Transcript for:
أهمية القصص القرآني وخصائصه

الحمد لله ثم الحمد لله الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله وما توفيقنا إلا بالله وما توكلنا إلا على الله والصلاة والسلام الأتمان الأطهران على سيدنا وحبيبنا وقرة عيوننا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن ولاه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك لها وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله خير نبيٍّ اجتباه ورحمةً للعالمين أرسله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيده أما بعد أيها الإخوة الكرام سنشرع إن شاء الله تعالى في سلسلةٍ جديدة وإني أعتبر هذه السلسلة من أهم السلاسل التي تُطرح على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه السلسلة أيها الإخوة الكرام ربما تطول قليلاً لكن نستطيع أن نقطعها في الوقت الذي نريد لأنها عبارة عن أحداث متعددة ليست وحدة كاملة هذه السلسلة هي سلسلة القصص القرآني وكنتُ قد أعددتُ لها العُدَّة منذ فترة ودرستُ ما فيها دراسةً لا بأس بها قبل أن أشرع في الحديث عنها ويجب علينا أن نعلم أيها الإخوة أن ثلاثة أرباع القرآن قصة وهذا إحصاءٌ أجراه بعض العلماء المعاصرين ثلاثة أرباع كتاب ربنا قصص حتى ذكر بعض المعاصرين بأن في القرآن 142 قصة بين قصص تتكلم عن الأنبياء أو تتكلم عن الأقوام أو تتكلم عن من بعدهم وهلما جرّه ثلاثة أرباع كتاب الله عز وجل الذي نقرأه من القصص والله عز وجل يقول نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن فالذي يقص علينا ليس إنسانا وليس مقلوقا الذي يقص علينا رب العالمين سبحانه وتعالى نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن إن هذا لهو القصص الحكيم الحق كما يصف ربنا تبارك وتعالى والعلماء يقولون لا شيء يهدي الإنسان مثل الوقائع والمثلات مهما حاولت أن أعطيك عبرة أو موعظة فإن الموعظة لا تؤثر في النفس تأثيرها الحقيقي إلا إذا قرنت بقصة واقعية وإن دراسة أخبار الأمم الماضية من أهم ما يدعو إليه هذا الدين فسنشرع إن شاء الله تعالى في الحديث عن القصص القرآني وقبل أن أشرع أيها الإخوة لماذا ثلاثة أرباع القرآن من القصص؟ لماذا هذا الكم الهائل يحشده القرآن الكريم من القصص؟ قصص الأنبياء ذكر القرآن خمساً وعشرين نبياً قصة أهل الكهف قصة أصحاب الجنتين قصة بلقيس قصة الهدهد قصة سبأ قصة قابيل وهابيل قصة هاروت وماروت إلى غير ذلك من القصص لا تكاد تمر في سورة من سور القرآن إلا يشير الله عز وجل فيها إلى قصة جرت بين نبي وبين قومه أو بين مصلحين وبين قومه أو بين صالح وبين قريته وهكذا ثلاثة أربع القرآن الكريم قصص يقصها علينا رب العالمين تبارك وتعالى نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن فالقرآن وحي قصصي كما تبين هذه الآية الكريمة هل ساق الله عز وجل القصص القرآن من أجل التسلية؟ لم يتناول القرآن الكريم القصة على أنها عمل فني مستقل كما يشاهد في الأفلام والمسلسلات والتمثيليات لم يُخبرنا القرآن الكريم بقصةٍ فقط من أجل أن نعلم أخبار الماضين وأن نعلم أحوالهم وشؤون حياتهم لم يذكر القرآن الكريم القصة فقط من أجل التسلية كما هو شأن الحكواتي الذي كان يجلس في المقهى من أجل أن يجذب أذهان السامعين بقصصٍ خرافية لا واقع تحتها في كثيرٍ من الأحيان لم يسق القرآن ورآن الكريم القصة من أجل التسرية كقصة عنترة ابن شداد وحمزة البهلوان وشهر زاد وألف ليلة وليلة وأبي زيد الهلالي وغيرها من القصص التي لا شيء تحتها إلا أنها تسل السامعين لم يسق القرآن الكريم القصص من أجل أن نأخذ بكل حرف عشر حسنات كما هو المفهوم الضيق لكلام الله عز وجل في أذهان كثير من المستمعين فالقرآن لم يأتي بالقصص من أجل التسلية أو من أجل الأجر المجرد أو من أجل التلاوة عن أخبار الماضين فقط بل جاء القرآن الكريم بالقصص من أجل غيره غايات وأهداف ومقاصد من أجلها نزل القرآن الكريم فالله عز وجل أرسل الرسل من أجل مقصد أو مقاصد متعددة والله عز وجل أنزل القرآن من أجل أغراض وفوائد حقق لنا القرآن هذه الفوائد من خلال القصص إذن القصص القرآني يحكي لنا مقاصد الشريعة القصص القصص القرآني يحكي لنا أهداف إرسال الرسل القصص القرآني يحكي لنا أغراض بعثة الأنبياء جميعا فالقصص القرآني سيق من أجل الاعتبار سيق من أجل العبرة سيق من أجل التثبيت سيق من أجل معرفة السير إلى الله عز وجل في هذه الحياة الدنيا لذلك يقول العلماء هناك غرضان إجماليان للقصص القرآني الغرض الأول التغيير الاجتماعي الجذري لم يسق القرآن قصة إلا من أجل التغيير ذلك بأن الله لم يكم غير النعمة أنعمها على قوم حتى يغير ما بأنفسهم إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغير ما بأنفسهم فالقصص القرآني الغرض الأول من سوقه أنه من أجل التغيير الاجتماعي الجذري والغاية الثانية معرفة المعيشة على المنهج الصحيح في هذه الحياة الدنيا كيف نعيش؟ ليس لماذا نعيش؟ القصص يعلمنا كيف نعيش المنهج الصحيح كيف نواجه الحياة هذا الذي يتمثل بالصراط المستقيم الذي نسأل الله عز وجل هدايته في كل ركعة من ركعات صلاتنا اهدين الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم فالمنعم عليهم هم أصحاب القصص التي يحكيها لنا رب العالمين تبارك وتعالى هذان غرضان أساسيان يسوق الله عز وجل للبشر القصص من أجلهما ومن هنا أيها الإخوة الكرام يتضح لنا الفرق بين قصص الله عز وجل القصص خصائص القرآن وبين قصص غيره خصائص القصص القرآن ذكرها القرآن الكريم وهي ثلاثة وأنا سأتكلم قبل أن ندخل في القصص القرآن هناك خطبتان خطبة أعرف بها خصائص القصص القرآن وأهدافه وخطبة أخرى نتعرف من خلالها عن فوائد القصص القرآني لماذا يخبر الله عز وجل بالقصص؟ لماذا يجعل الله عز وجل كتابه ثلاثة أربعه قصصا؟ يتضح الفرق بين قصص الناس وبين قصص القرآن من خلال معرفة خصائص القصص القرآني وللقصص القرآني خصائص ثلاثة بيّنها الله عز وجل في آية واحدة مشيراً إليها إشارةً في ختام الحديث عن قصة يوسف عليه السلام وقصة يوسف عليه السلام تمثل القصص الكامل في القرآن الكريم آخر آية في سورة يوسف قال الله عز وجل لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثا يفترى ولكن تصديقا الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون بيّنت هذه الآية أن خصائص القرآن الخصص القرآني ثلاثة أول خاصة من خصائص القصص القرآني الواقعية للرمزية بعض أهل العلم يقول القصة القرآنية لا واقعة تحتها طبعا جمهور أهل العلم يقول يخالف من قال هذا القول القصص القرآني واقع جراه لا مجرد التمثيل كما يذكر بعضهم يعني البعض يقول ما في شيء اسم أصحاب كهف حقيقة لا يوجد شيء اسمهم فتية آمنوا بربهم عاشوا على هذه الأرض حقيقة إنما القصص القرآني رمزي يُساقُ القصص القرآني من أجل العبرة لا في رجل جاء من أقصى المدينة يسعى ولا يوجد هُدهُد حاور سيدنا سليمان عليه السلام ولا يوجد قرية عاشت خيرًا وفيرًا كقرية سبأ ولا إلى ما هنالك لا واقعة تحت القصص القرآني هذا الكلام مخالف للإجماع أجمعت الأمة على أن كل قصة ذكرها رب العالمين تبارك وتعالى في كتابه فهي واقع حدث هناك فتية واجه الظلم آمنوا بربهم وزادهم الله هدى والتجوا إلى الكهف هناك قرية حقيقية لها واقع وموقع على سطح الأرض كفرت بأنعم الله فأرسل الله الله عليها سيل العرم هناك رجل جاء من أقصى المدينة يسعى يدعو إلى الله عز وجل قتلوه وداسوا عليه حتى أخرجوا قصبة حلقه في زمن من الأزمنة ومكان من الأمكنة فالقصص القرآني أبرز خصائصه أنه واقع لا مجرد رمز يتلى ولم تحدث هناك قصة يقول الشيخ شيخ الأزهر الشيخ محمد الخضر حسين نقلا عن الإمام الشاطبي هذا الإمام العلم الجليل في كتاب الموافقات يقول الشاطبي تتبعت قصص القرآن إذا ذكر الله عز وجل ردا للقصة في بدايتها أو في نهايتها وهو الغالب دل ذلك على أن القصة كذب يعني أحيانا ربنا تبارك وتعالى يسوق لنا قصة يذكر قبلها ردا لها أو يسوق لنا قصة يعقب بعدها وهو الأكثر والأغلب ردا لها فإذا قص الله قص قصة وردها دل ذلك على كذبها أما إذا قص القرآن قصة ولم يذكر ردا لها لا في بدايتها ولا في عاقبتها دل ذلك على أحقيتها وعلى صدقيتها وعلى أنها واقع حدث والله عز وجل يقول الحق ومن أصدق من الله قيل ومن أصدق من الله حديثا نحن نقص عليك أحسن القصص لا يوجد قصة قصها القرآن ولم يتعرض لردها إلا كانت واقعا طبعا ينسب رمزية القصة إلى الشيخ محمد عبده لكن بغض النظر هل قالها أو لم يقلها هذا الكلام باطل خالفه أهل العلم كما ذكر الإمام الشاطبي في كتاب الموافقات إذن القصص القرآن واقع قد يسألوا لماذا لا تكون القصة القرآنية رمزية؟ قابيل وهابيل رمز هاروت وماروت رمز أصحاب الكهف رمز أهل التربية وعلماء التربية يقولون لا يمكن أن يقتدي الإنسان وأن يستفيد من قصة لا يوجد أشخاص يمثلونها يعني تخيل مثلا تخيل أن أتحدث لك عن رجل صبر على الفقر صبر على البلاء واجه الظلم دعا إلى الله عز وجل تحمل لكل أنواع البلاية والمحن في سبيل الله ثم أقول لك هذا الشخص من عندي أنا اخترعته من أجل العبرة تقول لي إذن لا واقع تحتها كيف أقتدي بحدث مجرد عن الشخص لا يمكن للإنسان أن يستفيد من القصص القرآني إلا إذا كان تحته أشخاص يمثلونه وواقع وحقيقة لا يمكن أن نستفيد من شباب أهل الكهف إلا أن نفهم أنهم أشخاص حملوا الإيمان وظلموا في مجتمعاتهم وآووا إلى الله عز وجل في الكهف وحماهم الله عز وجل وتولهم أنا لا أتكلم عن قصة ألف ليلة وليلة مجرد أن أستميل أذهان السامعين القرآن يتكلم عن واقع حدث طيب أين هذا المعنى في الآية؟ نقول الآية نفسها في ختام سورة يوسف بيّنت بأن القصص القرآن واقع الله عز وجل يقول لقد كان في قصصهم إذن هو يتكلم عن أشخاص لا يتكلم عن رموز فارغة لا طائلة تحتها لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب فهذه الآية أخذ منها العلماء واقعية القصة القرآنية الأمر الثاني القصص القرآني صدق لا كذب فيه لماذا؟ لأن الله هو الذي يقص والله إما أن يقول كذبا وحاش الله جل جلاله وإما أن يقول صدقا ومن أصدق من الله قيل لا أحد أصدق من ربنا تبارك وتعالى فعندما يقص علينا القرآن قصة دل ذلك على صدقها وهذا المعنى الذي أشار الله إليه في آية أو آخر آية في سورة يوسف لقد كان في قصصهم عبرة هذه دليل الواقعية لأولي الألباب ما كان حديثا يفترى الله يقول أنا لا أفتري حاشاه جل جلاله الله يقول أنا أقص عليكم حادثة وقعت وحادثة صدقت بينما القصص الذي يتلع في غير القرآن قد يكون كذبا وقد يكون فراغا رمزيا لا واقع تحته ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه الخاصة الثالثة والأخيرة من خصائص أصل قصص القرآني أن القصص القرآني جاء من أجل أن يربي العقيدة والأخلاق في البشر يعني نحن الآن سوف من خلال عرض القصص القرآني سوف ترى شاباً صابراً لم يكن يصلح في المجتمع إلا هذا الشاب يواجه تياراً عظيماً يصبر من أجل الله عز وجل سوف تجد شخصاً حليماً في القصص القرآني سوف تجد شخصاً كريماً سوف تجد شخصاً عفيفاً كسيدنا يوسف سوف تجد امرأة عفيفة شابة كمريم عليها السلام سوف تجد أناساً عرفوا قدر الله وعرفوا قدر الدنيا هذه القصص تربي في نفوسنا العفة تربي في نفوسنا الصدق تربي في نفوسنا الكرم تربي في نفوسنا الأخلاق فمن خصائص القصص القرآني التربية ومن خصائص القصص القرآني زرع العقيدة في النفوس أين هذا المعنى في الآية قال لاحظوا الآية ماذا تقول لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء ثم قال وهدى ورحمة لقوم يؤمنون يعني رب العالمين تبارك وتعالى يقول أنا أقص عليكم القصص من أجل الهدى لكي تهتدوا كل يبحث عن الهداية وهدى ورحمة فالغاية من عرض القصة أن نهتدي والغاية من عرض القصة أن نتخلق بأخلاق الرحمة وأن نتخلق بالأخلاق عموما التي هي جوهر بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق إذن خصائص القصص القرآني الواقعية للرمزية ثانيا الصدق ثالثا التربية ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون القضية الأخيرة أيها الإخوة الكرام من خصائص القصة أو من الإشارات العامة في القصة القرآنية القرآن لا يذكر قصة كاملة بكل تفاصيلها فلان كيف كان يأكل كيف كان يشرب كم كان عنده من الأولاد القرآن لا يتعرض لذلك قالوا التفصيل في القصة شأن التاريخ التاريخ يذكر التفاصيل القرآن يذكر القصة ثم يقطعها بالعبرة لذلك لأن الغرق في تفاصيل القصة سوف ينسي الإنسان العبرة لذلك تكون تسمع آية في كتاب الله تتكلم عن شخص فجأة تقطع الآية وتذكر العبرة وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون يتكلم مع قومه وما لي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون أتخذ من دونه آلهة إن يردني الرحمن بضر لا تغني عني شفاعتهم شيئا ولا ينقذون إني إذا لفي ضلال مبين إني آمنت بربكم فاسمعون ما زال يتكلم قيل ادخل الجنة طيب هناك فراغ في القصة لماذا قطعت هذه القصة قال شأن القرآن انتبهوا في كل قصة يقصها علينا أنه يقطع القصة بالعبرة ولو أغرقنا بالتفاصيل لا يمكن أن نصل إلى العبرة مثلا في حديثه عن سورة يوسف قالوا سيدنا يوسف دخل إلى السجن جاءه رجلان يسألانه عن الرؤية التي رأيها أما أحدهما قال إني أراني أعصير خمرة والآخر قال إني أراني أحسن تعمل فوق رأسي خبزاً تأكل الطير منه نبئنا بتأويله العلماء لاحظوا أنا هذا مثال قالوا نستفيد العبرة من هذه القصة إذا جاءك صاحب حاجة وهذا رسالة للعالم التاجر وللغني ولكل من يقضي حاجة القرآن يعلمك كيف تقضي الحاجة قال إذا جاءك صاحب حاجة وكان فيه نقص في تربيته أو في أخلاقه أو في صلته بالله استثمر حاجته من أجل تربيته يعني أنا تاجر جاءني شخص عاصي لله لا تتصدق عليه دون أن تستثمر الصدقة في التربية دون أن أن تستثمر الصدق في دلالته على الله عز وجل وين هذا المعنى في القرآن سيدنا يوسف جاءه رجلان يسألانه عن رؤية منام رأوه الأصل أن يجيب يوسف مباشرة أما أحدكم فيسقي ربه خمرة وأما الآخر فيصلب فتأكل الطيل من رأسه قضي الأمر الذي فيه تستفتيان قال جاء إلى يوسف عليه السلام كما يذكر الشيخ أبو الحسن الندوي في كتابه القصص قصص الأنبياء للأطفال يقول جاءه جاءه رجلان يسألانه عن الرؤية قال فاستثمر حاجتهما في دلالتهما على الله عز وجل السؤال ما الرؤية يا يوسف قال يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار طيب نحن ما جئنا لتعطينا موعظة قال ينبغي أن تستثمر الحاجة في الموعظة يا صاح صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار بعد أن دلهما على الله عز وجل وهما بحاجته مضطران أن يستمع له أول لهم سيدنا يوسف عليه السلام الرؤية فالقرآن الكريم يقطع القصة بالعبرة من أجل أن لا نغرق في تفاصيل القصة وأن ننسى العبرة طيب ليش القرآن ما أخبرنا بالعبرة بلا قصة قال الإنسان مفطوط على حب القصة فالقصة في القرآن وسيلة من وسائل التربية فإذا أردت أن أوصل لك عبرة لا أوصلها لك مجردة بل أقول لك هذه العبرة حملها فلان وحملها فلان وحملتها فلانة وتجسدت واقعا في حياة الأمم السابقة لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون من عمل صالحا فلنفسه ومن أسأف عليها ثم إلى ربكم ترجعون أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم لي ولكم فيا فوز المستغفرين أستغفر الله