الشيخ شمس الدين ابن القيمي صاحب التصانيف السائره التي انتفع بها الموافق والمخالف لو لم يكن له من المناقب سواه لكان غايه في الدلاله على عظم منزلته فكيف وقد شهد له بالتقدم في العلوم والتميز في المنطوق والمفهوم ائمه عصره من الشافعيه وغيرهم فضلا عن الحنابله وقال بدر الدين الع الحنفي هو صاحب عمده القارئ قال عن شيخ الاسلام رحمه الله والامام الفاضل البارع التقي النقي الورع الفارس في علم الحديث والتفسير والفقه والاصول بالتقرير والتحرير والسيف الصارم على المبتدعين والحبر القائم بامور الدين والاماره النهاء عن المنكر ذو همه وشجاعه واقدام فيما يروع ويزجر كثير الذكر والصوم والصلاه والعباده خشن العيش والقناعه من دون طلب الزياده وكانت له المواعيد الحسنه السنيه والاوقات الطيبه البهيه مع كفه عن حطام الدنيا الدنيه وله المصنفات المشهور المقبوله والفتاوى القاطعه غير الموله رحمه الله تعالى مع هذا كله لم يسلم شيخ الاسلام رحمه الله تعالى مما يبتلى به كل قائم في الدعوه الى الحق بصدق فما اكثر ما افتري على شيخ الاسلام رحمه الله وكلما كان الرجل في الدعوه الى دين الحق اثبت كانت الافتراءات عليه اكثر كثرت الافتراءات على شيخ الاسلام رحمه الله تعالى من اعدائه المعاصرين له من الصوفيه واهل الكلام والمبدعه ومن بعد عصره ايضا الى يومنا هذا ولكن اعجب هذه الافتراءات والتي اتكا عليها المبتدعه الخصوم اعجبها افتراء ابن بطوطه الرحال في كتابه المشهور المعروف رحله ابن بطوطه وهي المسماه بتحفه الانظار في غرائب الامصار وعجائب الاسفار قال ابن بطوطه عليه من الله ما يستحقه وصلت يوم الخميس التاسع من شهر رمضان المعظم عام سته الى مدينه دمشق الشام الى ان قال وكان بدمشق من كبار فقهاء الحنابله تقي الدين بن تيميه كبير الشام يتكلم في الفنون الا ان في عقله شيئا وكان اهل دمشق يعظمونه اشد التعظيم ويعظهم على المنبر الى ان قال فحضرته يوم الجمعه وهو يعب الناس على منبر الجامع ويذكرهم فكان من جمله كلامه ان قال ان الله ينزل الى سماء الدنيا كنزول هذا ونزل درجه من درج المنبر فعرضه فقيه مالكي يعرف بابن الزهراء وانكر ما تكلم به فقامت العامه الى ذلك الفقيه وضربوه بالايدي نعال ضربا كثيرا حتى سقطت عمامته الى اخر كذبه وافتراءه عليه من الله ما يستحقه هذا كلامه وهذا قراءه ولذلك لما اورد هذا الكلام الشيخ احمد بن ابراهيم بن عيسى في شرحه للقصيده النونيه عقبه بقوله و غوثاه بالله من هذا الكذب الذي لم يخف الله كاذبه ولم يستحي مفتريه وفي الحديث اذا لم تستحي فاصنع ما شئت كما اخرجه البخاري في الادب ووضوح هذا الكذب اظهر من ان يحتاج الى الاطنان والله حسيب هذا المفتري الكذاب فانه ذكر انه دخل دمشق في التاسع من رمضان سنه 26 و700 وشيخ الاسلام ابن تيميه اذاك قد حبس في القلعه كما ذكر ذلك العلماء الثقات كتلميذ الحافظ محمد بن احمد بن عبد الهادي وكما ذكر ذلك الحافظ ابو الفرج عبد الرحمن بن احمد بن رجب في طبقات الحنابله قال في ترجمه الشيخ في طبقاته المذكور مك الشيخ يعني شيخ الاسلام في القلعه من شعبان سنه 26 الذ القعده سنه 28 وزد ابن عبد الهادي انه دخلها في سادس شعبان فانظر الى هذا المفتري يعني ابن بطوطه يذكر انه حضره وهو يعض الناس على منبر الجامع فاليت الشعري هل انتقل منبر الجامع الى داخل قلعه دمشق والحال ان الشيخ رحمه الله لما دخل القلعه المذكوره في التاريخ المذكور لم يخرج منها الا على النعش وكذا ذكر الحافظ عماد الدين ابن كثير في تاريخه والذي ذكره ابن كثير نقلا عن البرزالي هو دخوله السادس عشر شعبان يوم الاثنين بعد العصر وهذا مطابق لما ذكره ابن رجب وايما كان فهو قطعا قبل ان يدخلها يعني دمشق هذا المغيربي الكذاب يعني ابن بطوطه وذلك في التاسع من رمضان فعلى ما ذكره البرزالي وابن كثير نقلا عنه فانه يكون بين دخول ابن تيميه سدن القلعه ودخول ابن بطوطه دمشق يكون الفاصل الزمني 23 يو وعلى ما ذكر ابن عبد الهادي يكون بينهما 33 يوما فاين راه واين سمعه وكيف كان يعض الناس على المنبر في الجامع وهو مسجود في القلعه وكيف قال ينزلك نزولي هذا فيما ائت فكه وافترا ابن بطوطه مما يدلل على ان ابن بطوطه كثير الكذب ما نقله في رحلته من حكايات عجيبه حتى قال ابن خلدون بعد ان ذكر شيئا منها واكثر ما كان يحدث عن دوله صاحب الهند وياتي من احواله بما يستغربه السامعون الى ان قال امثال هذه الحكايات فتنا الناس بتكذيبه ولقيت ايام اذ وزير السلطان فارسه ابن وردار البعيد اليط فاوضت في هذا الشان واريته انكار اخبار ذلك الرجل لما استفاض في الناس من تكذيبه فابن خلدون يشكك في صدق ابن بطوطه بسبب غرائب اخباره التي يرويها ولا اغرب في تلك الاخبار مما نقله عن شيخ الاسلام رحمه الله تعالى يقول انه دخل دمشق فوجد فيها ابن تيميه يعظ الناس ويفت ايهم وفي عقله شيء وهذا وحده كاف في تكذيبه فان شيخ الاسلام رحمه الله كان كان من اتم الناس عقلا رحمه الله تعالى رحمه واسعه ذكر ابن بطوطه في رحلته غريبه اخرى عند زيارته للهند فقال ووصلنا الى جبل بشاي وبه زاويه الشيخ الصالح اطى اولياء واطى معناه بالتركيه الابو واولياء بلسان العرب ي فمعناه ابو الاولياء ويسمى ايضا يصد صاله وصيص معناه بالفارسيه 300 وصاله معناه عام وهم يذكرون ان عمره 350 عاما ولهم فيه اعتقاد حسن الى ان قال ودخلنا اليه يعني الى بالاولياء الذي ذكره فسلمت عليه وعنقي وجسمه رطب لم ارى الين منه ويظن رائيه ان عمره 50 سنه وذكر لي انه في كل 100 سنه ينبت له الشعر والاسنان الى اخر غرائب فالله اعلم كان في هذه الرحله من اختلاق وكذب وافتراء ورحم الله تعالى شيخ الاسلام رحمه واسعه وما كيد الظالمين الا في تباب كان خصوم ابن تيميه في كثير من المحن قضه من الفقهاء الذين كبر عليهم مخالفته لهم في فتاويهم وارائهم ومن الصوفيات واهل الكلام وقد سجن رحمه الله مرات عديده منها سنه 7700 وفي يوم الجمعه السادس وال عشر من رمضان وفي ليله العيد نقل الى مكان اخر بالجب وظل حبيث به عاما كاملا ثم خرج من السجن في الثال من شهر ربيع الاول سنه 7700 ثم حبس مره اخرى بسبب دعاوى بعض الصوفي ثم خرج سنه 7700 يوم عيد الفطر ثم امتحن مره اخرى سنه 6 و700 ومنع من الافتاء واعتقل وكان ذلك في يوم الجمعه العاشر من شعبان وظل في سجنه سنتين واشهر ومات في السدن ليله الاثنين لعش من ذي القعده سنه 28 و700 وشهد جنازته من الخلائق ما لا يحصره عد وكانت مثلا واضحا لقول الامام احمد قولوا لاهل البدع بيننا وبينكم شهود الجنائز وهكذا مات رحمه الله تعالى بعد حياه حافله بالدعوه والجهاد والتدريس والفتوى والتاليف والمناظره والدفاع عن منهج السلف ولم يتزوج ولم يتسر بل لم يبع ولم يشتري ولم يخلف ماله فرحمه الله تعالى رحمه واسعه واسكنه فسيح جناته وجزاه الله عنا وعن الاسلام والمسلمين خير الجزاء شيخ الاسلام رحمه الله تعالى جعله الله تبارك وتعالى في هذه العصور المتاخره ايه فاما في عصره فبش وجهاده وعلمه واما بعد عصره فبا اره ومصنفاته ومؤلفاته رحمه الله رحمه واسعه الذي مر انما هو كلام عن حياته في بترجمه موجزه مختصره جمعت مقدمه ببعض شروح الواسطي واما حياه شيخ الاسلام رحمه الله تعالى فيما يحفها فهذا شيء اخر احمد تقي الدين ابو العباس ابن الشيخ شهاب الدين عبد الحليم بن الشيخ عبد السلام برد الدين ابي البركات بن عبد الله ابن تيميه كان من بيت علم وفضل قال عن جده كان جدنا عجبا في حفظ الاحاديث وسردها وحفظ مذاهب الناس بلا كلفه وجده هو مجد الدين ابو البركات وقال عنه الشيخ جمال الدين ابن مالك هو طائي الجياني الذي ولد بجيان من الاندلس سنه 600 ثم انتقل الى دمشق ونشا بها ثم انصرف الى العلوم العربيه فاتقنه وكان بحرا في النحو والصرف اليه المنتهى في اللغه اماما في القراءات واشهر مصنفاته الكافيه الشافيه في النحو والخلاصه وهي الفيه النحو المش شوره وله التسهيل ولاميه الافعال توفي بدمشق سنه 72600 رحمه الله قال عن المجد بن تيميه اولين للشيخ المجدي الفقه كما اين لداوود الحديد وكان الشيخ المجد معدوما نظير في زمانه راسا في الفقه واصوله بارعا في الحديث وما فيه له اليد الطولى في معرفه القراءات والتفسير صنف التصانيف واشتهر اسمه وبعد صيته وكان فرد زمانه في معرفه المذهب الحنبلي مفرط الذكاء متين الديانه كبير الشان قد مر اختلاف اهل العلم في عله تسميه الاسره بابن تيميه قيل ان جده محمدا حج على ضب تيماء فراى طفله اسمها تيميه وبعضهم لم يذكر اسمها فلما رجع فوجد امراته ولدت بنتا سماها تيميه وقيل ان جده محمدا كانت امه واعظه وكان اسمها تيميه فنسبت الاسره اليها وعرفت بها جدته لابيه هي بدره بنت فخر الدين ابي عبد الله محمد بن الخض وتكنى بام البدر كانت تروي وتحدث بالاجازه عن ضياء الدين عم جده عبد السلام هو الامام فخر الدين ابو عبد الله محمد بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيميه فقيه حنبلي مقرئ واعظ كان شيخ حران وخطيبها رحل الى بغداد فتفقه بها وسمع الحديث ولازم ابن الجوزي وسمع منه كثيرا من مصنفاته ثم اخذ في التفسير فصنف التفسير الكبير في اكثر من ين مجلدا اسره شيخ الاسلام اذا اسره عريقه في العلم ضاربه الجذور فيه فلما هاجرت من حران الى دمشق خوفا من زحف التتار وجورهم كان اثمن متاعها الكتب ولم يكن الطريق خاليا من الاعداء ولم يكن معبدا فلاقت الاسره في نقل الكتب ما لاقت وكاد العدو يدركهم في الطريق اذ توقفت عجلات المركبه عن السير لولا انهم استعانوا بالله تعالى فاخذ بايديهم ونجاهم من قوم الظالمين وهذه الاستعانه بالله تبارك وتعالى سمه غالبه وخصله مباركه في هذه الاسره الطيبه يستعينون بالله تبارك وتعالى وكذلك كان شيخ الاسلام رحمه الله تعالى استقرت الاسره بعد الهجره من حران بدمشق وتولى شيخ عبد الحليم وهو ابو شيخ الاسلام تولى مشيخه دار الحديث السكريه بدمشق وفيها كان سكنه اي في المدرسه وفيها تربى ولده تقي الدين الامام كان ابوه يلقي دروسه من حفظه من غير استعانه بقرطاس ولا كتاب لقوه ذاكرته وكذلك كان الشيخ مجد الدين جد شيخ الاسلام من قوه الذاكره بحيث علمت قبله فلا عجب ان نرى شيخ الاسلام رحمه الله يبلغ من ذلك مبلغا تحتار فيه العقول والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء وهو على كل شيء قدير اتجه شيخ الاسلام رحمه الله اول ما اتجه الى القران فحفظه ثم لم ينسه بعده وكان قلما نسي شيئا حفظه بل كان الى اخر عمره اذا اراد الاستشهاد بايات الق القران المجيد فكانما ينظر في مصحف منشور بين يديه بل عجب من هذا كثيرا فان استحضار الايات لمواطنه في الاستشهاد ابلغ من النظر في المصحف يعثر الناظر فيه على شاهده او لا يعثر ثم اشتغل بحفظ الحديث والفقه واللغه وبرا في النحو براء خاصه حتى انه يتامل كتاب سيبويه ويدرسه دراسه فاحصه ناقده فيخالف بعض ما في الكتاب معتمدا على ما درس في غيره فلم يكن من المتهجمين من غير بينه ولا كان مندفعا في القول من غير حجه وسلطان مبين معرفه سير السلف من اهم المهمات لطالب العلم بل للمسلم الحق كما ذكر ذلك ابن الجوزي رحمه الله تعالى قال انما اتي القوم من قبل جلهم بسعر السلف فتوافر على معرفه تراجمهم وسعرهم مما يفيد المراه في طلبه وفي عبادته وفي سلوكه وفي منهجه افاده عظيمه مباركه لم يزل شيخ الاسلام من صغره مستغرق الاوقات في الجد الاجتهاد وكان قد ختم القران صغيرا ثم اشتغل بحفظ الحديث والفقه والعربيه حتى برع في ذلك مع ملازمه الذكر وسماع الاحاديث والاثار ولقد سمع غير كتاب على غير شيخ من ذوي الروايات الصحيحه العاليه اما دواوين الاسلام الكبار كمسند الامام احمد وصحيح البخاري وصحيح مسلم وجامع الترمذي وسنن ابي داوود السجستاني والنسائي وابن ماجه والدار قطني فانه سمع كلا منها مرات عديده واول كتاب حفظه في الحديث الجمع بين الصحيحين للامام الحميدي وسمع من مشايخ ك ابن عبد الدائم المقدسي وطبقته وطلب بنفسه قراءه وسماعا من خلق كثير وقرا الكتب الكبار ولازم السماع واشتغل بالعلوم قال ابن عبد الهادي وشيوخه الذين سمع منهم اكثر من م شيء سمع مسند الامام احمد مرات وسمع الكتب الكبار والاجزاء ومن مسموعاته معجم الطبراني الكبير وعني بالح حديث وقرا ونسخ وانتقى وتعلم الخط والحساب في الكتاب وحفظ القران واقبل على الفقه وقرا في العربيه وبرع في النحو واقبل على التفسير اقبالا كليا حتى حاز فيه قصب السبق واحكم اصول الفقه وغير ذلك هذا كله وهو بعد ابن ب سنه ولا يمكن ان يصل احد الى شيء من ذلك مهما كان يسيرا وهو ينفق وقته في التسكع في متاهات ودروب وطرق الشبكات العنكبوتيه يجالس المبتدعه ومعلوم ان التواصل مع المبتدعه عبر امثال هذه الوسائل هو كمجالس باشخاص واعيان ف الصل معهم والدخول الى مواقعهم ومنتديات هو تماما كمجالس وهذا لا ياتي من سلفي نقي في منهجه وطريقته فاذا لم يوفر المرء طاقته وقوته على الطلب مع الاخلاص والجد وصدق النيه فيه فانه لن يحصل من ذلك شيئا لا قليلا ولا كثيرا وان حصل شيئا عاد بالضرر عليه لان العلم ان لم يكن لك كان عليك كما قال السلف رحمهم الله تعالى درس الفقه الحنبلي مع تتبع لسير الامام احمد وكان شيخ الاسلام يجل الامام احمد اجلالا خاصا ويشيد بمواقفه ويعجب بمناقبه وانت خبير بان الامام رحمه الله كان متقل الا من الدنيا زاهدا فيها منصرفا عنه واثر هذا تاثيرا ظاهرا بالغا في شيخ الاسلام رحمه الله تعالى فكان يجل الامام احمد اجلالا خاصا ما ان جاوز شيخ الاسلام العشرين من عمره حتى توفي ابوه وتولى هو التدريس بعد وفاه ابيه بسنه فجلس مجلس وحل محله وهو في الانيه عشر من عمره فجلس نظيرا لائمه الحديث الممتازين كابن دقيق العيد وغيره من ائمه ذلك العصر الذين كانوا يدرسون في تلك المدارس وفي الجامع الكبير بدمشق قال الحافظ الذهبي نشا شيخ الاسلام تقي الدين في تصون تام وعفاف وتاله وتعبد واقتصاد في الملبس والماكل وكان يحضر المدارس والمحافل في صغره ويناظر ويفحم الكبار وياتي بما يتحير منه عيان البلد في العلم فافت و له 19 سنه بل اقل وشرع في الجمع والتاليف من ذلك الوقت واكب على الاشتغال ومات والده وكان من كبار الحنابله ائمتهم فدرس بعده بوظائفه وله 21 سنه واشتهر امره وبعد سيطه في العالم قد ينظر طالب علم في قول الحافظ الذهبي وافتى وله 19 سنه فيقول قد تجاوزتها وسفت فيجعل المساله راجعه الى السن لا الى العلم كما قال قائل نظرت الى سفيان وهو ياكل اكل الحمار فاحتقر ته ثم نظرت اليه وقد قام فتوضا فاسبغ الوضوء فصف قدميه فصلى فما زال يبكي حتى رحمته ذكر ذلك ابن الجوزي ثم قال اياك ان تتابع سفيان في اكله حتى تتابع في عبادته فانك لست سفيان يعني لا يكونن هذا مدعاه لك الى ان تقول كان ياكل هذا الاكل فاكل كما كان ياكل سفيان فال المساله ليست راجعه الى السن وانما هي راجعه لما افاض الله عليه من العلم اخذ في تفسير الكتاب العزيز ايام الجمعه على كرسي في الجامع فكان يورد المجلس ولا يتلعثم وكان يورد الدرس بتؤت وصوت جهوري فصيح وكان ايه في الذكاء وسرعه الادراك راسا في معرفه الكتاب والسنه والاختلاف بحرا في النقليات وهو في زمانه فريض عصره علما وزهدا وشجاعه سخاء وامرا بالمعروف ونهيا عن المنكر مع كثره التصانيف وقد قرا وحصل وبرعى في الحديث والفقه وتاهل للتدريس والفتوى وهو ابن 17 سنه وتقدم في علم التفسير والاصول وجميع علوم الاسلام اصولها وفروعها ودقها وجلها فان ذكر التفسير فهو حامل لوائه وان عد الفقهاء فهو مجتهده المطلق وان حضر الحفاظ نطق وخرس وسرد وابل سوا واستغنى وافلس وان سمي المتكلمون فهو فردهم واليه مرجعهم وكان الشيخ قوي التوكل دائم الذكر له اذكار يدمنها ولا يغفل عنها قال تلميذه النديب ابن القيم رحمه الله حضرت شيخ الاسلام ابن تيميه مره صلى الصبح ثم جلس يذكر الله الى قريب من منتصف النهار ثم التفت الي وقال هذه غدوتي ولو لم اتغدى الغداء لسقطت قوتي او كلاما قريبا من هذا وقال لي مره لا اترك الذكر الا بنيه ادمام نفسي واراح تها لاستعدال لذكر اخر او كلاما ق هذا معناه فهو مع ما كان فيه من جهاد العدو بسيفه وجهادهم بلسانه وبنان كان عظيم العباده دائما الذكر له اذكار يدمنها ولا يغفل عنها بل لعل هذا من الاسرار التي جعلته رحمه الله تعالى يقف كالصخره الشماء تنحسر عند اقدامها امواج المهاجمين من جميع الطوائف الذين هاجموه فقد تكالبوا عليه في عصره رحمه الله تعالى ورموه عن قوس واحد ولكن الله تبارك وتعالى نجاه ونصره واعلى ذكره كان شيخ الاسلام رحمه الله تعالى فريد النزعه في الطلب يقول ربما طالعت على الايه الواحده 100 تفسير ثم اسال الله الفهم واقول يا معلم ادم وابراهيم علمني وكنت اذهب الى المساجد المهجوره ونحوها وامر وجهي في التراب واسال الله تعالى واقول يا معلم ابراهيم علمني ظل امر الشيخ في زياده حتى اثنى عليه شيوخ عصر وسلم الجميع بعلو كعبه قال الشيخ عماد الدين الواسطي بعد ثناء طويل جميل على الشيخ رحمه الله ما لفظه فوالله ثم والله ثم والله لم يرى تحت اديم السماء مثل شيخكم ابن تيميه علما وعملا علما وعملا وحالا وخلقا واتباعا وكرما وقياما في حق الله عند انتهاك حرماته اصدق الناس عقدا واصح علما وعزما وانفذ واعلاهم في انتصار الحق وقيامه همه واسقهم كفا واكمل اتباعا لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ما راينا في عصرنا هذا من تستدل النبوه المحمديه وسننها من اقواله وافعاله الا هذا الرجل يشهد القلب الصحيح ان هذا هو الاتباع حقيقه قال ابن دقيق العيد وقد سئل عن ابن تيميه بعد اجتماعه به كيف رايته قال رايت رجلا سائر العلوم بين عينيه ياخذ ما شاء منها ويترك ما يشاء كان لمظهر الشيخ فوق مال مخبره اثر كبير في كل من حدثه او القى سمعه اليه وصفه الذهبي وهو احد معاصريه في جسمه ونفسه فقال كان ابيضا اسود الراس واللحيه شعره الى شحمه اذنيه كان عينيه لسانان ناطقات ربعه من الرجال بعيد ما بين المنكبين جهوري الصوت فصيحا سريع القراءه تعتريه حده لكنه يقهرها بالحلم ولم ارى مثله في ابتهالات واستعانته بالله مع كثره توجهه الى الله تلك صفات جسميه ونفسيه فوق ما له من مزايا عقليه تجعله ذا هيبه خاصه وقوه تاثير ونفوذ في قلب من يتحدث اليه ومن يلقي سمعه اليه فلا يلبث ان يلقي قلبه ومشاعره بين يديه شاء الله تعالى ان يولد ابن تيميه والدوله الاسلاميه في حاله من الضعف والتمزق الشديدين فقد زالت هيبه الخلافه وزالت وحده الامه وتصارع الامراء على الجاه والدنيا وظهر التتار قبحهم الله فنهبوا البلاد وقتلوا العباد وخرج الافرنج خذلهم الله من الغرب الى الشام وقصدوا ديار مصر وملكوا ثغر دمياط واشرفت ديار مصر والشام ان يملكوها لولا لطف الله تعالى ونصره عليهم لم يكن شيخ الاسلام رحمه الله بعيدا عن احداث عصره بل شارك في تلك الاحداث مشاركه العالم العامل المجاهد فتشق حسامه وحارب التتار بسيفه كما حاربهم بلسانه وقلمه من ذلك انه لما ظهر السلطان غازان على دمشق جاءه ملك الكرج وبدل له اموالا كثيره جزيله على ان يمكنه من الفتك بالمسلمين من اهل دمشق فوصل الخبر الى الشيخ فقام من ثوره وشجاع المسلمين ورغبهم في الشجاعه وعدهم على قيامهم بالنصر والظفر والامن وزوال الخوف فانتدب منهم رجال من وجوههم وكبرائهم وذوي احلامهم فخرجوا معه الى مجلس السلطان غازان فلما راى الشيخ اوقع الله له في قلبه هيبه عظيمه حتى ادناه السلطان منه واجلسه واخذ الشيخ في الكلام معه في عكس رايه من تسليط المقدور ملك الكرد على المسلمين واخبره بحرمه دماء المسلمين وذكره ووعظه فاجابه الى ذلك طائعا وحقنت بسببه دماء المسلمين وحميت ذراريهم وصين حريمهم قال كمال الدين ابن المنجى كان شيخ ابن تيميه يقول لن يخاف الرجل غير الله الا لمرض في قلبه لن يخاف الرجل غير الله الا لمرض في قلبه فان رجلا شكى الى احمد بن حنبل خوفه من بعض الولاه فقال لو صححت لم تخف احد اي خوفك من ادل زوال الصحه من قلبك لن يخاف الرجل غير الله الا لمرض في قلبه لو صححت لم تخف احدا اي خوفك من ادل زوال الصحه من قلب قال القاضي ابو العباس انه لما حضروا مجلس غازان قدم لهم طعام فاكلوا منه الا ابن تيميه فقيل له لما لم تاكل فقال كيف اكل من طعامك وكله مما نهبت من اغنام الناس طبخت موه بما قطعتم من اشجار الناس ثم ان غازان طلب من الشيخ الدعاء فقال الشيخ في دعائه اللهم ان كنت تعلم انه انما قاتل لتكون كلمه الله هي العليا وجاهد في سبيلك فايده وانصره وان كان للملك والدنيا والتكاثر فافعل به واصنع فكان يدعو عليه وغاز يؤمن على دعائه ونحن نجمع ثيابنا خوفا ان يقتل فيصيب بدمه من ذلك انه في سنه 700 اشتد الخطر على الشام من التتار ذلك العدو الرهيب فاصبح الناس بين هارب او لا يجد بدا من الاستسلام وطلب نائب السلطان والامراء الى شيخ ان يركب على البريد الى مصر يستحث السلطان ان يجيء بالجيش لانقاذ الشام وفي القاهره قال الشيخ للسلطان ان كنتم اعرضتم عن الشام وحمايته وستترك وه فريسه لهذا العدو المداهم اقمنا له سلطانا يحوطه ويحميه ويستغله في زمن الامن ثم قال لو قدر انكم لستم حكام الشام ولا ملوكه واستنصر اهله وجب عليكم النصر فكيف وانتم حكامه وسلاطين وهم رعاكم وانتم مسؤولون عنهم وقوى جاش وضمن لهم النصر هذه الكره فخرجوا الى الشام وكان الظفر والنصر الشيخ لم يكتفي بالتحريض والتعبئه والسعايه للحرب ضد الطار بل قاتل بنفسه فكان طليعه رحمه الله وكان بطلا فقد القى بنفسه في الميدان في رمضان سنه 2700 في موقعه شقحب التي جمع فيها التتار جموعهم واستعدوا لها بكل قواهم والتقى الجمعان واشتد القتال ووقف الشيخ واخوه موقف الموت وابلى بلاء حسن واستمر القتال طول اليوم الرابع من رمضان حتى اذا جاء العصر وظهر جند مصر والشام وانحسر جند التتار فنجوا الى اقتحام الجبال والتلال وجند السلطان الناصر او بالاحرى جند ابن تيميه وراءهم يضربون اقفيت ويرمونهم عن قوس واحده حتى انبلج الفجر وقد انكشفت الغمه وزال خطر التتار من بعدها وكان ثاني مره يمنون فيها بالهزيمه واخر مره يغيرون خرج بعد الفوز على التتار الى الجبل لمحاربه طائفه من الشيعه الروافض مالت التتار مرتين وهم طوائف تنتسب الى الشيعه الباطنيه ما لات هذه الطائفه التتار مرتين واسروا الاسرى وسب النساء والذريه من المسلمين بل وباعوا النساء والذريه للصليبيين خرج الشيخ الى تلك الطائفه الرافضيه فازال مجتمعها في الجبل وقلم اظفارها وانتصر للحق منها اتجه الى ازاله البدع والمنكرات ففي جماد الاخره سنه 7700 راح الشيخ تقي الدين الى م التاريخ وامر اصحابه ومعهم حارون بقطع صخره كانت بنهر هنالك تزار وينذر لها فقطعها واراح المسلمين منها ومن الشرك بها فان زاح عن المسلمين شبهه كان شرها عظيما وقع لشيخ الاسلامي رحمه الله تعالى كما هو الشان مع كل عالم صدقه في اتباعه ونصحه وقيامه بامر ربه واستقامته على منهاج نبيه صلى الله عليه واله وسلم كما وقع قبل ذلك للامام احمد ولغيره من العلماء العاملين الربانيين وقع لشيخ الاسلام رحمه الله من اهل عصره قلاقل وزلازل وامتحن مره بعد اخرى في حياته وجرت فتن عديده والناس قسمان في شانه فبعض منهم مقصر به عن المقدار الذي يستحقه بل يرميه بالعظائم وبعض اخر يبالغ في وصفه ويجاوز به الحد ويتعصب له كما يتعصب اهل القسم الاول عليه هذه قاعده مرضه كما يقول الشوكاني رحمه الله في كل عالم يبحر في المعارف العلميه ويفوق اهل عصره ويدين بالكتاب والسنه فانه لا بد ان يستنكره المقصرون ويقع له معهم محنه بعد محنه ثم يكون امره الاعلى وقوله الاولى ويصير له بتلك الزلازل لسان صدق في الاخرين ويكون لعلمه حظ لا يكون لغيره وهكذا حال هذا الامام يعني شيخ الاسلام فانه بعد موته عرف الناس قدره واتفقت الالسن بالثناء عليه الا من لا يعتد به وطارت مصنفاته واشتهرت مقالاته وقد ابتلى الشيخ رحمه الله بحسد الحساد فكان اشد ابتلاء ابتلي به في حياته قط الشيخ رحمه الله تعالى ابتلي ابتلاءات كثيره واعظم ما ابتلي به شيخ الاسلام حسد الحساد والحسد داء قديم لا يسلم منه احد لانه لا ينفك احد من نعمه ابدا وكل ذي نعمه محسود فاذا كان ذو النعمه بالغا فيها بعطاء ربه المبالغه كشيخ الاسلام رحمه الله تعالى فكيف تظن حسد الحساد فيه وقديم من كان في الناس الحسد من هؤلاء الذين حسدوا الشيخ رحمه الله قاضي المالكيه الذي يقال له ابن مخلوف فانه من شياطينهم المتجرين على سفك دماء المسلمين بمجرد اكاذيب وكلمات ليس المراد بها ما يحملونها عليه كما قال الشوكاني رحمه الله ناهيك بقوله اي قول ابن مخلوف ان هذا الامام يعني شيخ الاسلام قد استحق القتل وثبت لديه كفره يقول شيخ المالكيه عن شيخ الاسلام رحمه الله انه يستحق القتل وقد ثبت لدى هذا القاضي يعني ابن مخلوف ثبت لديه كفر ابن تيميه رحمه الله مع انه لا يساوي شعره من شعراته بل لا يصلح ان يكون شزع لنعل كما قال الشوكاني رحمه الله وما زال هذا القاضي الشيطان يتطلب الفرص التي يتوصل بها الى عراقه دم هذا الامام وحجبه الله عنه وحال بينه وبينه والحمد لله رب العالمين على ان الحسد لم يكن وحده الدافع لصراع المصارعين مع شيخ الاسلام رحمه الله فقد كانت في الشيخ رحمه الله تعالى حده تعتريه عند البحث وصدمه للخصوم تزرع له عداوه في النفوس ولولا ذلك لكان كلمه اجماع فان كبارهم خاضعون لعلومه معترفون بانه بحر لا ساحل له وكنز ليس له نظير كما قال الذهبي رحمه الله ودليل ذلك اي ان الحده كانت احيانا سببا في استجلاب العداوه لشيخ الاسلام رحمه الله اجتمع به ابو حيان النحوي المفسر في القاهره سنه 700 فقال ابو حيان بعد ذلك الاجتماع واللقاء ما رات عيناي مثل هذا الرجل ومدح ابو حيان بابيات ذكر انه نظمها بديهه ثم دار بينهما بعد ذلك كلام فجرى ذكر سيبويه فغل ابن تيميه القول في سيبويه فناه ابو حيان وقطعه وصير ذلك ذنبا لا يغفر سئل عن السبب فقال ناظرته في شيء من العربيه فذكرت له كلام سيبوي فقال يعني شيخ الاسلام ما كان سيبويه نبي النحو ولا كان معصوما بل اخطا في الكتاب في 80 موضعا ما تفهمها انت والنحو صنعه ابي حيال وهو فيها صاحب علم خفاق وهو متقدم في ذلك تقدما عجيبا فيقول يول له شيخ الاسلام ما كان سيبويه نبيا النحو ولا كان معصوما بل اخطا في الكتاب في 8 موضعا ما تفهمها انت فخط سيبويه وامام اهل الصنعه وخطاه هو ورماه بعدم الفهم وكان كذلك يصنع رحمه الله تعالى في المنطق فانه نقضه ورد على المنطقيين فكان سابقا لهم هادمايا [موسيقى] رايتها قال تصور قبه الصخره قد ملئت كتبا من كتب العلم ولها لسان ينطق فهو شيخ الاسلام رحمه الله رحمه واسعه لما قال ابن تيميه رحمه الله تعالى ذلك لابي حيان كان ذلك سببا لمقاطعته اياه ثم ذكره في تفسيره ال بكل سوء وكذلك في مختصره اي في مختصر تفسيره البحر وهو النهر النهر الماد ذكره ايضا بكل سوء بعدما مدحه بابيات على البديهه وقال ما رات عيناي مثل هذا الرجل كذلك تصنع الموجده فان الرجل قد يثني على الرجل ثناء صادقا وهو فيه صادق محق فاذا ما نافره قلب ثناءه ذما بغير حق كما وقع مع ابن جني وشيخه فانه كان مبغضا لابي الطيب كثير الحق والرايه عليه وكان ابن جن راويه ابي الطيب هو الذي يروي شعره وكان بدقائق عليما حتى كان ابو الطيب اذا ما سئل عن شيء قد اشكل على سامعه من كلامه وشعره قال سلو ابن جني هو اعلم بشعري مني الا ان شيخه كان عظيم الحط على ابي الطيب فاراد ان يحتال على شيخه حتى بين له قدر ابي الطيب في الشعر فكتب قصيده من قصائده العصماء في قرطاس ثم اتى الى شيخه فقال اريد ان يسمع الشيخ هذه القصيده فقال قل يا ابا الفتح فانشد القصي بين يديه وهو يتمايل من سماعها طربا فلما فرغ قال يا ابا الفتح اكتب لي منها نسخه هذا هو الشعر فقال له تلميذه يعلم الشيخ شعر من يسمع منذ اليوم قال لمن هي يا ابا الفتح قال هي لمن يحط الشيخ عليه ويزي به هي لابي الطيب فكل لح وجهه وزوى ما بين عينيه وقال خرق خرق لا باس ان اثر التكلف بين فيها ما عدا مما بدا كان الحلبي يقول من حج فلم يزر الشيخ ربيعا فما تم نسك حتى لمته على غلوه وقلت له جعلت زياره الشيخ من سكن في حج فراح يعتذر ويتملى ثم بعد ذلك يحط عليه حطا مقدعه ويرميه بكل نقيصه مما بدا وكذلك الشان في هذا الذي نحن فيه كان اهله حماه وجهوا للشيخ سؤالا سنه 98 و600 فاجابهم بما عرف بالفتوى الحمويه الكبرى التزم فيها قانون السلف في الاسماء والصفات والبعد عن التاويل والتعطيل وكان الحسد قد استقر في قلوب كثير من الفقهاء فقلبوا عليه بعض الولاه ولكن التتار كانوا مستمرين في زحفهم ففر الولاه والفقهاء وصمد لها الشيخ رحمه الله فلما من الله بالنسر على الطار واستقرت امور العباد وعاد الشيخ الى الافاده والتصنيف تحرك الحسد من جديد في قلوب الحاقدين لعلو كعب الشيخ وارتفاع قامته عند العامه والولاه على السواب كانت سنه 7700 من السنوات الشديده في محنها على شيخ الاسلام رحمه الله عقدت له عده مناظرات في الفتوى الحمويه وفي العق الواسطيه سياتي ان شاء الله تبارك وتعالى كلامه في المناظره في الواسطيه نصره الله عز وجل واظهره على خصومه ومعارضيه وقعت في تلك السنه نفسها مخاصمه بسبب الطائفه الاحمديه الرفاعيه وكانوا يلبسون اطواق الحديد في اعناقهم ويدهنون بدهن خاص ثم يدخلون النار فلا يحترقون يمخر بذلك على العامه من اهل الاسلام فاشتد نكير الشيخ عليهم حتى شكوه الى نائب السلطنه يطلبون ان يكف الشيخ عنهم وان يتركهم وحالهم فقال الشيخ هذا لا يمكن ولا بد لكل احد ان يدخل تحت الكتاب والسنه قولا وفعلا ومن خرج عنهما وجب الانكار عليه ومن اراد منهم ان يدخل النار فلي يخل اولا الحمامه ويغسل جسده جيدا ثم يدخل الى النار بعد ذلك ان كان صادقه ولو فرض ان احدا من اهل البدعه دخل النار بعد ان يغتسل فان ذلك لا يدل على صلاحه ولا على كرامته بل حاله من احوال الدجاج ل المخالفه للشريعه اذا كان صاحبها على السنه فما الظن بخلاف ذلك ف العصمه كل العصمه في كتاب الله وسنه رسوله صلى الله عليه واله وسلم انتهى الحال على ان يخلعوا اطواق الحديد من رقابهم لان من خرج عن الكتاب والسنه ضربت عنقه ثم ورد في السنه نفسها كتاب من السلطان بحمل الشيخ الى القاهره فتوجه اليها على البريد وخرجت جموع المسلمين باكيه حزينه لوداعه وهو واثق يرجو ويامل فلما وصل الى القاهره عقد له مجلس في القلعه اجتمع فيه القاده وكبار رجال الدوله والقضاه والفقهاء فلم يمكنه من الكلام وتولى لدعاء عليه زين الدين ابن مخلوف قاضي المالكيه فاخذ الشيخ في الكلام فحمد الله واثنى عليه فقيل له اجب ولا تخطب فعلم انها المحاكمه لا المجادله فقال من الحاكم في قيل له القاضي المالكي فقال له الشيخ كيف تحكم في وانت خصمي والال امر الشيخ الى الحبس في برج اياما نقل بعدها ليله عيد الفطر الى السجن المعروف بالجب وحبس معه اخواه شرف الدين وزين الدين حبسه لم يكن لخروجه على ولي امره ولا لشغب وانما كان حبسه من اجل المسائل العلميه التي يقررها مما وقع بسببه خلاف ومناظره فانت ترى ان هذه المحاكمه انما كانت بسبب ما قرره من عقيده السلف في الاسماء والصفات فعقدت المناظره في الوص سطيه وعقدت المناظره في الفتوى الحمويه وكل ذلك من اجل اسماء الله تبارك وتعالى الحسنى وصفاته المثلى وقد كان رحمه الله تعالى على قانون السلف وهو من ائمتهم رحمه الله رحمه واسعه لبت في السدن نحو 18 شهرا حتى اذا كان شهر ربيع الاول سنه 7700 حضر حسام الدين مهنا ابن عيسى امير العربي الى مصر ودخل السجن واخرج الشيخ بنفسه بعد ان استاذن في ذلك خرج الشيخ فاقام بالقاهره يعلمه الخير وينشر العلم ويجتمع عليه الناس حتى تقدم الصوفيه بشكا ضده الى القاضي وذكروا انه يتناول ابن عربي وغيره من اعلام التصوف في الكلام وهؤلاء يعني ابن عربي وغيره من اعلام التصوف هؤلاء عند الصوفيه حريم مقدس لا يمس فخير الشيخ بين اشياء ان يقيم بدمشق او يقيم بالاسكندريه بشروط او يحبس فكان ان اختار الحبس مؤثرا له على قبول تلك الشروط ودخل السدن في العام الذي خرج فيه رغب اصحاب الشخ شيخ اليه ان يجيب في السفر الى دمشق ملتزما ما شرطو عليه فاجاب وركب متوجها اليه فابى خصومه الا ان يكون في قبضتهم وتحت اعينهم فصدر الامر برده الى القاهره فرد من الغد اليه وارسل الى حبس القضاه واذن بان يكون عنده من يخدم كان السلطان الناصر بن قلاوون عارفا قدر الشيخ محبا له لانه في تلك الفتره كان قد عزل نفسه وتولى السلطنه الملك المظفر ببرس الجاش نكي وكان تلميذا لنصر المنب الصوفي الذي يصدر عن شرب بن عربي في ارائه واقواله فاصبح شيخ الاسلام عدوا سياسيا على نحو ما اذ ينظر اليه على انه من انصار الناصر بن قلاون ويقول في امور الاعتقاد بغير ما يقول به السلطان بيبرس وشيخه المنبجي الصوفي تقرر نفيه الى الاسكندريه فسافر اليها الشيخ على نيه الرباط كان سفره الى الاسكندريه في الليله الاخيره من شهر سفر سنه 7700 ومكث بها نحو ثمانيه اشهر مقيما ببرد مليح نظيف له شباك احدهما الى جهه البحر يدخل اليه من شاء ويتردد عليه الاكابر والفقهاء والاعيان يبحثون معه ويتعلمون منه كان الشيخ اذا دخل حبسا وجد المحابيس مشغولين بانواع من اللعب يتلهون بها عما هم فيه كالشطرنج والنرد مع تضييع الصلوات فانكر الشيخ عليهم وامرهم بملازمه الصلاه والتوجه الى الله تعالى بالاعمال الصالحه والتسبيح والاستغفار والدعاء وعلمهم من السنه ما يحتاجون اليه راقبهم في اعمال الخير وحضهم على ذلك حتى صار الحبس بالاشتغال بالعلم والدين خيرا من كثير من الزوايا والمدارس وصار خلق من المحابيس اذا اطلقوا يختارون الاقامه عنده ولا يخرجون يخ شيخ بالاسكندريه حتى عاد السلطان الناصر الى عرش مصر في يوم عيد الفطر سنه 7900 فامر باطلاق سراح الشيخ وحمله الى القاهره مكرما فخرج الشيخ منها متوجها الى القاهره ومعه خلق من اهلها يودعونه ويسالون الله ان يرده اليه وكان وقتا مشهودا ووصل الى القاهره في الثام عشر من شوال واجتمع السلطان في يوم الجمعه الرابع والعشرين منه ولقي السلطان الشيخ احسن لقاء واكرمه وذلك انه لما عاد الى ملكه جلس يوما في ابهه ملكه وعز سلطانه واعيان الامراء من المصريين والشاميين حضور عنده وقضاه مصر عن يمينه وقضاه الشام عن يساره والناس جلوس خلفه والسلطان على مقعد مرتفع وبينما الناس كذلك جلوس نهض السلطان قائمه فقام الناس ثم مشى السلطان فنزل عن ذلك المقعد ولا يدرى ما به واذا بالشيخ تقي الدين بن تيميه مقبل من الباب والسلطان قاصد اليه فنزل السلطان عن الايوان والناس قيام والقضاه والامراء والدوله فتسال شيخ الاسلام والسلطان ثم سار الى بستان فجلس فيه حين ثم اقبلا ويد الشيخ في يد السلطان وقان السلطان على مقعده متربعا وشرع يثني على الشيخ عند الامراء والقضاه وقال في الشيخ من الثناء والمبالغه ما لا يقدر احد من اخص اصحابه اي اصحاب الشيخ ان يقوله ثم انهى الوزير الى السلطان ان اهل الذمه قد بدلوا للدوله في كل سنه 700000 درهم زياده على ان يعودوا الى لبس العمائم البيض فقال السلطان للقضاه ومن هنالك ما تقولون فسكت الناس فلما راهم الشيخ تقي الدين سكتوا جثى على ركبتيه وشرع يتكلم مع السلطان في ذلك بكلام غليظ ويرد ما عرضه زير ردا عنيفا والسلطان يسكنه برفق وتوقير وبالغ الشيخ في الكلام وقال ما لا يستطيع احد ان يقول مثله ولا قريبا منه حتى رجع السلطان عن ذلك والزمهم بما هم عليه واستمروا على هذه الصفه لما عاد السلطان الناصر الى الحكم هرب بارسو وخاف الذين سعوا من قبل في اذاء الش ان تقع عليهم العقوبه او يقتص منهم جزاء ما قدموا من اساءه وكفاء ما اسلف من طغيان ولكن العفو عند المقدره مما تنطوي عليه نفس الشيخ بل هو اول ما يعقد عليه الخنصر من جميل صفاته وحميد اخلاقه اخبر الشيخ ان السلطان لما جلس معه في البستان اخرج فتاوى لبعض حاضرين في قتله اي في قتل شيخ الاسلام واستفتاح في قتل بعضهم قال الشيخ ففهمت مقصوده وان عنده حنقا شديدا عليهم بسبب خلعهم له ومبايعه الملك المظفر ركن الدين بيبرس قال الشيخ فشرعت في مدحهم في مدح الذين كتبوا فتاوى بقتله فشرعت في مدحهم والثناء عليهم وشكر وان هؤلاء لو ذهبوا لن تجد في دولتك مثلهم واما انا فهم في حل من حقي ومن جهتي وسكنت ما عنده عليه قال القاضي ابن مخلوف المالكي اعدى اعداء الشيخ ما راينا اعفى من ابن تيميه لم نبق ممكنا في السعي فيه فلما قدر علينا عفى عنه استمر الشيخ بالقاهره ينشر العلم ويحارب البدع حتى توجه مع الجيش المصري قاصدا غزوه تطار فلما وصل معهم الى عسقلان توجه الى بيت المقدس ومنه الى دمشق وجعل طريقه على عجلون ووصل دمشق اول يوم من ذي القعده سنه ا عش و700 كان مجموع غيبته عن دمشق سبع سنين و س جمعه اثمرت الفتره التي قضاها الشيخ بمصر قضاها وراء الاسوار او خارجها اثمرت رسائل نافعه منها ما وجهه الشيخ الى امه يعتذر فيها عن اقامته بمصر لانه يرى ذلك امرا ضروريا لتعليم الناس وارشادهم ويلاحظ في تلك الرساله رقه الشيخ لامه وبره بها كما يلاحظ في رسالته لامه رحمهما الله تعالى يلاحظ نزول اسلوبه وقرب معانيه حتى يتابع في كل ذلك ومن تلك الرسائل ايضا رساله الى اخوانه في دمشق ينصح فيها ويقرر العفو والصفح عنن ظلمه واذاه عاد الشيخ الى الشام فعاد الى نشر العلم وتصنيف الكتب والافتاء كلاما وكتابه يدور مع الكتاب والسنه حيث دارا فتاره يوافق الائمه الاربعه في فتواهم وتاره يخالفهم او يخالف المشهور من مذاهبهم وفي كل ذلك يتبع الكتاب والسنه واقوال الصحابه والسلف الصالح رضي الله تعالى عنهم كان قد افتى ببعض الامور التي وقع بسببها خلاف ونزاع ودار بسببها فتن ومحن حتى امر بحبسه رحمه الله تعالى في القلعه واقام معه اخوه زين الدين يخدمه بامر السلطان واعتقل تلاميذه واوليائه وعزر بعضهم باركا بهم على الدواب والمناداه عليه ثم اطلقوا ما عدا تلميذه النجيب ابن القيم رحمه الله تعالى وهذا كله يعني الاعتقال والحبس والتشريد والمنع انما كان بسبب الامور العلميه فيما يتعلق بالاعتقاد السني السلفي الصحيح الذي يعاكسه من يعاكسه ويضاد من يضاده من اهل الزيغ والاهواء والبدع فرح الشيخ بالحبس هذه المره واخذ يطالع في سدنه ويصنف التصانيف ويرسلها خارج سدن حتى ورد مرسوم السلطان باخراج ما عنده من كتب واوراق ومحابر واقلام ومنع منعا باتا من المطالعه وكان ذلك في اليوم التاسع من جماد الاخره سنه 28 و700 فقل ذلك على الشيخ رحمه الله فكان يكتب بالفحم احيانا على ما تيسر له من ورق ويحمد الله على ما منى به عليه ويقول المحبوس من حبس قلبه عن ربه والماثور من اسره هواه المحبوس من حبس قلبه عن ربه والماثور من اثره هواه ويقول ما يصنع اعدائي بي انا جنتي وبستاني في صدري اينما رحت فهي معي انا حبسي خلوه وقتلي شهاده واخراجي من بلدي سياحه لم يطل الامر بالشيخ فقد مرض في حبسه وكانت مده مرضه بضعه وع يوما استاذن الوزير شمس الدين في الدخول عليه لعيادته فاذن له الشيخ في ذلك فلما جلس عند الشيخ اخذ يعتذر له عن نفسه ويلتمس منه ان يحله مما كان منه فاجابه الشيخ انه قد احله وجميع من عاداه ولا يعلم انه على الحق من عاداه ولا يعلم انه على الحق جعله في حل الامام احمد رحمه الله تعالى سبق الى هذا فانه جعل جميع من اذاه في حل الا اص اصحاب البدع فقال شيخ الاسلام رحمه الله انه قد احل وجميع من عاداه ولا يعلم انه على الحق وانه قد احل الملك الناصره مما كان منه لكونه فعل ذلك مقلدا غيره معذورا وكذلك صنع الامام احمد فيما وقع عليه من الاذى بسبب المعتصم فانه جعلهم في حل قرابتهم من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ولان المعتصم كان جاهلا اميا مقلدا فلم يدري حقيقه المساله كانت القوه المعاديه التي صدمت الشيخ وصدمته كثيره اهمها من الخارج التتار والصليبيون ومن الداخل الجهميه والباطنيه والاحمديه الرفاعيه وغيرهم من صوفيه بل ومع هؤلاء جميع النصارى الداخل كما وقع في مساله عساف الذي سب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وشيخ الاسلام حمل بسبب ما كان من ذلك حتى ضرب بين يدي نائب السلطنه رحمه الله رحمه واسعه وكتب وهو في اوائل العقد الرا راع من عمره في حوالي الال من عمره كتب كتابه الفذ الذي لم يسبق ولم يكتب بعده مثله الصارم المسلول على شاتم الرسول صلى الله عليه واله وسلم عقدت له مجالس من اجل المناظره في عقيدته وتامل في كلامه وهو يسال رحمه الله تعالى عن اعتقاده وعما كتب فيقول ما كتبت لاحد كتابا ابتداء واستقلالاً عقد له مجلس للمناظره وقال سئلت غير مره ان اكتب ما حضرني مما جرى في المجالس الثلاثه المعقوده للمناظره في امر الاعتقاد بمقتضى ما ورد به كتاب السلطان من الديار المصريه الى نائبه امير البلاد لما سعى اليه قوم من الجهميه والاتحاديه والرافضه وغيرهم من ذوي الاحقاد فامر الامير بجمع القضاه الاربعه قضاه المذاهب الاربعه وغيرهم من نوابهم والمفتين وامر باستدعاء المشائخ ممن له حرمه وبه اعتداد وهم لا يدرون ما قصد بدمعهم في هذا الميعاد وذلك في يوم الاثنين الثامن من شهر رجب عام 7500 فقال ليذا المجلس عقد لك وقد ورد صوم السلطان بان اسالك عن اعتقادك وعما كتبت به الى الديار المصريه تدعو بها الناس الى الاعتقاد واظنه قال وان اجمع القضاه والفقهاء وتتباع في ذلك فقلت اما الاعتقاد فلا يؤخذ عني ولا عمن هو اكبر مني بل يؤخذ عن الله وعن رسوله الله عليه وسلم هذا قانون كل سلفي الاعتقاد لا يؤخذ عن احد انما يؤخذ الاعتقاد عن الله جل وعلا وعن رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم وهذا شيخ الاسلام يقول ذلك بنفسه اما الاعتقاد فانه لا يؤخذ عني ولا عم من هو اكبر مني بل يؤخذ عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم وما اجمع عليه سلف الامه فما كان في القران وجب اعتقاده وكذلك ما ثبت في الاحاديث الصحيحه كالصحيح واما الكتب فما كتبت الى احد كتابا ابتداء ادعوه به الى شيء من ذلك ولكني كتبت اجوبه اجبت بها من يسالني من اهل الديار المصريه وغيرهم وكان قد بلغني انه زور علي كتاب الى الامير ركن الدين بيبرس يتضمن ذكر عقيده محرفه ولم اعلم بحقيقته ولكن علمت انه مكذوب هذا في كل طالب علم كما هو في حق كل عالم من الائمه المتثبت يكذب عليه ومن الكذب الشائع في هذا العصر قطع الجمل من سياقاتها بما يسمى بالمقاطع الصوتيه وما اشبه فان الكلام يكون في سياقه فيعطي معنى ولهذا الكلام سباق ولحاق فاذا سلخ من سياقه ونزع عن سباقه ولحاقه فانه يؤدي الى عقيده فاسده احيانا بل الى كفر بالله جل وعلا عند نزعه كما يفعل اهل الاهواء في نزع قول الله جل وعلا ولا تقربوا الصلاه هذه ياتي بها من ياتي بها نازعا اياها من غير ان ياتي بسياقها الذي انزلت فيه وكذلك فويل للمصلين حتى قال الشاعر الفاسق ما قال ربك ويل للالي كفروا بل قال ربك ويل للمصلين وهذا الفعل يفعله اهل هذا العصر وصنعو مع الائمه المتقدمين كما قال شيخ الاسلام رحمه الله زور علي كتاب الى الامير ركن الدين ببرس يتضمن ذكر عقيده محرفه ولم اعلم بحقيقته ولكن علمت انه مكتوب كان هذا ولكنه كان محدودا اما في هذا العصر فان التدليس والتلبيس والتزوير لما جد من وسا المعلومات الحديثه والتقنيه الحادثه فان هذا في هذا العصر يؤدي الى كثير من الخلل ذكر البزار رحمه الله في الاعلام العليه ان مناقشه وقعت بين يدي السلطان رحمه الله تعالى بل كانت معه فناقش السلطان الناصر وهذه المناقشه كان وراءها دسائس رسل التتار الى السلطان الذي قال للشيخ قال السلطان للشيخ انني اخبرت انك قد اطاعك الناس وان في نفسك اخذ الملك السلطان الناصر ابن قلاون يقول هذا القول شيخ الاسلام رحمه الله بلغني انك قد اطاعك الناس وان في نفسك اخذ الملك انطلق صوت الحق من قلب الشيخ عالي النب رائع الصدق يقرر انا افعل ذلك والله ان ملكك وملك التتر لا يساوي عندي فلسين فلا يصح لناظر ينظر الان في حياه الشيخ رحمه الله ان يغفل البحث في مكائد هؤلاء المعادين للشيخ ولدعوته بها وافنى عمره كله في سبيل توطيدها رحمه الله تعالى رحمه واسعه لان الناس قد انقسموا فيه على طائفتين اهل غرض وحقد والغرض مرض كما يقولون هؤلاء ينتسبون الى مذاهب حقه او باطله يتعصبون لها تعصبا مظلما ويحملون على مخالفيها حملا اعمى واما طائفه الثانيه فقوم لا ينقصهم الانصاف ولا يفتقرون الى العقل والفهم ولكن سمعوا اباطي تروى عن الشيخ ولم يسمعوا من يبدد بنور الحجه ظلماتها ولا نظروا في كتبه واثاره رحمه الله تعالى فتكلموا فيه بما لا يليق هذه اطراف حول حياه شيخ الاسلام رحمه الله تعالى اسال الله رب العالمين ان يرحمه رحمه واسعه وان ينفعنا بعلمه وان يجمعنا واياه مع نبينا صلى الله عليه وسلم في الفردوس الاعلى من الجنه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين