Transcript for:
أهمية صلة الرحم وآثارها السلبية

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغره ونعوذ بالله من شرر أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده نشهد أنه يحفظنا ويحفظنا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن تمسك بسنته واهتدى بهديه إلى يوم الدين أما بعد فإن أصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدع وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار وبعد فأوصيكم ونفسي بتقوى الله يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولتموتن إلا وأنتم مسلمون عباد الله صفة من أعظم صفات النبلاء وخلق من أنبل أخلاق المتقين تخلق بها نبينا صلى الله عليه وسلم قبل أن يوحى إليه وزادها بعد أن بعث بالرسالة تعظيما وتشريفا هي من أزكى الصفات وإهمالها عاقبته حسرة وندامة وتركها موجب للعقوبة الربانية العاجلة والآجلة العمل بهذه الصفة والحرص عليها يطيل الأعمار ويبارك في الأرزاق ويملأ الحياة سعادة وهناء ويعطر تغفر الذكرى بعد مفارقة الدنيا بحسن الثناء وخالص الدعاء فعل هذه الصفة رفعة والتخلق بها منقبه تملأ قلوب الناس لك حبا وتزيدك من مولاك قربا إنها صلة الرحم من هم الأرحام المقصود بهم في النصوص الشرعية؟ الجواب هم من لك بهم صلة قرابة من جهة أبيك أو أمك ولذا فإن أعظمهم حقا الوالدان نذكر ذلك لأن البعض يخلط بين الأرحام والأصحار أقارب الزوج والزوجة على أن لكل حقوقه إلا أن الأرحام حقهم أعظم بكثير صلة الرحم من شعارات الإيمان بالله واليوم الآخر قال النبي صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه صلة الرحم سبب ��زيادة العمر وبركته وبسط الرزق يقول النبي صلى الله عليه وسلم من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه ويقول عليه الصلاة والسلام صلة الأرحام وحسن الجوار وحسن الخلق يعمرنا الديار ويزدن في الأعمار إخوة الإيمان إن صلة الرحم تجلب صلة الله للواصل يقول النبي عليه الصلاة والسلام إن الله تعالى خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت هذا مقام العائل بك من أجل قال نعم أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك قالت بلى قال فذلك لك ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأوا إن شئتم فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعطهم وما أعمى أبصارهم صلة الرحم من أعظم أسباب دخول الجنة أتى رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار فقال النبي صلى الله عليه وسلم تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم شكرا صلة الرحم رفعة وعزة للواصل لأن صلة الأرحام من مظاهر التواضع ومن تواضع لله رفعه فالإنسان إذا وصل أقاربه أكرموه وأعزوه وأجلوه وسودوه وكانوا عوناً له عباد الله وكما أن صلة الرحم لها الفضائل المتعددة الكثيرة فإنه بالمقابل قطيعتها فيها الخسارة العظيمة في الدنيا والآخرة ومما يدل على خطورة قطيعة الرحم قول النبي صلى الله عليه وسلم إن أعمال بني آدم تعرض كل خميس ليلة الجمعة فلا يقبل عمل قاطع رحم وقطيعة الرحم سبب لحرمان الجنة يقول النبي صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة قاطع يعني قاطع رحم سائل يسأل كيف أعرف أني أصل رحمي أقارب أبي وأمي الجواب انظر انظر إلى نصيبك من مظاهر صلة الرحم الكثيرة والتي منها بذل الخير لهم وكف الشر عنهم وعيادة مريضهم ومواساة فقيرهم وإتحاف غنيهم بالهدية ونحوها ونفع وإرشاد ظالهم وتعليم جاهلهم وزيارتهم والتواصل معهم والفرح لفرحهم وتهنيئتهم بسرورهم ومواساتهم في مصائبهم وأحزانهم وتفقد أحوالهم وحفظهم في غيبتهم وتوقير كبيرهم ورحمة صغيرهم والصبر على أذاهم وحسن صحبتهم والنصح لهم إباد الله إن لقطيعة الرحم والتقصير في حقهم مظاهر عديدة فمن الناس من لا يعرف بعض قرابته لا بزيارة ولا بخلق ولا بجاه ولا بمال وقد تنضي الشهور والأعوام ولا يتودد إليهم بصلة ومن الناس من لا يشارك بعض أقاربه حتى في أفراحهم وأتراحهم ولا يحسن إلى محتاجهم بل تراه يقدم غيرهم عليهم ومن الناس من يقدم زوجته وصديقه على والديه ومن الناس من يقدم زوجته وصديقه على والديه ومن الناس من يصل أقاربه إن وصلوه ويقطعهم إن قطعوه وهذا في الحقيقة ليس بواصل إذ الواصل حقيقة هو الذي يصل قرابته لله سواء وصلوه أم قطعوه ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها جعلنا الله من ملائك من المواصلين لأرحامنا أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم ولي سائر المسلمين الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبرك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين أما بعد فيا عباد الله إن لقطيعة الرحم أسباب متعددة نذكر في هذا المقام أهمها لنحذر منها ونحذر أولها الجهل بعظم حق الأرحام أقاربك من جهة أبيك وأمك والجهل بعواقب القطيعة في الدنيا والآخرة ثانيا ضعف تقوى الله فالذي لا يخاف الله واليوم الآخر فإنه ربما وقع في القطيعة ولا يبالي ثالثا الكبر فبعض الناس إذا نال منصبا أو حاز رتبة أو صار ذا مال تكبر على أقاربه وأنف من زيارتهم بحيث يرى أنه هو أولى بأن يزار ويؤتى ولا شك أن هذا من الكبر والتأكيد تعالي على الناس وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر رابعا عدم الصبر وعدم التجاوز عن زلات الطرف الآخر فإن التدقيق والمحاسبة على جميع التصرفات متعب للنفس ممرض لها فوق أنه يفقدك علاقاتك الجيدة مع الآخرين خامسا قلة الاهتمام من البعض بمن يزوره فمن الناس من إذا زارهم قريبه لم يبدله مزيد اهتمام ولم يصغ إلى حديثه ولم يستقبله على الوجه الحسن فربما أن ذلك يجعل الزائر يشك في محبتكم لهم وتقديركم لزيارتهم مما يحمد الزائر إلى قلة الزيارة تقبلا وربما إلى انعدامها سادسا ومن أسباب القطيعة الشح والبخل ويذكر من كان كذلك بأن بذل المال للرحم سبيل للبركة في المال كما يذكر بأن أوجه الصلة كثيرة وليست بالمال فقط ومن أعظمها طلاقة الوجه والكلام الجميل سابعا التقارب في المساكن بين الأقارب فربما أورث ذلك نفرة وقطيعة من الأقارب إذا تقارب الأقارب وأمورهم حسنة فحسن على حسن لكن إذا دب شيء من الأمور بسبب كثرة الاحتكاك فإن ذلك قد يورث شيئا من النفرة والقطيعة بسبب كثرة الاحتكاك والقيل والقال وقد روي عن أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه أنه قال مروا ذوي القرابات أن يتزاوروا ولا يتجاوروا ثامنا كثرة المزاح مع عدم مراعاة مشاعر الآخرين فلربما خرجت كلمة جارحة من شخص فأورثت للآخر ألما في نفسه وربما أفضى ذلك إلى المنازعة يقول جل وعلا وقل لعبادي يقول التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا تاسعا ومن أسباب القطيعة الوشاية والنميمة والنميمة والإصغاء إلى أهلها أهل النميمة وربما أن هذا الذي ينقل الكلام صادقا والأصل في النميمة أنها صدق لكنها تورث الإفساد ذلك يوغر الصدور ويورث التشاحن والتقاطع وهذه الوشاية التي سمها النبي صلى الله عليه وسلم الحالقة التي تحرق الدين فليحذر منها ومن أهلها عاشرا مع وجود زوجات مباركات يعن على صلة الأرحام فإنه يوجد أيضا سيئات الخلق مع أقارب زوجها فبعض الناس يبتلى بزوجة سيئة الخلق لا تحتمل أحدا من أرحام زوجها وأقاربه فلا تزال تتأفف من قرابته وتنفره منهم حتى تقطعه عن أهله وذويه وقد توصله إلى العقوق ومعصية الوالدين والعياذ بالله والواجب على الزوج والواجب على الزوج إذا أحس تنافرا بين زوجته وبين زوجته بين قرابته ألا يؤثر ذلك عليه الحادي عشر عدم فهم حقيقة الصلة وأنها ليست المكافأة بل الواصل الصادق الذي يتحمل قرابته الذين يقطعونه فلا يقطعهم بل ويقابل الإساءة بالإحسان أتى رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إنني قرابة أصلهم ويقطعونني وأحسن إليهم ويسيئون إلي نعم وأحلم عنهم ويجهلون علي فقال النبي صلى الله عليه وسلم لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك فيا عباد الله اتقوا الله تعالى وصلوا أرحامكم واحذروا أسباب قطيعتهم واستحضروا دائما ما أعد الله للواصلين من الثواب وما أعده للقاطعين من العقاب وقلت لهم وكونوا من أهل الصفح والعفو والكرم وادفعوا بالتي هي أحسن وكونوا من الصالحين والمصلحين لعلكم تفلحون اللهم ألف بين قلوبنا اللهم ألف بين قلوبنا اللهم ألف بين قلوبنا اللهم أصلح ذات بيننا اللهم أصلح ذات بيننا اللهم أصلح ذات بيننا اللهم وفقنا لهداك واجعل عملنا في رضاك اللهم وفقنا لهداك واجعل عملنا في رضاك اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعا وأرنا الباطل باطلا وسقنا اجتنابا اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل ونعود بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل اللهم اغفر لنا ولوالدين ولجميع المسلمين اللهم اغفر لنا ولوالدين ولجميع المسلمين اللهم اغفر لنا ولوالدين ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننا من الخاسرين ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة ومقن عذاب النار وصلِّ اللهم وسلِّم وبارِك على نبينا محمد