Transcript for:
محاضرة عن الطموح والنجاح

بسم الله الرحمن الرحيم صد التقوى بالرياض تقدم رحلة الطموذة محاضرة لفضيلة الشيخ الدكتور علي بن محمد الشبالي الحمد لله رب العالمين وصلاةً وسلامًا دائمين على خير خلق الله أجمعين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرًا إلى يوم الدين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وارزقنا الإخلاص في القول والعمل أما بعد أيها الإخوة والأخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته سلام الله على كل راكع وساجد لله الواحد القهار أحييكم أيها الإخوة أيها الأحباب بقلب امتلأ شوقا وفرحا بكم حي جيلا بالمكرومات تناجى أثلج الصدر صحوه إثلاجا حيهم مؤمنين أو مؤمنات حي فيهم للصالحات انتهاجا حي جيلا صحا فقرت عيون وانتشت دين فرحة وابتهاجة حديثنا اليوم ليس ككل حديث فهو حديث يهم كل شخص منه بلغ من العمر تسعين سنة أو مئة أو أقل أو أكثر بحاجة إلى هذه القضية وهي قضية الطموح والنجاح والهمة أيها الإخوة الطموح والنجاح والهمة هو التحدي الكبير في هذا الحياة وهو أمر يشده كل شخص كل الناس والوصول إلى النجاح عبر جسر صغير اسمه الهمة العالية أو الطموح أو الإرادة أو العزة لكنها إرادة قوية وعزيمة كالفولان همتي همة الملوك كما قال الأول أو كما قال البحتري نفس تضيء وهمة تتوقد جاءت هذه المحاضرة أيها الإخوة لتقول لكل واحد مننا انهض من سريرك انهض من سريرك اليوم لحياة جديدة غادره لتبدأ طريقك طريق النجاح ضع أول خطوة لا تعبأ بالشوك الذي يدمع قدميك انهض وبادر فما زلت شابا أو ما زال في العمر مهلة أيضا ابني لنفسك مجدى اصنع لحياتك تاريخا سجل اسمك في صفحات التاريخ المجيد هيا انهض دع عنك الكسل والتواني كفى كسلا كفى نوما كفى لعبا قم احفظ أحضر درساً أكتب بحثاً صطر مجداً والحر لا يكتفي من نيل مكرمة حتى يروم التي من دونها العطب أو كما قال الآخر ليس يثنيني أن ينأى مسيري أو تطالعني في المسير الصعاب رأى عمر رضي الله عنه رجالاً قابعين في المسجد بدعوة توكل فقال كلمته الشهيرة لا يقعدن أحدكم من طلب الرزق ويقول اللهم ارزقني وقد علم أن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة وأن الله تعالى قال فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله نحن في هذا اليوم نحاول أن نبتغي فعلا من فضل الله تعالى الذي يهبه للناس وهو قريب منهم إلا أنهم يبتعدون عنه للأسف مع أن النجاح ليس بينهم وبينه إلا خطوات أراد أحدهم يوما ما أن يبيع بيته وأن يشتري بيتا آخر فقال لأحد أصدقائه الذي يعمل في العقار اكتب لي إعلانا لبيع هذا البيت فكتب له إعلانا وقال في وصف البيت هناك بيتٌ للبيع فيه كذا وكذا وكذا وكذا فقال إنه نفس البيت الذي أحلم به كيف لم أفضل لهذا كل هذه السنين إن النجاح أيها الإخوة كامنٌ فينا وفي داخلنا نملك آلاته نملك وسائله لكن متى نقطة البداية متى تعلق الجرس هل ستظل تمتذر أناساً يدفعونك من الخلف أو يأخذون بيدك يقودونك في دروب الحياة ما لم تقم أنت بهذا وإلا فلن يدفعك أحد في إحدى القصص الرمزية أن رجلاً أو أن مدينة من المدن كان فيها نبع وقد اشتهر في هذه القرية والمدينة أن هذا النبع يأتيها ملك مرة واحدة في السنة فإذا جاء هذا الملك وضع شيئاً فيه شفاء لمن يرمي بنفسه بمجرد أن يذهب هذا الملك ولا يأتي إلا مرة واحدة وفي يوم من الأيام جاء رجل غريب عن هذه المدينة فوجد شخصاً قد دل رجليه في ذلك النبع ما الذي يجلسك؟ يجلس قال سمعت أن ملكا يأتي في السنة مرة واحدة فيضع شيئا في هذا النبع فمن ألقى نفسه فيه شفي من كل مرض قال ملكا منذ كم سنة أنت تجلس على هذا النبع؟ قال منذ ثمانين وثلاثين سنة قال لم لم تدفع بنفسك فيه؟ قال لم أجد أحد يدفعني من الخلف لا تنتظر أحدا يدفعك من الخلف لا تلقي باللائمة على أحد من الناس لا زوجتك ولا المجتمع ولا بيتك ولا أولادك ولا عملك ولا مدرستك ولا أحد من البشر إن لم تصنع لنفسك أنت تاريخا ومجدا وتصبر على لأوائه وتعبه وإلا فإنك ستبقى في مكانك والراحة كما يقول عمر للرجال غفلة وصدق الأول حينما قال لا تقعدوا فراغا فإن الموت يطلبكم فإن هذه الحياة يوها الإخوة نسير فيها لنلقى ربنا جل وعلا فعلى أي صفة سنلاقيه هل سنلاقيه بأعمال بسيطة يسيرة مع أنه بإمكاننا أن نعمل شيئا كثيرا لقد كان في زمننا عبد الله بن المبارك وناس كثر لكن عبد الله لم يرضى أن يكون شخصا عاديا حتى قال عنه الإمام أحمد قال عنه الإمام أحمد لم يسبق أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم عبد الله بن المبارك إلا بالرؤية فقط فأي عز ناله هذا الرجل وأي فضل ناله هذا الرجل اجتمع علماء نيسابور كلهم وقالوا تعالوا نعد خصال الخير في ابن المبارك فبدأوا بعد خصال الخير في الإسلام فوجدوا عبدالله بن مبارك الأول في كل خصلة من خصال الخير لله ذرك لم ترضى أن تكون شخصا عاديا ولهذا يقول الشوكاني رحمه الله تعالى لا يرضى بالدون إلا دنيا والناس أيها الأحبة كالأرقام تقف قيمتهم عند مواقع فهناك مواطن الأرقام فيها شيء موطن للأصفار والآخر للآحاد ثم العشرات ثم المئات ثم الآلاف ثم هلوم جرة فأين أنت؟ أين أنت من هذه المواطن؟ أترضى أن تكون في خانة الأصفار شخصا عاديا أم أنت في الآحاد والعشرات والمئات والآلاف؟ لماذا تبقى في مكانك؟ لماذا لا تتحرك؟ فالكون كله يتحرك والحياة كلها تتغير وأنت لازلت في مكانك أنت أنت كما أنت قبل عشرين سنة وثلاثين سنة نسبة المحفوظ لديك هو هو نسبة القرآن الذي تعرفه هو هو العلم الموجود لديك أيضا هو هو ليس لديك مشروع تقوم به وحاش هذه الوجوه ولكن هي أيضا توجد في بعض الأشخاص فنحتاج أن نتجنبها عندما كان أولئك الأقوام أيها الإخوة في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم يتدفقون همة وطموحا كان النبي صلى الله عليه وسلم بحاجة أن يقول لهم اكلفوا من العمل ما تطيقون لقد كانت همتهم أكثر من كل شيء أكبر من كل شيء وإذا بهم يعملون أعمالاً لكن النبي صلى الله عليه وسلم يعيدهم إلى جدة الصواب ويقول لهم اكلفوا من العمل ما تطيقون ثم نجد شخص آخر يأتي النبي صلى الله عليه وسلم ويقول له إني أطيق أكثر من ذلك يا رسول الله وبقي عبد الله بن عمر يختم كل ثلاثة أيام كل ثلاثة أيام القرآن الكريم فأين المقتدون بعبد الله وأين المقتدون أيضاً بغيره جاء وعلى الله وإياكم من هؤلاء المقتدين ولما كانت الأمة فعلا تعيش على ذلك استحقين تلك الأبيات الجميلة التي يقول فيها ملكنا هذه الدنيا قرونا لم نملكها أيها الإخوة بالكسل والنوم أبدا إنما ملكناها بالعلم ملكناها بالعز والشرف والإباء ملكناها بالطموح والهمة العالية ملكناها بمعامل وبمساجد أثرت في أوروبا كلها بكاملها وأوروبا تشهد بهذا ملكنا هذه الدنيا قرونا وأخضعها جدود خالدون وسطر وقال لهم أين المسلمون أين المسلمون الذين فتحوا تلك البلاد أين المسلمون الذين سطرت حضارتهم بماء من ذهب أين المسلمون الذين كانت حضارتهم في قرطبة تشع على أوروبا كلها بكاملها لله درهم يوم كانت الهمم مطاياهم والعزيمة ترافقهم في كل دروب حياتهم وأصبحوا يقولون ونحن أناس لا توسط بيننا لنا الصدر دون العالمين أو القبر تهون علينا في المعالي نفوسنا ومن خطب الحسناء لم يغله المهر الذي يطلب الحسناء أيها الأحبة لا بد أن يدفع قيمتها وثمنها فكيف إذا كان الطموح الليلة من أجل أن نصل إلى حسناء ليس مثلها أي حسناء إنها الجنة إنها رضا الله تعالى إنه كل عمل نقوم به في هذه الليلة أو نتحدث عنه فإن أصل ما ينبغي أن نتحدث عنه هو الطموح للوصول إلى جنات عدن يقول ابن الجوز رحمه الله ينبغي لمن له أنفه أن يأنف من التقصير الممكن دفعه عن النفس وقال ابن القيم رحمه الله علو الهمة أن لا تقف دون الله ولا تتعوّق وعنه بشيء سواه ولا ترضى بغيره بدلا منه ولا تتبع حظها من الله وقربه والأنس به والفرح والسرور والابتهاج به بشيء من الحبوظ الخسيسة الفانية فأول طموح نتحدث عنه وهو في الصدارة هو الطموح في نيل رضا الله عز وجل كما حرص عليه أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم إني لأجد ريح الجنة دون أحد يغيب عن بدر فيقول للصحابة كلما لقيهم والله لئن أشهدني الله لقاء آخر ليرين الله ما أفعل فتأتي أحد ثم يدخل في أحد وسيفه معه ثم يبدأ بالقتال فيقول صاحبه الملازم له والله ما استطعت أن أفعل شيئاً يسيراً مما فعل ذلك الرجل وهو أنا سبل النظر فقاتل وقاتل وقاتل حتى قتل حتى قتل وجد في جسمه أكثر من ثمانين ضربة ثم لما جاء النبي صلى الله عليه وسلم يتعرف على أصحابه القتلى فنظروا إلى هذه الجثة جثة من؟ من هذه الجثة؟ ألمسلم أو لغير مسلم؟ تعرفونه أيها الصحابة ينظرون في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فلا يعرفون له شخص يحتاجون أن يأتوا بنساء فتأتي أخته فتنظر لهذا الشخص فلا تعرفه أيضا من شدة الضرب الذي فيه ولكنها في آخر المطاف تعرفه من طرف أصابعه فأنزل الله عز وجل فيه من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا فأصحاب الصدق وأصحاب الهمم العالية هم أيها الإخوة المستحقون للطموح وعلو الهمة والمجد يا قوم قد بان الطريق فهل ترى أزف الرحيل إلى ذراء مجاد أدوا الأمانة قبل أن لا تملكوا إلا البكاء وحرقة الأكباد وتوغلوا في كل درب نافع لا تتركوا الميدان للأوغاد رب النفوس على الثبات سجية عند الحوادث فالخطوب عوادي ولذا يا أحبة الكرام ديننا الذي ننتمي إلىه إليه دين خاطبنا فقال وسارعوا وسابقوا فإذا فرغت فانصب يا يحيى أخذ الكتاب بقوة فهل يرضى بعد ذلك أتباعه بالكسل أو الخمول أو العجز أو السكون أو الفتور والتواني أو الاسترخاء وضعف الهمة لا ويقول الحبيب صلى الله عليه وسلم أصدق الأسماء حارث وهمام يحرث في هذه الأرض ويسعى في دروبها وصاحب همة عالية ولذا سميها وعلى رأس أصحاب الطموح وأكبرهم قدرا وأعظمهم محمد صلى الله عليه وسلم ثم بقية أولي العزم ثم أنبياء الله تعالى أما محمد عليه الصلاة والسلام فثلاثة وعشرين عاما من البلاء لم يثنه أبدا أن يقوم بدوره بأبيه وأمه صلى الله عليه وسلم يسبو يشتم يضرب يستهزأ به يقال شاعر يقال كاهن يخنق عند الكعبة وهو يصلي يوضع عليه سل الجزور على ظهره وهو ساجد عند الكعبة كل هذا لم يثنه ومع هذا الألم كله الذي أصاب محمدا صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل عنه في بيان حرصه على أولئك الناس الذين يؤذونه فلعلك باخع نفسك على أثارهم باخع أي مهلك أيها الأخوة مهلك من شدة حرصه على أولئك القوم كأنه مهلك لهم بل ويحاولون قتله في أحد ويسقط في الحفرة ومع هذا يقول صلى الله عليه وسلم شكرا غفر الله لقوم ويدعو لهم ويريد هدايتهم صلى الله عليه وسلم بل إن الدرس الكبير الذي نعيشه مع النبي صلى الله عليه وسلم هو عندما نزل عليه الوحي هذا الوحي الثقيل عندما نزل على محمد صلى الله عليه وسلم جاء إلى زوجته خديجة دثروني دثروني زملوني زملوني فتأتي تلك المرأة الصالحة فتحيط النبي صلى الله عليه وسلم بعاطفتها وكلامها وثنائها ومدحها فيقول لها درسا ينبغي أن تعيه الأمة في كل زمان قال لها لقد ولّى زمن النوم يا خديجة ولّى زمن النوم لا نوم بعد ذلك فهل رأيتم محمدا نام صلى الله عليه وسلم لقد كان يقوم الليل حتى تتفطر قدمه قال ابن الأثير في النهاية في غريب الحديث تتفطر أي تتورم وتمتلئ صديدا ثم تنفجر ذلك الصديد ألي هذه الدرجة يا رسول الله نعم فلا أكون عبدا شكورا أفلا أكون عبدا شكورا كلا رويدك يا طبيب وقد سألت أما استراح هل يستريح الحر يوقر صدره العبء الرزاح لا يستريح أيها الأخوة ولذا قال الله لمحمد صلى الله عليه وسلم فإذا فرغت فانصب قال المفسرون إذا فرغت من تبليغ الدعوة ومجاهدة الباطل وجف عليك في نفسك الليل فانصب بين يدي ربك جل وعلا فحياته كلها بذل وعطاء صلى الله عليه وسلم أما أنبياء الله جل وعلا فإن نوحا عليه السلام جلست تسعمائة وخمسين سنة دعوة إلى الله جل وعلا وإذا دع الإنسان في حلقة من الحلقات أو في مسجد من المساجد لسنة أو سنتين كأنه قد فعل شيئا كبيرا وقد فعل شيئا كبيرا ولكنه عندما يقارن نفسه بأولئك العظماء يرى أنه ينبغي أن يتعلمون أن يبذل وأن يستمر في هذا في هذا العطاء أحد مشايخ الحرم الذين يلقون الدروس فيه لا يقف درسه على مدار العام كله لا في إجازة ولا في مناسبة ولا غيرها وهو الشيخ عبد الرحمن العجلان حفظه الله وبارك في عمره وعمله عجبت لهم قالوا تمديت في المنا وفي المثل العليا وفي المرتقى الصعب فأقصر ولا تجهد ولا تجهد راعك إنما ستبذر حبا فيثرا ليس بالخصب فقلت لهم مهلا فما اليأس شيمتي سأبذر حبي والثمار من الرب إذا أنا بلغت الرسالة جاهدا ولم أجد السمع المجيبة فما ذنبي إن عليك إلا البلاغ ولأن ضعف الهمة الدنو كان صفة من صفات المنافقين تأمل في كلام الله عن المنافقين حينما يقول يقول الله عز وجل عنهم لا تنفروا في الحر الحر لا تنفروا فيه وفي البرد لا تطلب العلم وإن جاء الربيع فاستمتع بزهوره وشم ربيعه وإذا جاء الخريف فانظر لتلك الصور الجميلة الرائعة فقل لي أخذك للعلم قل لي متى لقد أصبحت حياتنا متقلبة على حسب هذه المواسم التي تمر على الناس فالمنافقون إذا قيل لهم قوموا لطاعة الله نظروا في تلك الأوقات التي هم فيها هل تناسبهم أم لا لا تنفروا في الحر وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالا يراؤون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا ولذا السعي للخير أيها الإخوة لأضواب الخير والذي فيه مخالفة لأولئك المنافقين اكتظ همة ونشاطا واندفاعا يقول النبي صلى الله عليه وسلم وتسعى بشدة ساقيك إلى اللهفان المستغيث وترفع بشدة ذراعيك مع الضعيف كل ذلك من أبواب الصدقة على نفسك الطموح هو الجد والعزم والإباء والترفع عن سفاسف الأمور والنظر إلى معالي الأمور في رواية بعنوان قضبان لامعة لثالما تستون تقول هذه المعالي ويقول لمرأة وهي رواية حقيقية عن نفسها تقول خرجت مع زوجها في يوم من الأيام إلى منطقة بعيدة في الحرب العالمية الثانية فوصلت إلى منطقة لا تتقن لغتهم ولا تعرف حديثهم واستمرت هناك بضعة أيام فشمأزت من ذلك المكان وكرهت الجلوس فيه وأرسلت رسالة لوالدها تقول في هذه الرسالة سوف آتيك بعد أيام لقد سئمت من هذا المكان لا أعرف فيه أحدا ولا أتقن لغة ولا ولا فذكرت أشياء كثيرة كما هي حجة ونججون يفعلها الناس أيضا في هذا الزمن فأرسل لها والدها رسالة قال لها بين قضبان الحديد نظر سجينان أحدهم نظر إلى الوحل والآخر نظر إلى نجوم السماء وكلهم نظروا من نفس الثقوب ونظروا من نفس الكوة ونظروا من نفس النافذة لكن أحدهم نظر إلى الوحل الواحد والآخر نظر إلى نجوم السماء صدق ابن القيم حينما قال في الفوائد همة الكساح دلته في جب العذورة فالكساح الذي يأخذ قذورات الناس لما كانت همة الكساح انظروا لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن قضية المدح لأن المدح أي ذكر أشياء في الإنسان ليست فيه قد نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم وقال قد قطعت عنق صاحبك بل وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بأن يحثى في وجه التراب لماذا هذا كله؟ لكي لا يدمر هذا الإنسان ثم يتوقف طموحه ويظن بأن هذا النجاح أو هذا الكلام الذي سمعه من الناس حقا وهو ليست فيه أما الأشياء التي في الإنسان ويثنى عليه فهذا لا بأس به ولأن الطموح مطلب لكل مسلم نهي المسلم عن السؤال وأخذ أموال الناس والوقوف بين أيديهم من سأل وله ما يغنيه جاءت مسألته يوم القيامة خدوشا أو خموشا أو قدوحا في وجهه بل ويحث النبي صلى الله عليه وسلم على العمل ويقول لأن يأخذ أحدكم أحبله فيأتي الجبل فيجيء بحزمة حطب على ظهره فيبيعها فيستغني بثمنها خيرا خير لهم من أن يسأل الناس أعطوه أو منعه ومن أعجب الأشياء التي ذكرها الفقهاء في كتبهم لتدل على الطموح قالوا لو أن إنسانا أراد أن يصلي فلم يجد ماء ثم وجد ماء عند شخص ولكنه إن أخذ ذلك الماء من عليه به وظل يكلمه عليه منة وخصة فإنه لا يأخذ ذلك الماء ويتيمه فأي حرص يا أحبة الكرم على هذه النفسية المؤمنة التي حرص الإسلام فعلا على أن تكون عالية في كل شأن من شؤون حياتها لماذا نطرح هذا الموضوع أيها الإخوة الكرم نتكلم على هذه المسألة لأمور كثيرة أما أولها فهي فشل كثير من المخططات سواء كانت دعوية أو علمية فنجد أن بعض المشاريع تبدأ ثم بعد ذلك تموت وسببها ضعف الهمة وقلة الطموح فيبدأ الإنسان ويسير في هذا المشروع بعد أن يبذل مالا وجهدا ووقتا واجتماعات وغير ذلك ثم ينتهي هذا المشروع ويموت ومن صور أيضا ضعف الهمة التي تجعلنا نتحدث هذه الليلة عن الطموح والهمة الكسل عن أعمال الخير من الدعوة إلى الله وطلب العلم والعبادة مع توفر السبل وسهولتها يا أيها الناس كم عدد المتخرجين من الكليات الشرعية وكم هم الأشخاص الذين لديهم علم شرعي سواء تخرجوا أو لم يتخرجوا عيزي والكسل يقول الدكتور عبدالوادور شلبي يقول أذكر أني ترددت كثيرا على مراكز من مراكز إعداد المبشرين في مدريد وفي فناء المبنى الواسع وضعوا لاحة كبيرة كتبوا عليها أيها المبشر الشاب نحن لا نأدك بوظيفة أو عمل أو سكن أو فراش وثير إننا ننذرك بأنك لن تجد في عملك التبشير إلا التعب والمرض كل ما نقدمه إليك هو العلم والخبز وفراش خشن في كوخ فقير أجرك كله ستجده عند الله إذا أدركك الموت وأنت في طريق المسيح كنت من السعادة أفأصحاب الباطل يكونون أكثر همة من أصحاب الخير؟ صدق عمر رحمه الله حينما قال أعوذ بك من جلد الفاجر وعجز المؤمن عجز أعوذ بك من العجز والكسل كما كان يستعيذ النبي صلى الله عليه وسلم فيا فتية الإسلام هذا يومكم هيا بأخلاق النبي تخلقوا فك الحجاب عن العيون فباطل ما يدعيه مغرب ومشرق عجبا أيسكت ذو الفضيلة والهدى وأخو المفاسد بالخنا يتشدقوا حتى متى يظل أعداء الدين يسيرون في كل بقاع الأرض الأرض والناس لا يزالون متقوقعون على أنفسهم ليس لهم مشاريع دعوية إلا من رحم الله جل وعلا أيضا من الأشياء التي تدل على همة الطموح اليأس من إمكانية تغيير وضع المسلمين فحينما تحدث أحدهم تجده يائساً ويستشهد إما بآيات أو حديث أو أمثال شعبية أو غير ذلك الذي يريد أن يغير يستطيع أن يتغير والياسو أيها الإخوة هو موت بطيء وهذا الدين ليس لي ولا لك الدين دين الله تعالى ونحن عبيد في هذه الأرض والله عز وجل قد قال عنه نبينا صلى الله عليه وسلم وأنت الظاهر فليس فوقك شيء فكل ما تحت السماء عبيد لله تعالى عبيد وأنا وأنت ينبغي أن نكون جنودا في هذا الدين ولا نظل أناسا عاطلين مهما بلغت أعمارنا أو قل مستوانا التعليمي أو غير ذلك كل واحد ينبغي أن ينبغي يقوم بواجبه ودوره فتح الفتوح وهي معركة ماذا؟ فتح الفتوح معركة نهاونت التي كان قائدها النعمان بن مقرن رحمة الله عليه قبل فتح الفتوح كانت القادسية القادسية هي البوابة التي فتحت بعد ذلك أمام المسلمين بلاد الفرس ورد وفي القادسية حصل شيء عجيب فقد اصطفى المسلمون واصطفى الفرس في الجهة الأخرى ولكن المسلمين تفاجأوا بمفاجأة لم تكن على حسبان وهي أنهم رأوا فيلة مع هؤلاء القوم فدخل الجيش المسلم في جيش الفرس فانهزم في اليوم الأول ولم يستطع أن يقاوم لأن تلك الفيلة كانت تفتك بالخيول وبالبشر أيضا وظل الناس يفكرون لكن شخصا صاحب همة وطموح شكرا الإسلام يجلجل في داخله والهمة أيها الإخوة لا تتوقف في نفسه فبدأ يفكر كيف ينصر الإسلام والمسلمين فجاء بطير وعمل فيلاً ضخماً في تلك الليلة ثم جاء بالخيول ومررها على هذه الفيلة حتى استأنست بها فلما جاء الصباح دخلت الخيول في الفيلة ظناً منها أنها نفس الفيل الذي كان بالليل ولكنهم دخلوا وانتصر سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه فلله در ذلك الرجل الذي لم يعرف عنه أحد فلم يعرف اسمه ولم يذكر في كتب السير إنما هو نص عابر لا يتجاوز بضعة أسطر لكن الله يعلمه والله عز وجل يراه والله طلع عليه والله كتب أجره في ذلك الفتح وما بقي من فتوح أقحط أهل البصرة يوماً ما ولم ينزل عليهم المطر فخرج يستسقي سفيان الثوري وعبد الله المبارك وجلة من العلماء في البصرة التي هي دار العبادي والزهادي والعلماء في ذلك الزمان وعلى مر العصور أيضاً ولما استسقوا المطر لم ينزل عليهم أي مطر فماذا حصل؟ يقول سفيان الثوري فرجعت من طريقي بعد العشاء فمروت بمسجد وفيه شخص شخص وكان المسجد آنذاك مظلم ليس فيها نور مثل زماننا قال فرأيت عبدا في زاوية من زوايا المسجد ساجد يصلي وهو يقول في صلاته اللهم اسقن الساعة اللهم اسقن الساعة يقول فتعجبت تعجبت يقول هذا الرجل الغير معروف العبد اسقن الساعة قال والله ما استتم دعاءه حتى فتحت السماء أبوابها كأفواه القرى أليس في الأمة مثل هذا الرجل؟ وترجم له ابن الجوزي في صفة الصفوة بعبارة عابد زاهد من هو هذا الرجل؟ ما اسمه؟ إلى أين ينتمي؟ في أي بلد هو؟ لا أحد يعرفه لكن علاقته مع الله عظيمة أيها الإخوة من مظاهر ضعف الهمة مظهر التقليد للابتكار تجد بعض المسلمين لا يفكر في قضية الابتكار والاختراع في النواحي العلمية وغيرها ولا يفكر أحيانا بعضنا يوم من الأيام يكون مخترعا أو ممتكرا أو قائدا في هذا العالم حتى في النواحي التقنية نجد أيضا بعدا عن مثل هذه الأشياء أيضا أيها الأخوة تقبلوا كل فكر دخيل دون النظر فيه وفي عواقبه ينظر الإنسان كما قال ابن خلدون رحمه الله وإنما الناس تقلد من هو أقوى منها وهي دائما مغرمة بأن تقلد القوي لكن الذي يشعر بعزة وإباء وقيمة لنفسه لا يمكن أن يقلد الآخرين لكن لما ضعفت الهمم أصبحنا نبحث عن شيء عند أولئك الأشخاص لنرفع من قدرنا من يشبه المسلم أيها الإخوة في هذا الكون؟ ربنا أعظم رب جل جلاله ورسولنا أعظم رسول وكتابنا أعظم كتاب فأي أحد يوازين في الفخر؟ فهل نبحث عند أولئك الأقوام عن ملابس وزي نتزي به أو عبارات نتكلم بها؟ اللغة التي أنزل الله عز وجل بها كتابه هي الشرف وهي العز وهي الفخر وهي الإباء وهي الطموح بكل ما تعنيه الكلمة أفنبدأ ونبحث عن لغات أخرى ليس في قضية التعلم ولكن أتكلم عن قضية الاعتزاز بلغات أجنبية وترك اللغة الأم ومن الأشياء أيها الإخوة ضعف الإيمان عند المسلمين فإذا ضعف الإيمان ضعفت الهمة انظر ماذا يقول الله عز وجل في وصفنا كخير أمة كنتم خير أمة أخرجت للناس لكن ماذا تفعلون؟ تعملون من صور العمل تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله الإيمان بالله مغذن للعمل فكلما زاد الإيمان عند العبد كلما تحركت جوارحه لطاعة الله عز وجل وكلما ضعف الإيمان كلما تكازل ودمر هذا الشخص ويصبح عاجزا كسلانا كلا أيضا على نفسه وعلى الآخرين فأين زيادة الإيمان؟ الإيمان وقود للعمل الصالح وقود لهذه الحياة يشعر الإنسان من خلال الإيمان بلذة لكل عمل يجعل له قيمة ذلك العمل الذي يقوم به أيضا من الأشياء أيها الإخوة الجهل بأن طريق النجاح صعب تعترضه المصاعب وتعرض دونه فتن ومشاكل فمن أراد الجنة صبر على كل عمل موصل له ألا أن سلعة الله غالية ألا أن سلعة الله الجنة حفت الجنة بماذا؟ بالمكاره تكره نفسك على القيام في منتصف الليل ولا تتركه تكره نفسك على حفظ كتاب الله سنة واحدة فيصبح جزءا من حياتك في كل لحظة تكره نفسك على الصيام على كثرة تلاوة القرآن على الذكر على أن تتوضأ قبل نومك فيبيت في لحافك ملك ينهزك للصلاة على أمور كثيرة من أبواب الخير أنت بحاجة إليها أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون طريقنا أيها الإخوة حاولوا فيه قتل نوح وعيسى وآذوا فيه موسى وذبح على جنباته زكريا ويحيا وآذوا محمدا صلى الله عليه وسلم بكل أنواع الأذى لا يمكن أن يكون هذا الطريق سهلاً ألبتة ولهذا نحتاج أحبة الكرام أن نعرف حجم الطريق الذي ندخله ولكن عاقبته أحلى من ناسه من الصعب مجاهدة الهوى من الصعب ولكن ماذا لو كان الثمن الجنة يسهل عندئذ كل شيء فزت ورب الكعبة شعارا أطلقه عمير بن الحمامي رضي الله تعالى عنه في ذلك الزمان إذن نحن بجد أيها الإخوة بحاجة أن نكون إيجابيين وأصحاب طموح وهمة عالية همت عوامل مشتركة تجمع بين الناجحين في هذا الكون أحد هذه العوامل الظروف الصعبة لا يتصدر أحد بأن الهمة مرتبطة بالمال وأنه لا يمكن الإنسان أن يكون ناجحاً ومحققاً لإنجازات كبيرة في الحياة إلا بملاعقة من ذهب في فمه وبخدم وحشم يخدمونه لا إن القاسم المشترك بين مليونيرات العالم ليست الوراثة ولكنها الطفولة البائسة كم نسمع كثيراً عند الناس أو بعض الناس يقول ظروفي صعبة لا مال لدي صحتي متعبة مؤهلي لازلت في المرحلة المتوسطة والثانوية ونسمع أشياء كثيرة من هذا النوع وهي في الحقيقة أعذار لألا نتقدم ونقنع أنفسنا ثم نكتشف في آخر المطاف أننا فقدنا شيئاً كثيراً ظروف صعبة لم ألد في مدينة ليس في بلد جامعة لست من عائلة كبيرة مرموقة لست معروفاً عند الناس لست كذا لست كذا هذه الظروف ينبغي أن تستفيد منها ولا تحطمك محمد حسين رجل لم يدرس في المدارس عمل في مخرطة في القاهرة عند رجل ألماني ثم بعد ذلك أراد أن يسافر إلى ألمانيا ويتعلم الخراطة بشكل كبير لما أراد أن يسافر ووصل إلى المطار إذا بي السلطات تقول له لا عليك ثلاث سنوات تجنيت فدخل التجنيت ثلاث سنوات ثم لما أراد أن يذهب بعد ثلاث سنوات إلى ألمانيا لم يجد قيمة التذكرة فبيع كل ما بداخل بيتهم من أثاث من أجل التذكرة أخذ قيمة التذاكر من أمي ثم ذهب إلى ألمانيا وصل إليها لا يعرف حرفا واحدا فذهب إلى صديق عربي وقال له اكتب لي العبارات التي تجعلني أسير مع الناس يعني كيف أأكل ما هي العبارة الألمانية بحيث أعطيها للناس فيعطوني أكل وشرب وغير ذلك فأعطاه ذلك العربي ثم بدأ هذا الإنسان يتعلم في ألمانيا جلس خمس سنين هناك ورجع إلى القاهرة تعلم خمسة لغات فما رجع وأصبح من التجار الكبار في القاهرة في الإلكترونيات ولا تزال شركته موجودة إلى هذا الزمان بل إن أحدهم وضع فيه فيلماً خاصة هذا الإنسان وسماه فيلم النمر الأسود بل إن بعض الأشخاص أصيب في قدميه وكان صاحب عاهة ومع هذا تولى رئاسة إحدى الدول الكبرى أربع مرات أما إن شئت أن تتعجب فتعجب من ذلك الرجل الذي قالوا عنه بأنه أشلد أعرج أفطس أسود فيه ست دعاهات من ذوي الاحتياجات الخاصة بالمضاعفات ومع هذا يقول الخليفة يرسل رسولا في مكة المكرمة لا يفتي في المناسك إلا عطاء بن أبي ربح لكن عطاء لم يصل إلى هذا الأمر في يوم وليلة يقول الذهب عنه في سير علام النبلة وكان فراش عطاء المسجد عشرين سنة فراش عطاء عشرين سنة أما الذي يكون فراشه في المطاعم والسفر ذهاباً وإياباً في البحث عن النعيم فإنه لا يفلح وصدق أبو نعيم رحمه الله تعالى والعهد على أبي نعيم ولا دخل لي في عبارته وإنما أنا حاكل لها فالمعذرة منكم والرجل قالها ونقلت عنه قال رحمه الله تعالى من كانت همته ما يدخل في بطنه كانت قيمته ما يخرج من بطنه وصل الله على محمد هذه الضربة القاضية من أبي نعيم رحمه الله من كانت همته ما يدخل في بطنه كانت قيمته لا قيمة له في هذه الحياة الذين يبحثون فقط عن شهواتهم من المأكل والمشرب وغير ذلك فإن هذا لا يفلحون في هذه الدنيا وحتى ألف أحدهم كتاباً ليجعلنا نحب مثل هذه الأشياء هو سيوط رحمه الله حينما ألف كتاباً سماه الدر الثمينة في فضل الزواج بالثمينة حتى أن الإنسان يحرص على مثل هذه النوعيات التي تأكل كثيرا إذن يا أخي الكريم إذا مرت بك ظروف صعبة فانتبهي للأشياء التالية اعلم يا أخي أن المشكلة ليست دائمة والمصيبة في أولها كبيرة ثم تصر والأمر الآخر ضع المشكلة في حجمها الطبيعي وأيضا هذه المشكلة أو الظرف الذي تمر به ليس بسبب شخصيتك أو تركيبتك أو أنك غير جاد أو غير موفق بل بسبب بعض أفعالك فحاول حاول تغييره إذن أول عامل مشترك بين أصحاب الطموح العالي الظروف الظروف الصعبة لا تنتظر ظروفا جميلة تعيش فيها فالحياة تبدأ بشيء صعب الراجح اسم علم في بلادنا كان بائع كوروسين ثم باع أشياء أخرى غيرها ثم بعد ذلك أصبح من كبار تجاري هذا البلد علي كان موظفا في شركة أرامكو بثلاثة ريال وفي يوم من الأيام أراد أن يشرب من برادة ماء مع شدة حر الشرقية ومدينة الدمام فلما ذهب ليشرب ووضع الكوب عند تلك البرادة جاءه مهندس أجنبي وقال هذه البرادة للمهندسين فقط أترك الكوب فتركه لكنه تركه فأيقظ فيه عزة وهمة وإباءة فلم يرضى أن يكون دونه وأراد أن يشرب من هذه البرادة يوما ما ثم كان آنذاك في المرحلة الابتدائية فأخذ المتوسطة والثانوية وابتعث إلى أمريكا وحصل على رسالة الماجستير ثم رجع لشركة أرامكو أصبح رئيس قسم في أرامكو ثم أصبح رئيس أرامكو ثم جاءه نفس الموظف الأجنبي وقدم له ورقة في العمل وقال لعلك ذكرتني ولكنه لم ينسه لأنه أحسن إليه واليوم هو وزير البترول المعادن في السعودية الأستاذ علي النائم الوزير علي النائم ولم يحصل على درجة الدكتوراه هناك لكن ثلاثة ريالات في البداية ومنعا من الشرب من براده جعلته وزيرا اليوم لم يكن يظن أبدا في داخله آنذاك أنه سيصبح وزيرا لأعظم وزارة أو من أكبر الوزارات في هذا البلد دخلا وغيره وما ذلك على الله بعزيز ثلاثة من السكارة يعملون حمالين في الصباح فإذا غربت الشمس رجعوا إلى غرفهم فسكروا حتى يخرجوا ويهربوا من ذلك الواقع فلما زاد عليهم العيار في تلك الليلة وأصبح أحدهم في الدورة الخمسين قال لصاحبه تمنوا وما الذي يمنعكم من التمنى وهذه الأمنية ليست في حال اليقظ أيضا فكيف إذا كانت أمنية وفي حال سكر فقال أحدهم أريد أن أكون حاكما للأندلس وقال الآخر إذا أصبحت حاكمة للأندلس فأرجو أن تعطيني بيتاً كبيراً وجواري وخيول وأموالاً وقال الثالث إذا صرت حاكمة للأندلس فضعني على دابة واضرب ظهري في السوق وقل هذا صاحبي الذي فعل كذا وكذا وكذا وتمر الأيام ويترك هذا الرجل الحمالة ثم يذهب ويلتحق بالجند فيصبح جندياً ثم يترقى حتى يصبح رئيس الجند ويموت الخليفة ويخلف طفلاً صغيراً دون البلوق فتقرر الدولة آنذاك بأن الذي يتولى الخلافة هو رئيس الجنة فيصبح محمد بن أبي عامر من أعظم خلفاء الأندوس وهو حمال بسيط سكران في الليل حمال في النهار أفلا يوجد عقلاء أيها الإخوة يحققون طموحات عالية في العلم وغيرها من الأمور والابتكار والاختراع وغيرهم الأشياء أيضا من الأشياء حبة الكرام من العوامل التي تجمع الناجحين وأصحاب الطموح البيئة المحبطة يمتاز الناس بأن أكثر ما يتحرك في أجسامهم ألسنتهم ولذا تجد عبارات الإحباط تلاحق فلا تسمع إلا هذا مشروع خائب مثلك لا يصلح لها مثل هذه المشاريع أنت إنسان فاشل أصلا فما تسمع مثل هذه العبارات فتحطمه والدين أيها الإخوة ينهى عن هذه العبارات يقول النبي صلى الله عليه وسلم لا يقول أحدكم خبثة نفسي وليقل لقوصة نفسي وعندما ترجع إلى كتب اللغة تقول لك بأن لقسة بمعنى خبوثة ولكن أيهم ألطف على النفس لقسة هي بالمعنى خبوثة ولكن خبوثة شنيعة فالشريعة لا ترضى لأتباعها أن يتبادل مثل هذه العبارات واللفظ سعد تبا لك ألي هذا جماعتنا؟ لم يتوقف صلى الله عليه وسلم بعدها حورب في مكة رمي في طائف حاولوا قتله في أحد كاد أن يقتل في غزوة حنيد ومع هذا مستمر في دربه صلى الله عليه وسلم يا صاح هذا الركب قد سار مسرعا ونحن قعود ما الذي أن تصانع أترضى بأن تبقى المخلف بعدهم صريع الأمان والغرام ينازع على نفسه فليبكي من كان باكيا أن يذهب وقت وهو باللهو ضائع ولذا يا حبة الكرام لنتذكر هذه العبارة لا يمكن لأحد أن يهينك إلا إذا قبلت أنت ذلك ولا يمكن لأحد أن يركب على ظهرك إلا إذا الحنيت له أما إذا بقيت واقفاً شامخاً عالياً رأس فاستبقى كذلك وإن هم مشت في بعض الأحيان إننا لابد أن نؤمن أيها الحبة بأنه ليس هناك مكان في الدنيا لا يوجد فيه مثبتين قد تثبتك زوجتك أولادك جيرانك الناس كلهم لكن لا تأبه لكلامهم لأن العبرة العبرة في من يضحك في الأخير من يضحك في الأخير أما من يضحك في البداية لا عليك منه إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكوا وإذا مروا بهم يتغامزون وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون إحباط في إحباط كلام باطل في باطل فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون على الأرائك بعض القراء يقف على قوله الأرائك يضحكون على الأرائك ماذا يفعلون؟ ينظرون هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون على قراءة عند بعضهم في الوقف والابتداء وإلا عند حفص كما تعلمون على الأرائك ينظرون هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون ولذا يا أخي أنت بالخيار إما وإما هل تعرف إما الأولى ما هي؟ اسمعها مني يحكى أن مدينة من المدن كان فيها نهر فسقط في ذلك النهر في ليلة من الليالي داء الجنون الجنون شرب الناس منهم فأصبحوا مجانين فقال الوزير فقال الأمير للوزير لقد أصبح الشعب كلهم مجانين قال يا سيدي بل هناك شيء أكبر من هذا قال ما هو قال زوجتك البارحة ذهبت وشربت من النهر وأصبحت مجنونة أين الحراس لماذا لم يمنعوها من الخروج حتى الحراس يا سيدي شربوا البارحة من النهر وأصبحوا مجانين اعطوني بالطبيب دعه يعالج زوجتي ولا تستمر في جنونها حتى الطبيب يا سيدي شرب البارحة من النهر وأصبح مجنونا فقال عند إذن الأمير يا أيها الوزير أحضر لي كوبا من النهر دعني أشرب منه وأصبح ماذا؟ هل تريدون أن تصبح مثل هذا الشخص؟ لا أرفض هذا مهما خالفك الناس أصمد على مبادئك قد لا تنتدب ولا تذهب في انتداب ولا ترقى وغيرك يرقى وهو أقل منك شهادة لا عليك منه لأن العبرة في من يضحك في الآخير حافظ على مبادئك، على دينك، على خلقك، وستجد أن سنيناً تكون مهمشاً فيها، فتأتي سنة ترفعك أكثر من غيرك عشرات المرات، لكن أصدق مع الله تعالى إذن أنت بالخيار أن تستسلم لتموت ببضء، أو أن تتعامل مع هذه العبارات، وتسير وإذا قابلت أناساً مثبتين فلا تجلس معهم، ولا تعلن أحلامك أبداً للوسوص الأحلام لأن ثمت أناس يتلصصون ويأخذون هذه الأحلام ويميتونها في مهدها اشروا حتى حدي أمام أقوالهم ولا تسقطوا أبدا يا أخي الكريم أيضا من الأشياء أو من الأمور التي جمعت بين الناجحين رفضوا الواقع يفرض عليك الناس واقعا تظن أنه هو الصواب فيقول لك عبارة كم أكره هذه العبارة حينما يقولون كن واقعيا يا أخي كن واقعياً، يعني كن ميثاً، كن يائساً، كن مدمراً كلما حلمت بشيء، قالوا كن واقعياً يا أخي لا تكن مثالياً، وهي أشياء في مقدور الناس ويمكنهم أن يفعلوها لا داعي لهذه المغامرات لماذا لا تعيش مثلما يعيش الناس؟ فتصبح عندئذ ماذا؟ مجنوناً، وليس عاقلاً فك قيود الواقع وحباله وارمي بها وراء ظهرك وإيش واقعاً أنت تصنعه؟ ثم تبنيه ثم تجد ثمرته في يوم من الأيام بإذن الله تعالى كان رجلا عاديا وكان إذا مشى وتكلم مع الناس قالوا إن صوته يشبه صوت الضفداء هكذا يقول الناس عنه صوت الضفداء فاقتنع بأنه مثل صوت الضفداء ثم بدأ يبحث عن أعمال له فعمل بائع جرائد عند إشارة ثم انتقل بعد ذلك في غسل أحذية الناس وفي يوم من الأيام أعلن عن وظيفة راقية جداً وهي غسيل سيراميك سي ان ان إذاعة سي ان ان فقدم لها أحسن من غسيل الأحذية أكرمكم الله فدخل بعد ذلك إلى السي ان ان وعمل مغسلاً لسيراميكها ومنظفاً لأرضياتها وفي يوم من الأيام جاء الحدث الذي قفز بهذا الرجل حيث أن مذيع نشرة الأخبار على الهواء تأخر فلم يجد أحداً يلقي تلك النشرة فجاء مدير الإذاعة وقال اصعد إلى موسيقى إلى مكان نشره وألقاه فألقاه فإذا به مذيع مميز وليس ضفدع وهو يتقاضى اليوم في السنة عشرة ملايين دولارات راتب يعني سبعة وثلاثين مليون ريال يتقاضى هذا الرجل ناهيك عن نسبته في الإعلانات وغيرها في برامجه ولا يكاد ملكا من الملوك إلا قلة منهم إلا وقابله ذلك الرجل في برنامج في برنامج مشهور له أحيانا نحن للأسف الشديد تجد أننا نرضى ببعض العبارات ونعيش واقعنا على عبارات الناس لا لا ولكن المهم هو أن تصنع شيئا تثبت للناس بأن ذلك الواقع ليس بالصحيح تعجبني قصة حقيقية للشخص يقال له سعد الدين اليساري هذا الرجل كان ولد مشلول الجهة اليسار وكانت الجهة اليمنى ترتعش فذهب إلى أحد كبار الخطاطين في تركيا وقال له أريد أن أتعلم الخط على يديك هل تتصور أن رجل مشلول اليد اليسرى واليمنى ترتعش أن يكون خطاطا؟ قال مثلك يتعلم الخط؟ فطرده فذهب إلى شخص آخر يحسن الخط وقال أريد أن أتعلم الخط منك قال ومن يمنعك من تعلم الخط؟ وبدأ بتعليمه فأصبح من كبار الخطاطين في تركيا في الخط الكوفي وله ترجمها اليوم سعد الدين اليساري وكان رجلا نحيلا ضعيفا صغيرا قصيرا حتى إذا انتقل به الناس يضعونه في كيس وينتقلون به من مكان إلى مكان لكن انظروا إلى الهمة الشيء العجيب أنهم عملوا حفلا كبيرا عملوا حفل ودعوا إليه الخطاط الذي منعهم في البداية فقال لما رأى ذلك الخطاط بالخط الجميل وأرجو أن ترجعوا للترجمة قال لها شرف والله ضيعناه كان بالإمكان يكون هذا الشخص هو شيخ لهذا الخطاط الكبير لكنه شرف ضيعه هذا الشخص لذا يا أحبة الكرام نحتاج أن ننتبه إلى هذا الواقع الذي يعيش فيه الإنسان وأن لا يفرض هذا الواقع نفسه علينا مهما كانت فيه الظروف صعبة أو سمعنا فيه بعض العبارات أو غير ذلك وإنني أحذر الشباب خاصة الذين يعيشون في أسر فيها نوع من الأسى والألم وكثرة المشاكل أن يتجاوزوا مثل هذا الواقع وأن يصنعوا لأنفسهم مكانا رائعا وجميلا من أشياء التي تجمع بين أصحابي أو العوامل المشتركة بين أصحابي الطموح التجول بين مهن مختلفة الحياة أيها الإخوة ليست ثابتة وأولئك الذين لا يستطيعون تغيير حياتهم أمحى صنفين إما سكان المقابر أو المجانين أما العقلاء فهم يتجولون ولهذا كان أبو حنيفة في أول أمره تاجراً ثم بعد ذلك فقيهاً وفي الغالب أن الإنسان في أول حياته يفقد البوصلة ثم بعد ذلك تأتي إليه هذه البوصلة فتحدد وجهته كما قال النبي صلى الله عليه وسلم اعملوا فكل ميسر لما خلق له أحد الصحفيين المشهورين الآن كان طبيباً ثم تركها وذهب إلى الصحافة وأصبح صحفياً كبيراً لذا لا تنزعج إذا كنت تعمل بمهنة ترى أنها لا تناسبك خاصة إذا كنت تشعر بأنك قادر على تحقيق نجاح أكبر ادرس المهنة الأخرى التي ترغبها وتحبها دراسة وافية وألقي بنفسك في بحرها الأعمال تحتاج إلى نوع من المجازفة والطموح حتى تدخل في هذه الأشياء ولهذا نصيحة لكل شاب إذا كنت في مقتبل حياتك المهنية فاعطي لنفسك فرصة من أن تتحول في أكثر من مهنة حتى تجد نفسك في مهنة منها اعرف قدراتك ونقاط قوتك ثم حدد العمل المناسب من أسهل الطرق لمعرفة هل هذا العمل يناسبك أم لا هو مراقبة نفسك في الاهتمام بالتفاصيل فإن رأيت نفسك تهتم بالتفاصيل هذا الأمر وتحرص عليه فأعلم بأنك محب له بإذن الله تعالى أيها الإخوة الكراء أصحاب الطموح لهم صفات إذا توفرت فيهم أصبحوا من الناس المميزين والرائعين في هذه الحياة أول صفة من صفات أصحاب الطموح أن لهم وجه واحد لا يتلونون لأن من عاش بوجهين مات ولا وجه له والناس الذين يعيشون بوجهين يتعبون فكيف بالذي له ثلاثة أوجه وجههم في العمل وجههم في البيت وجههم في المسجد وجههم الرابع في مكان آخر كن صاحب وجه واحد ليكن لك رب واحد تفزع إليه جل جلاله هو الذي تعامله في بيتك وفي متجرك وفي كل مكان اتق الله حيثما كنت إلا أنه مع عدم التلون أنك تحتاج في بعض الأحيان أن تداري لكن لا تداهن لا تداهن وفرق كبير بين المدارات والمدارة المدارة أن تقدم شيئا من دينك لتحافظ على دينك والمدارة أن تقدم شيئا من دينك لتحافظ على دينك وهذا الخطأ الكبير والخطر الكبير والله المستعان يقول المثل الياباني استحيل الوقوف في هذا العالم دون الانحناء أحيانا لكن ليس انحناءا تموت بعده ثم تسقط لا تنحني وترجع إلى قوتك دار الناس لكن لا تداهن لا تداحنهم من الأشياء أيضاً أن أصحاب الطموح يعرفون ماذا يريدون وكيف يصلون أصحاب الطموح ليسوا أناس حوضويين لا يدرون أين يذهبون لا يكفي أن تجري يجب أن تصل أيضاً أما أن يجري الإنسان فكل طريق يوصل إلى ذلك المكان حدد وجهتك وعرف أين تذهب وتأمل في المشروع الكبير الذي تريد أن تعيشه أنت وأهلك أيضاً أصحاب الطموح أيها الإخوة أناس لهم مبادئ يحافظون عليها ويناضلون من أجلها ويموتون بسببها ولا يضحون أبدا بمبادئهم في هذه الدنيا يقولون في الحكم من هان عليه الحق هان على الحق هان هو على الحق سبحانه وتعالى والله لو وضع القمر في يميني والشمس في يساري على أن أترك هذا الدين طرفة عين ما تركته أو كما قال صلى الله عليه وسلم العظماء وأصحاب الطموح لا يقلدون لأن التقليد عندهم جريمة ورذيلة فلا تجدهم يلبسون ملابس غيرهم لأن ما صنع في الصين ليس بالضرورة أن يصلح للمسلمين بل قد يكون لأولئك القوم دون غيرهم في إحدى المناسبات استضاف أحد الرؤساء مجموعة من المزارعين فقال بعضهم لبعض نحن لا نحسن البروتوكول في داخل القصر للأكل فتعالوا نتفق فكل شيء يفعله ذلك الرئيس في أثناء طعامه نفعل مثله وقرروا هذا القرار فلما جلس الرئيس على رأس الطاولة والمزارعون على أطرافها على تلك الكراسي يمنة ويسرى هذا حصل أخذ الرئيس المنشفة ووضعها على فخذي ففعلوا مثله ثم أخذوا بعد ذلك الملعقة والشوكة أو السكينة وغير ذلك وفي نصف الطعام أخذ الرئيس صحنا ووضع فيه قطعا من الخبز ولمن ففعل المزارعون مثله فلما انتهى هو من اللبن وتلك القطع أخذ الصحن وعطاه لقطة كانت موجودة في الأسفل فبحث عندئذ في ذلك القصر عن قطة بعدد المزارعين لا يمكن أن تجد بعدها لا يرضى بالدون إلا دني وإذا كان أولئك يلبسون لباسا ليس بالضرورة أن يصلح لبنات المسلمين وأولادهم إن من العار أن تجد شابا في قمة شبابه وخلقه وعطائه ويلبس ملابسا لا تليق به أو بحال في رأسه أو نحو ذلك غابات الأمازون لو وضع فيه شيء تحتاج إلى الاستعانة بكوادر كثيرة حتى تصل لذلك الشيء أصحاب الطموح لا يحتقرون أنفسهم ولا يستصغرونها لا تحتقر نفسك أبداً بل أنت شخص لك شأن وإذا كان تفقد شيئاً فإن غيرك يفقد أشياء ولديك كنوز أيضاً في نفسك ولا تكون مثل ذلك الشخص الذي أراد أن يبيع بيته فوجد في ذلك البيت مواصفات كثيرة هو هو يبحث عنها ولهذا يقولون في الحكم الأسرية يقول للأم تأمل أن تجد لابنتها زوجا أفضل من أبيها ولكنها تؤمن بأن ولدها لن يجد زوجة كأمه صحيح؟ هذه صاحبة همة وطموح عالي أيضاً أصحاب الطموح لا يتحدثون عن أنفسهم بل أعمالهم تتحدث عنهم هناك ميزة كبيرة وميزة رائعة في أصحاب الطموح أنهم يعملون بهدوء بهدوء ليس بالضرورة أن يظهروا على الصفحات الأولى أو لقاءات في جرائد أو يكون لهم صفحة في الفيسبوك أو لهم موقع ليس بالضرورة لكنهم يكتبون اسمهم في قائمة الشرف بلا شك لهذا أيها الإخوة كان أحد المزارعين واقفا مع أطفاله الصغار الذين جاء بهم لأول مرة إلى مدينة الألعاب فلما سأل عن عدد عن قيمة تلك البطاقات بطاقات اللعب وجد أنها بمبلغ كبير ليس معه وهو رجل فقير وكان وراءه رجل غني فانتبه لهذا الأمر فأسقط مالا من جيبه وقال للرجل كأن هذا المبلغ سقط عنك أو سقط عليك فعرف هو السر وأخذ المبلغ وسدد عن أولاده ثم دخل بعد ذلك مدينة الألعاب ورجع ذلك الغني ولم يدخل اعمل بهدوء إذا أردت أن تعمل لابد أن تهدأ ليس بالضرورة أن يكونك صخب دائما الأصوات المرتفعة دليل على الفشل الهدوء الهدوء الذي يوصلك بإذن الله تعالى إلى نجاح مستمر لهذا يقول مصطفى السبائر رحمه الله تحدثك دائما عن نفسك دليل على أنك لا استواثق منها ويقول أحدهم ما عرفت أسخف من الذين يحفرون أسماءهم في الصخور ليخلدوا يأتون ببويا ويبدون بعد ذلك بكتابة على الصخور لا اكتب تاريخك بنفسك يمجدك الناس بعد ذلك أصحاب الطموح يحرصون على العلم والثقافة وبناء النفس والعقل ولذا يقولون في الحكم إن الله إذا استرذل قوماً أو عبداً زهده في العلم وهل رأيتم يوم ما كيساً فارغاً انتصب ووقف واقفاً أبداً إن الشخص الجاهل أيها الإخوة كالكيس الفارغ ولهذا يقول ابن الجوزي ومن أعظم مصائب الدنيا أن تجلس في مجلس لتحدث الناس فيه عن أشياء لا تحسن الحديث فيها ولذا لما يترجم الذهب لعالم من العلماء قال كان إماما في العربية مشاركا في بقية العلوم يعني عارفا بها عالما بخباياها ولهذا من يتقدم يتقادم ومن لا يتجدد يتبدد وكان ملك الفرس إذا غضب على عاقل حبسه مع جاهل لأن الجاهل الذي لا يعرف قدرك يدمرك و... يتمرك ويقتلك وفي بعض التفاسير في قوله تعالى لو عذبنه عذاباً شديداً قال أسجنه مع قوم لا يعرفون قدرة فالعلم أيها الإخوة نعمة من الله وتوفيق من الله وهو كما قال إمام أحمد عمائم يسقطها الله على رأس من يشاء فإذا أردت قمة الطموح وأول الطموح ووسط الطموح وأعلى الطموح فكن عالما احرص على العلم بطريقه وسبيله الذي سلكه من قبلك العلماء وأصبحوا أئمة فهل ترى نعود إلى أوطاننا فنسلم بإذن الله تعالى إذن احرص على العلم يا أخي الكريم وأيضا من الأشياء التي ننبه عليها في الألم قضية القراءة أن تكون لك قراءة يومية هذا عطاء مستمر لتنمية نفسك وذاتك لا بد من ساعة في اليوم تقرأ فيها مجموعة من الكتب المناسبة لك ومن الأشياء أيها الإخوة أن أصحاب الطموح لا ينسون الآخرة لا ينسون الآخرة شتم رجل عمر بن عبد العزيز فماذا رد عليه عمر؟ هل سبه وشتمه؟ لا بل قال له لو لا يوم القيامة لعجبتك لو لا يوم القيامة لأجبتك لله درك يا أبا عبد الملك على هذه الكلمة الرائعة التي فعلا هي درس لكل واحد مننا ألا ننسى الآخرة في حياتنا أصحاب الطموح يصبرون ويتلذذون بالصبر لماذا؟ لأنهم يعلمون أن العذاب في سبيل المجد عذبه وأنه لا بطل من غير جروح لا يمكن أن تجد بطلا إلا وقد جرح إما في قلبه أو في جسده أصحاب الطموح ينبذون الترف قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى كلما ترفها الجسد تعقدت الروح فانبذ هذا الترف الذي يعيشه بعض الناس وكما قال الإمام أحمد رحمه الله إنما هو طعام دون طعام فكم قتلنا الطعام أيها الأحلام وأصبح الإنسان له خمس وجبات أو ست وجبات فيه انظر للترف في النوم أيضا فالناس ينامون من بعد الفجر إلى الظهر ومن بعد الظهر إلى العصر قيلولة ومن بعد العصر إلى المغرب استرخاء ومن بعد المغرب إلى العشاء راحة مع الأهل وأكل شيء من المكسرات ثم بعد العشاء يستيقظون في تمام الساعة التاسعة أو العاشرة تصح عقولهم فيبدؤون بكبسها كبسا حتى تكبسهم كبسا أيضا ثم تذهبوا هذه الحياة وللأسف أفهذه حياة تعاش قيل لابن القيم أرأيت من يأكل في اليوم ثلاثا قال قولوا لأهله يعد له معلفا لأن هذا أكل أكل أكل إلى متى لا تأكلوا كثيراً فتشربوا كثيراً فتناموا كثيراً فتتحسروا يوم القيامة كثيراً أصحاب الطموح يحبون الخير للناس وليسوا حسده لأننا نجد بعض المميزين الذي هو مثلاً أول في الجامعة أو على مستوى أو في مدرسة أو نحو ذلك حاسد فيمنع المعلومات على الآخرين ويمنع الإضافات الموجودة على الكتب أن يعطيها لزملائه قيل لأعرابي قال له الأصمعين وجد أعرابياً معمراً فقال ما أطول عمرك يا عرابي قال تركت الحسد فبقيت تركت الحسد فبقيت عجب لبعض الناس لا تستمر حياتهم إلا بحسد الآخرين وأكلهم والحاسد بلا شك معارض لقدر الله جل وعلا معترض على قدر الله سبحانه وتعالى الأصحاب الطموح وناس متواضعون فالكبر والذل توأمان متلاصقان وإذا نفش أرديك ريشه سهل ندفع أما إذا كان مطمئناً متواضعاً فإنه لا ينتف ولهذا نجد أيها الإخوة أن الشجرة كلما زادت ثمرها كلما زادت زادت تواضعها وأيضاً أصحاب الطموح أيها الإخوة كرماء ما أجملتك العبارة التي تقول النجاح سلالم النجاح سلالم لا تستطيع أن تصعدها ويدك في جيبك هل رأيتم أحداً أيها الإخوة يصعد سلاً ويده في جيبه لذلك لا يمكن أن يكون إنسان صاحب طموح وبخيل علو في الحياة وفي الممأة لحق أنت إحدى المعجزات وهي من القصائد الرائعة التي سأحكي لكم قصتها في آخر كلمتنا في هذا اليوم بإذن الله تعالى لكنهم أصحاب الطموح عزيزون نفوس يقول أحد سلف فوات الحاجة خير من طلبها من غير أهلها وحصلت قصة للمهلب ابن أبي صفرة نسمعها إن شاء الله تعالى بعد الأذان وهي قصة جميلة رائعة بسم الله الرحمن الرحيم جاء رجل المهلب ابن أبي صفرة فقال له عندي لك حويجة شغلة بسيطة قال أطلب لها رجيلا أطلب لها رجيلا فالحوائج الكبار لها رجال من المؤمنين رجال صدقوا معاهد الله عليه في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه ويسبع له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله لذا أيها الأحبة فوات الحاجة حقا خير من طلبها من غير أهلها ويصفتهم في أصحاب الطموح بل إن أصحاب الطموح كما يقال يبتعدون عن موانع الطموح الخمسة ثمة موانع تمنع الإنسان من أن يصل إلى طموحه الأول الكسل الكسل أعوذ بك من العجز العجز والكسل يقول عطاء بن أبي رباح رحمه الله تعالى ورضي عنه عبارة من أجمل عبارات يقول لئن أرى في بيتي شيطانا خير لي من أن أرى وسادة تدعوني إلى النوم الكسل الذي نراه في النوم كثرته والشرب والأكل وغير ذلك وحب النساء لا يفلح عاشق فمن تعلق قلبه بالنساء أو تعلقت قلبها أو تعلق قلبها بالرجال لا يكادون يفلحون فإن العاشق يضيع عمره في البحث عن هذه المعشورة وفي شحن جواله وجوالها وفي العيش في هذا الشحن بدون شحن إيماني ويظل هو عائشا بين هذه الأمور والله المستعان وانحطاط الصحة ولذا المؤمن القوي حتى في بدنه واشتياق إلى الأوطان اشتاق الإنسان إلى وطنه لكن الغربة جزء أيضا من عطاء الإنسان وطموحه فكلما اغترب كلما ركز على عمل ما لو لا القضاء الذي لا بد مدركه والرزق يأكله الإنسان بالقدر ما كان مثلي في بغلان مسكنه ولا يمر بها إلا على سفره لا شك أن الغربة لها فائدة كبيرة خاصة إذا كان في مكان فيه علم وسعادة من الأشياء أيها الإخوة التي ينبغي أن يعتقدها أو ينتبه لها كل طموح لا تنتظر تقدير الآخرين لا القريب ولا البعيد إن الباحث عن رضا الجميع باحث عن الشقاء الداعي فإذا كنت تعرف نفسك فلا يضرك مدح الناس أو ذمهم قال سفيان رحمه الله من عرف نفسه لم يضره ما يقول الناس عنه مدحاً أو ذماً ولهذا يا أخي الكريم كفاك صراخاً وعويلاً لماذا لا يقدرون الناس؟ لماذا يصرون على التجاهل؟ اجعلهم يعترفون بك من خلال أعمالك قيل لأحد المناضلين السياسيين والذي انتصر على بريطانيا في إحدى الأعوام وأخرجهم من بلاده قيل له كيف يتعامل أعداؤك معك؟ أو كيف يتعامل الأعداء مع الإنسان فقال عبارة جميلة قال الأعداء في أول الأمر يتجاهلونك لا ينتبهون لك ولا يأبهون بك ثم ينتقدونك يبدأ بعد ذلك الحرب الكلامية ثم يحاربونك ثم تنجح تنجح والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبنا هل يمكن الإنسان قبل أن يبتلى؟ قال لا يمكن حتى يبتلى حسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتننا الذين من قبلهم فليعلمنا الله الذين صدقوا وليعلمنا الكاذبين الذين يدعون أشياء من الهموم الذي يريدون أن يعملونها وهم لا يعملون شيئا أيضا يا أخي استكمل المشوار حتى النهاية من الأشياء التي ينبغي أن يحرص عليها أصحاب الطموح استكمال المشوار حتى النهاية كثير من حالات الفشل كانت لأناس لم يعرفوا كم هم قريبون من النجاح عندما أقدموا على الاستسلام لم يكن بينهم وبين النجاح إلا شعاره إذا بدأت عملك فواصل فيه حتى النهاية ينهار الناس لأمرين الانبهار بالأضواء بعد إنجازات بسيطة ابتكر ابتكر واحد خرج في الجرائد وعملت له براءة اختراع فرضي بهذا الأمر لكن استمر ثم الأمر الثاني فقدان الأمل في غد أفضل وتأكد أن الصراع بين الماء والصخرة تكسبه في آخر الأمر من الماء وليس الصخرة من الأمور التي يتميز بها أصحاب الهمم العالية والطموح امتلاك روح البداية أهم شيء في الأعمال التي يطمح فيها الإنسان روح البداية الخطوة الأولى اكسر هذه الخطوة وتعد حاجزها وعلم بأنها سهلة فقط هي تريد همة في البداية ثم بعد ذلك يفتح الله عز وجل عليك شأناً وشئاً عجيباً في هذا الأمر ومن الأمور أحبة الكرام الإقدام فلا تسوف فإن التسويف رأس مال المفاليس ولا تتشاء ولا أيضا تيأس في حياتك وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم من أكبر الكبائر الإشراك بالله واليأس من روح الله وفي رواية والقنوط من رحمة الله تعالى أنت تتعامل مع الله الذي بيده ملكوت السماوات والأرض والذي يقول للشيء كن فيكون وهو الظاهر الذي ليس فوقه شيء وكل شيء في هذا الكون تحت أمره سبحانه وتعالى فقط أحسن الظن بالله تعالى أنا عند حسن ظن عبدي بي فليظن بي عبدي ما يشاء وابذل بعد ذلك ما ترجوه عند الله سبحانه وتعالى والتوجه إلى معاير الأمور وترك سفاسفها لم يعد هناك وقت للتوافق في هذه الحياة لقد ولّى فعلا زمن النوم زمن النوم يا خديجة ذهب الفراق فلا فراق لنا إلى يوم القيامة قد جاء شغل شاغل وعدمت عن طرق السلامة ولذا يا أخي الكريم لا تحزن لتفردك في الطريق فأهل السنة واحد ولو على رأسي جبل أسلك سبول الحق ولا تستوحش من قلة أهلها فإن أصحاب الطموح قلة إن إبراهيم كان وهو واحد إن إبراهيم كان أمة وكانوا يقولون في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم إن معاذا كان أم في الثلاثينات عمره وقال عنه النبي صلى الله عليه وسلم يأتي قبل العلماء برتوء يتقدمهم رضي الله تعالى عنه إمام نهل من نبع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا ولم يخرج منه إلا مرتويا قال لي صاحبي أرأك غريبا بين هذا الأنام دون خليلي قلت كلا بل الأنام غريب أنا في عالمي وهذا سبيلي سر في هذا الطريق لا تستوحش من قلة السالكين فيه حتى لو آذوك لأن كثيرا من الناس مثبتين وللأسف وكن متفائلا كما ذكرت لك كما قال الأول أعلل النفس بالآمال أرقبها ما أضيق العيش لو لا فسحة الأمان ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل ثم عاشر أصحاب الهمم العالية وطالع أخبارهم قداما ومعاصرين اقرأ في ترجمة عمر ذكى حاله كان يصلح الشايف في المكتب الظاهرية ثم أصبح عالما من علماء الشام وهو صانع شايف فقط وألف معجم المؤلفين ثمانية مجلدات وأعلام النساء خمسة مجلدات وغيرها من الكتب فما الذي يمنعك أن تكون شخصاً ذو شأن في هذه الحياة فقط حدد وجهتك وسأل الله عز وجل التوفيق ثم شيء آخر يا أخي الكريم هو أن تعرف بأن هذه الحياة صرع وأن من سبق لها هو الذي ينالها لأن سنة من الله تعالى أوصى أو أمر علي بن أبي طالب جنوده بأمر ما فرجع إليهم بعد فترة وقال أعملتم ما أمرتكم به قالوا لا قالوا والله لئن لم تفعلوا لا يسبقنكم إليه اليهود والنصارى إن الحياة يقول إخوة التي نعيشها اليوم صراع من سبق إلى شيء استطاع أن يكسبه ولو كان على باطل نحن أصحاب الحق من يفعل الأعمال الصالحة وينشرها ولا يتوقف نتيجة لإغلاق مكان دعوي أو منشط دعوي أو غير ذلك فالأبواب مفتوحة وإذا أوصد باب فتحت أبواب كثر خاصة في هذا الزمان أيها الإخوة ينبغي الإنسان أن لا يتوقف أبدا عن فعل الخير قال الشيخ شكرا عبد العزيز بن باز رحمة الله عليه فعند قلة الدعاة وكثرة المنكرات وغلبة الجهل كحالنا اليوم تكون الدعوة فرض عين على كل واحد بحسب طاقته فانتبهوا لهذه العبارة الجميلة أيها الإخوة لهذا يقول الشيخ عبد الرحمن السعدي ورحمه الله من أعان على الدين ولو بشطر كلمة وإنما الهلاك في ترك ما يقدر عليه العبد من الدعوة إلى هذا الدين تستطيع أن تفعل أشياء كثيرة فلا تكن يا أخي لا نفكر بأن الدعوة هي خطبة على منبر أو محاضرة أو حلقة أو غير ذلك أين أنت من نصيحة الفردية والكلمة القصيرة والمراسلة وكتابة المقالات والمشاركة في الندوات وكتابة القصص الهادفة والمشاركة في مكاتب الدعوة وإتقال لغة للدعوة بها وتأسيس قناة أو مجلة أو موقع أو تبزيع شريط أو كتيب أو نظم شعر في مناصرة الدعوة أو أعمال إغاثية أو بحوث تهم البلد أو تطوير الحلقات أو برامج للشباب أو برامج الأطفال أو برامج الفتيات المجال كبير ففجر طاقتك يا أخي واجعل هذه الطاقة في أعمال خير تنفع بها نفسك ودينك وأمتك وبلدك الذي تعيش فيه إذن لنحرص أيها الإخوة على معاشرة أصحاب الهمم العالية وقراءة في تراجمهم فإنها عز ولهذا يقول أبو حنيفة عبارة من أجمل ما تقرأ في قضية السير يقول قصص السابقين القصص جند من جنود الله تعالى لأنها ترفع همة الإنسان أنت في الناس تقاس بالذي اخترت خليلاً فاصحب الأخيار تعلو وتنال ذكراً جميلاً كلب أكرمكم الله صار له من الصيط الشيء الكثير لأنه صاحب أهل الكهف فكيف بمؤمنين وصاحب أخياراً ثم من الأشياء التي ينبغي أن ننتبه لها أن نحرص على إيماننا وأن نقوي إيماننا وعلاقتنا بالله إنك لن تنال السعادة ولا التوفيق في هذه الدنيا إلا إذا كان الله معك وإن السعادة الحقيقية هي الأنس بالله تعالى والقرب من الله سبحانه وتعالى عندئذ تجد التوفيق في كل شؤون حياتك إذا لم يكن عون من الله للفتاة فأول ما يجني عليه اجتهاده فإذا ما دخلت أو سألت الله عز وجل التوفيق فإنه عندئذ لا يخذلك سبحانه وتعالى ثم تقصص سريعة أذكرها ثم أذكر هذه القصة أو هذه القصيدة وأختم بها حديثي معكم بإذن الله تعالى يقول جعفر بن درستوي لاحظوا هذه الهمة العالية يقول كنا نأخذ المجلس في مجلس علي بن مديني وقت العصر اليوم لمجلس الغد يجلسون من العصر اليوم والصباح سيكون الدرس فنقعد طول الليل في المجلس مخافة أن لا نلحق من الغد موضع نسمع فيه ورأيت شيخا في المجلس يبول في طيلسانه ويدرج الطيلسان حتى فرغ مخافة أن يخذ مكانه إن قام للبول لهذه الدرجة وجاء شعبه إلى خالد الحذة فقال يا أبا منازل عندك حديث حدثني به وكان خالد مريضا قال له أنا مريض قال إنما هو حديث واحد فحدثه به فلما فرغ قال له شعبة موت إذا شئت المهم أن أخذنا هذا الحديث قال ابن أبي حاتم سمعت الموزن يقول قيل للشافع كيف شهوتك للعلم قال أسمع بالحرف أي بالكلمة مما لم أسمعه فتود أعضائي أن لها أسماع تتنعم بما تنعمت به الأذن انظر لأي فرحة وصلت لهذا الشخص قيل له كيف حرصك على العلم قال حرص الجموع المنوع في بلو وغلذته للماء فقيل له فكيف طلبوك للعلم قال طلب المرأة المضلة ولدها ليس لها غيره أي همة عندها الأرش ولذلك همه مروءة حتى كان يقول رحمه الله لو أن الماء البارد يخدش في مروءة ما شربته فكيف لو رأى من يلبس اليوم هذه الملابس والله المستعان أيضا هذا يحي بن معين خلف له أبوه ألف ألف درهم مليون فأنفقها كلها في طلب العلم حتى لم يبقى له نعل يلبسه نعنج يلبسه أما في الصدق أو ما أدراك من الصدق فهمة عالية أيضا لما نزل لن تنال بره حتى تنفقوا ما تحبون تبرع أبو طلحة بأحب بساتينه إليه وتبرع أبي بيرحاء وتبرع عبد الله بن عمر بأحب جواريه إليه وجاء أبو الدحداع لنبي صلى الله عليه وسلم فقال فداك أبي وأمي يا رسول الله إن الله يستقلقنا وهو غني عن القرض قال نعم إنه يريد أن يدخلكم الجنة قال فإني قد أقرت ربي قرضا يضمن لي به ولصبية الدحداحة معي الجنة قال نعم قال ناوني يدك يا رسول الله وقال له النبي صلى الله عليه وسلم يدهو فقال إن لي حديقتين إحداهما بالسافلة والأخرى بالعالية والله لا أملك غيرهما قد جعلتهما قرضا لله تعالى فقال النبي صلى الله عليه وسلم اجعل إحداها لله والأخرى دعها معيشة لك ولأيالك قال يا رسول الله فإني أشهدك أني قد جعلته خيرهما لله تعالى وهو بستان فيه ستمائة نخلة قال النبي صلى الله عليه وسلم إذن يجزيك الله به الجنة فانطلق أبو الدحداح حتى جاء أم الدحداح وهي مع صبيانها في الحديقة تدور تحت النخل فأنشأ يقول يقول لأم الدحداح وللصبية هداك ربي سبينا الرشاد إلى سبيل الخيال فخير زادي قدمه المرء إلى المعادي فقالت أم الدحداح ربح بيعك يا أبا الدحداح بارك الله لك فيما اشتريت ثم قالت له بشرك الله بخير وفرح مثلك أدى ما عليه ونصح قد متع الله عيالي ومنح بالحجوة السوداء والزهو البلح والعبد يسعى وله ما قد كدح طول الليالي وعليه ما اشترح ثم أقبلت أم الدحداح تقول الرواية على صبيانها تخرج ما في أفواههم من التمر وتنفض ما في أكمامهم حتى أفضل إلى الحائط الآخر فقال النبي صلى الله عليه وسلم كم من أذق رداح ودار فياح للجنة لأبي الدهدح رضي الله عنه والشخص مننا أيها الإخوة قبل أن يخرج مئة ريال يحتاج استخير مئة ركعة ونشوف البوك في ريالات خمسات عشرات مئات ها ونروح لوين او الريال لو نعطيه ونظن انه حرام يسارق هو وكل من وراءه وأما السائل فلا تنهر كان الشيخ محمد الشنقيط رحمه الله صاحب أضواء البيان إذا رأى مسكين أعطاه على أي حال كان مدام رجل يسأل لذا يا أحبة الكرم لنكن كرماء في كل شيء على أنفسنا بالطموح والهمة العالية ولهذا الشاعر يقول تعود بسط الكف حتى لو أنه ثناها لقبض لم تجيبه أنامل لو أردت أن يثنيها أنامل ما تجيبه تراه إذا ما جئته متهللا كأنك تعطيه الذي أنت سائله هو البحر من أي النواحي أتيته فلجته المعروف والبحر ساحله ولو لم يكن في كفه غير روحه لجاد بها فليتق الله سائله لهذه الدرجة هذا الإنسان كريم أما أختم لكم أيها الإخوة بهذه القصيدة الجميلة الرائعة كان رجل كريم صاحب طموح وهمة عالية فغضب عليه الخليفة فماذا فعل قتله وصلبه في وسط المدينة ووضعه مصلوبا فمر به شاعر من الشعراء تذكر مجد هذا الرجل وعزه فألقى فيه قصيدة قال الخليفة ليت القصيدة قيلت فيي وأنا المصلوب فماذا قال فيه؟ قال فيه علو في الحياة وفي الممات لحق أنت إحدى المعجزات كأن الناس حولك حين قاموا وفودنا داك أيام الصلاة كأنك قائم فيهم خطيبا وكلهم قيام للصلاة مددت يديك نحوهم احتفاءا كمدهما إليهم بالهبات ولما ضاق بطنك الأرض عن أن يضمع علاك من بعد الوفاة أصار الجو قبرك واستعاضوا على الأكفان الثوبة السافيات لعظمك في النفوس لأنك رجل عظيم لعظمك في النفوس تبيت ترعى بحراس وحفاظ في وتوقد حولك النيران ليلا كذلك كنت أيام الحيات ولم أرى قبل جدعك قط جدعا تمكن من عناق المكرمات الجدع الذي كان إليه أسأت إلى النوائب كان إذا جاء إنسان عنده نائبة يفك عنه تلك النائبة أسأت إلى النوائب فاستثارت فأنت قتيل ثأر النائبات وصير دهرك الإحسان فيه إلينا من عظيم السيئات وكنت لمعشر سعدا فلما مضيت تفرق بالمنحسات غليل بعض لك في فؤادي يخفف بالدموع الجاريات ولو أني قدرت على قيام بفرضك والحقوق الواجبات ملأت الأرض من نظم القوافي وبحت بها خلاف النائحات ولكني أصبر عنك نفسي مخافة أن أعد من الجنات وما لك تربة فأقول تسقى لأنك نصب هطل الهاطلات ما لك تربة لكن يأتي عليك المطر وما لك تربة فأقول تسقى لأنك نصب هطل الهاطلات عليك تحية الرحمن تترى برحمات غواد رائحات قال ليتها قيلت فيه وأنا المصنوب عز في الدنيا وشرف حتى بعد ماته إذن يا أحبة الكرام يا أيها الشاب يا أيها الشيخ يا أيها الرجل يا أيها المرأة يا أيها المسلم لا تتأخر فلم يعد هناك وقت للتأخر دعك من أحلام اليقظة فالمخفقون في حياتهم أكثر الناس خيانا فهم يبدعون أنهم قادرون على جلاء الأعمال وأنهم ستحفون الناس بكتاب جديد أو اقتراء عظيم وأنهم يملكون من قدراته والمواهب ما لا يملكهم غيرهم احلم ولكن عش بهذه الاحلام على أرض الواقع وضع خطتك وسر لا تشعر نفسك بالنقص فليس أكثر تدمير للإنسان من الفقر المعنوي ليس هناك شخص ناقص هناك شخص أقل من شخص في جانب معين أو مهارة لا تحزن على ما فات وانظر إلى المستقبل نظرة تفاؤل وبناء فما بقي فيه خير كبير لحياتك لا تنتظر ساعة الصفاء فكثير من الناس يؤخرون كثيرا من أعمالهم بانتظار الساعة الفارغة تماما والظروف الخيالية واللحظات الخالية من أي عمل وهذه الأسف قليلة الحصول وإن حصلت فلفترة وجيزة جدا ولكن الصحيح هو العمل ولو كان نسخ ساعة فيا أحبة الكرام الجنة تنتظرنا جميعا فلا نفرض في أي لحظة وفي أي عمل وفي أي فرصة يمكن أن نصعد من خلال هذه الفرصة درجة من درجات الجنة فالجنة درجات والسعيد من حرص على الفردوس الأعلى اللهم فارزقنا الفردوس الأعلى يا رب العالمين اللهم ارزقنا الفردوس الأعلى اللهم اجعلنا يا رب العالمين من الموفقين لكل خير اللهم استعملنا في طاعتك يا ذا الجلال والإكرام اللهم افتح لنا أبواب خيرك وفضلك يا رب العالمين اللهم افتح لنا أبواب فضلك وخيرك يا ذا الجلال والإكرام اللهم إنا نسألك أن تجعل المسلمين في كل مكان من كل هم من فرجة ومن كل ضيق مخرجة ومن كل بلاء عافية اللهم يا رب وفق شباب المسلمين حبب إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم وكره إليهم الكفر والفسوق والعصيان اللهم وفقهم لكل خير واجعلهم هداة مهتدين غير ظالين ولا مظلين اللهم أصلح لنا أزواجنا وذرياتنا واجعلنا للمتقين إماما يا رب العالمين والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد