Transcript for:
أحكام الطهارة الحدثية في الإسلام

على بركة الله نشرع في التعرف على أحكام الطهارة الحدثية نحن في شروط الصلاة ومن بين شروط الصلاة الطهارة والطهارة تنقسم إلى طهارة حدثية وطهارة خبثية كما تعرفنا قبل قليل الطهارة الحدثية لا ترتفع إلا بالماء لذلك ناسب أن يتحدث الفقهاء عن أقسام المياه لأن المياه ليست على نوع واحد وليست بناء على ذلك على حكم واحد المياه أولا الموجودة على وجه الأرض لها مصادر إما أن تكون نازلة من السماء وإما أن تكون نابعة من الأرض وإما أن تكون جارية على وجه الأرض النازل من السماء إما أن يكون مطرا أو ثلجا أو جليدا أو ندا متجمعا والنابع من الأرض إما أن يكون من الآبار أو من المياه الجوفية عموما والجاري على الأرض إما أن يكون من أنهارها وبحيراتها وكذلك أن يكون من البحار الماء له ثلاثة أوصاف لونه وطعمه وريحه هذه الأوصاف الثلاثة هي التي سنحكم على هذا الماء بأنه متغير أو غير متغير ما الحكم هذا سيأتي بعد قليل لكن ما هو المعيار الذي نحكم به على الماء أنه تغير فإذا تغير تغير حكمه بناء على تغير أوصافه تغير حكمه هي هذه الأوصاف الثلاثة لأن الماء كما يعرفه العلماء جوهر لطيف سيئ لا لون له ولا طعم ولا رائحة الماء على قسمين في مشجرتنا هذه وللفقه تقسيمات أخرى لكن الآن نتعرف على هذين القسمين إما أن يكون الماء طهورا الطهور أو طهور هذه صيغة مبالغة هذه صيغة مبالغة في اللغة تعني أن الماء طاهر في نفسه ومطهر لغيره ويعرفه علماؤنا بأنه ما صدق عليه اسم ماء بلا قيد وما صدق عليه اسم الماء بلا قيد يعني نحن الآن نقول في ماء الأنهار مثلاً أو ماء الأبار نقول أعطني ماء ولا نقول أعطني ماء بحر أو ماء نهر أو ماء بئر هذا القيد المتعلق بالمكان غالباً يفارق الماء ولا يلازمه بخلاف مثلاً ماء البطيخ أو ماء الزهر أو ماء الورد أو ماء مثلا طلع النخيل هذا غالبا يبقى الوصف أو هذا القيد ملازما للماء فالماء الطهور هو ما صدق عليه اسم الماء بلا قيد يعني بلا قيد يلازمه والقيد الذي يلازمه غير القيد المكاني فلذلك القيود المكاني غالبا تفارق الماء هذا الماء طهور ما معنى طهور يعني أنه يجوز استعماله مطلقا ما معنى مطلقا يعني يجوز استعماله في العبادات ويجوز استعماله في العادات يجوز استعماله في العبادات يعني أنه يجوز لك أن ترفع به الحدث الأصغر والأكبر وأن تزيل به النجاسة ويجوز كذلك أن تدخله المسجد ويجوز كذلك أن تشربه وأن تطبخه وأن تبيعه هذا يجوز استعماله مطلقا وهو الماء الطهور ما هو الماء الطهور هو الباقي على أصافه التي ذكرتها قبل قليل إذا كان مصدره من السماء بأن يكون باق على أوصافه يعني لم تتغير أحد صفاته الثلاثة وإما أن يكون متغيراً نعم تغيرت أحد أوصافه الثلاثة لكنه تغير بما لا يضره أو كما يعبر العلماء بما لا يفارقه غالباً أو بما يعسر الاحتراز من كمقره بأن يكون تغير بالمقر الذي نزل فيه واستقر فيه كأن يكون نزل في أرض ملحية مثلا أو أرض ترابية في الصحراء فهذا الماء بطبيعة الحال سيتغير بهذا المقر أو ممره نزل على جبل وعلى سفح الجبل أشجاء وعلى أثناء نزوله من الجبل هناك أزهار هناك أشجار هناك صخور هناك معادن تغير بها طعم الماء أو لونه أو رائحته أو بسبب طول مكثه تخزينه في الخزان في أدوات بلاستيكية في جرة في أي شيء من الأشياء التي يخزن فيها الماء أو بمتولد منه تغير بمتولد منه كالطحلو بمثلا الآن لاحظوا أن هذه الأشياء أعطاها الفقهاء حكم الطهور أو أن تغير الماء بهذه الأشياء لا يسلب الماء طهوريته نعم يقول الفقهاء نعم تغير نعم رأينا أن أحد أوصافه الثلاثة تغيرت لكنها لما كانت هناك هذه الأشياء هذه الأشياء مما يعسر الاحتراز من لا ينفك عنها الماء مثل الأشياء التي حتى تلقيها الريح مثلا في الآبار والتراب وغير ذلك هذا لا يمكن أن يحترز من لذلك هذا لا يغير حكم الماء لاحظوا أنه نعم تغير لكنه ألحق بغير المتغير حتى نصنف الحكم تصنيفا دقيقا وهناك ماء نعم هو طهور لاحظوا أننا نصفه بأنه طهور لكن له حكم يسمى مكروه هذا الماء يكره استعماله في العبادات مع وجود غيره لماذا كان هذا الماء مكروه؟ سأبين ذلك بعد قليل هذا الماء المكروه إما أن يكون أصلاً مستعملاً في رفع الحدث لاحظوا أنه لم يتغير أو لم تتغير أحد أصافه الثلاثة لكنه مكروه إما أن يكون هذا الماء أصلاً مستعملاً في رفع الحدث يعني أنه توضئ به مثلا من قبل أو أن يكون هذا الماء قليلا في نجاسة سقطت عليه قليلا لم تغير سيأتينا إن شاء الله تعالى لاحقا بعد قليل ما يتغير به الماء إذا تغيرت أحد أوصافه الثلاثة بطاهر سيكون طاهرا وهذا واضح تغيرت أحد أوصافه الثلاثة بنجس سقط دم أو بول أجلكم الله على ماء فغيره هل نحكم بهذا الماء بماذا سنحكم على هذا الماء سنحكم عليه بأنه نجس لأنه تغير طيب هذا واضح إذا تغير تحدي وأصاف الماء ماذا إذا سقطت نجاسة قليلة في ماء قليل سقطت نجاسة قليلة في ماء قليل ولم تغير لو غيرته تغير حكم الماء وانتهى النقاش لكنها سقطت هذه النجاسة القليلة في ماء قليل ولم تغير نقول بأن هذا الماء مكروه كذلك من الماء المكروه الماء اليسير الماء القليل طبعا الماء اليسير يحده فقهاؤنا بعانية الوضوء وعانية الغسل وولغ فيه كلب فهذا الماء كذلك مكروه لماذا نقول ها هنا مكروه لأن لعاب الكلب عندنا في المذهب المالك طاهر وهذا سيأتينا إن شاء الله تعالى لاحقا ونتعرف على حكمه لا نستعجل أو كما يقال لا نستبق الأحداث حتى لا تختلط عندنا الأحكام في قبل أو قبل مواضعها كذلك من الماء المكروه الماء المشمس بقطر حار يعني في قطر حار كالبلدان الحارة بخلاف البلدان يعني غير الحر وهذا إذا كان في معدن كالقصدير أو النحاس أما إذا كان مشمسا في فخار فإنه لا يكره وهذه الكراهة طبية كما يقول علماؤنا يعني لعلة طبية هذا الماء المكروه يكره إذا وجد غيره يعني أنا عندي ماء مستعمل في رف الحلث وعندي ماء أصلا غير مستعمل ماء طهور الماء الآن المستعمل في رف الحلث نحكم عليه بأنه مكروه نحكم عليه من حيث الحكم الشرعي وإلا فوصفه هو طهور لأنه لم تتغير أوصافه بما يغير حكم الماء من طهور إلى غيره لكن لو لم يكن لدي إلا هذا الماء مستعمل في رفع حدث قليل سقطت فيه نجاسة قليلا لم تغير هذا إذن يبقى ترتفع أو يرتفع حكم الكراهة عنه بسبب عدم وجود غيره لكن مع وجود غيره يكون هذا الماء مكروها القسم الثاني من أقسام المياه هو غير الطهور هذا الماء لاحظوا غير طهور ما هو وصفه سيأتي بعد قليل أو ما يعني أنواعه كيف غير طهور؟ تغير أحد أوصافه الثلاثة بما ينفك عنه غالبا قبل قليل رأينا في الماء الطهور بأنه إما أن يكون باقا على أوصافه أو أنه متغير بما لا يضره كما ذكرت بما لا ينفك عنه غالبا أو بما يعسر الاحتراز منه فهذا إذا تغير أحد أوصاف الماء الثلاثة اللون الطعم الريح بما ينفك عنه غالبا فإما أن يتغير بطاهر فهذا إذن سيعطيه حكم الطاهر لاحظوا أن هناك فرق بين طهور وطاهر طهور في نفسه مطاهر لغيره الطاهر هذا طاهر في نفسه غير مطاهر لغيره فهذا يجوز استعماله في العادات دون العبادات تأكل تشرب تعجن تخبز به نعم يجوز لا كذلك لكن لا تستعمله في العبادات يعني لا في وضوء ولا في غسل ولا في إزالة النجاسة وإما أن يكون هذا الماء متغيرا بنجس فلا يجوز استعماله لا في العادات ولا في العبادات ما هي النجسات ستأتينا وما هي الطاهرات ستأتينا الدرس المقبل سيكون عن الأعيان الطاهرة والأعيان النجسة لكن ها هنا نثبت الحكم العام بأنه إذا تغير بطاهر صار هذا الماء طاهرا وإذا تغير بنجس صار هذا الماء نجسا