Transcript for:
اغتيال دانيال إسعيل راجوبة

في يوم من أيام شهر غسطس سنة 1991 وتحديدا في واحد من مصانع اللحوم في مدينة برشلونة في أسبانيا كان المصنع في اليوم ده بينفس بعض أعمال التوسعة في التلاجات أو المبردات فالعمال وأثناء عملية الحفر تفاجأوا بحاجة غريبة وبشعة جدا وهي أنهم لقوا جثة رجل متحللة تماما أو بمعنى أصح هيكل عظمي طبعا الشرطة جت وأخذوا الجثة معاهم عشان يحللوها ويعملوا تحرياتهم وإجراءاتهم اللازمة الغريب في الموضوع أن الجثة ما كانش فيها أي علامة تدل على أن الضحية تعرضت للتعذيب يعني ما كانش فيه أثر لضربة أو طعنة أو كسر لأي جزء من أجزاء الجسم أما بشاعة المنظر هي أن الجثة كانت مقيدة اليدين والقدمين وكانت عظام الفك مفتوحة على الآخر وده بيدل على ان الضحية كان بيصرخ بمنتهى القوة أثناء تنفيذ الجريمة الشرطة لما بدأت تفتش هدومه أو بمعنى أصح المتبقي من هدومه تفجأوا ان مفيش اي حاجة تدل على شخصيته فالموضوع ازداد غرابة وتحاول لحد ما واحد من الزباط تفاجأ بحاجة غريبة جدا جدا وهو بيفحص الحزاء الخاص بالجسد وهو بيشيل الفرش اللي موجود أعزاكم الله في أرضية الحزاء تفاجأ أن فيه ورقة صغيرة جدا مكتوب عليها كلام وملفوفة ومحطوطة بطريقة في منتهى الزكاة ولما فحص الورقة لقى مكتوب فيها الآتي إذا وجدتوني قتيلا فقد قتلني الموساد دانيال سعيل إعراق يهودي زوجتي مازيل روما AFT 2-7-0 الشرطة الإسبانية أول ما شافوا الرموز دي فهموا على طول إنهم لحد من طرف الضحية فاخدوا بعضهم وراحوا فعلاً على العنوان اللي موجود في الورقة أول ما وصلوا هناك اكتشفوا إن الإسم اللي موجود في الورقة هي زوجة القتيل وقالت إن جزها اختفى في ظروف غمضة تماماً وما تعرفش عنه أي حاجة من أكتر من خمس سنين وخلال التحقيق أدلت بتفاصيل في منتهى الخطورة والحقيقة أن التفاصيل دي ما كانت إلا فضيحة فضيحة مقتل وتصفية ضابط المساد اليهود العراقي دانيال إسعيل راجوبة ونبتدي منين الحكاية نبتديها من سنة 1934 وتحديدا من مدينة الصدر في شرق بغداد بيتولد الطفل دانيال إسعيل راجوبة اتولد لأسرة يهودية الديانة من يهود العراق وكان والده بيمتلك مصنع صغير كده أو ورشة صغيرة لدباغة الجلود وكانت أمورهم المادية متوسطة ولكن كان ماشي الحق دانيال من طفولته كان حريص على أنه يستكمل تعليمه ودقوب في طلب العلم وكان بيتميز وسط أقرانه بأنه حاد الزكاء كان من صغره عنده طموح كبير جدا وأنه يبقى صاحب مكانة ونفوز كبير في المجتمع لما وصل لسن 14 سنة حصل بقى خلال الفترة دي النكبة الفلسطينية قامت حرب 48 ما بين اليهود والعرب وانتشر ما يعرف باسم قيام الدولة العبرية وكانوا اليهود بيسعوا بكل قوتهم ويدخوا ملايين الدولارات في سبيل هجرة اليهود لفلسطين المحتلة واتبعوا كل الطرق والأساليب اللي ممكن تتخيلها سواء بالطرهيب او بالطرغيب ونشروا كلابهم وجواسسهم تقريبا في كل الدور العربية وعملوا جمعيات وتنظيمات سرية هدفها الاول هجرة اليهود طبعا في البداية ما كانش كل اليهود عايزين يهجروا ويسيبوا الاراضي اللي تربوا وعاشوا فيها فكان في كتير منهم رفضين اصلا فكرة الهجرة لفلسطين لكن الصهينة بقى يسيبوهم في حالهم طبعا لا فبدأوا الصهينة يلجأوا الاسلوب الطرهيب والتخويف وده بالزعر جوه قلوب اليهود اللي رفضين الهجرة لفلسطين وبقوا يجندوا ويزرعوا شبكات هدفهم استهداف اليهود اللي زيهم ونشروا شائعات ان اللي بيستهدفهم هم الحكومات العربية عشان بقى اليهود يخافوا ويبقوا مجبرين على الهجرة واسمح لأضيف لحضرتك معلومة صغيرة كان من ضمن الشبكات التخريبية اللي استهدفت أماكن كتير جدا في العراق وتسببت في مقتل العشرات من اليهود كانوا شبكة مكونين من تسعة يهود يعني كانوا بيستهدفوا اليهود اللي زيهم تم ضبطهم واتقبض عليهم في العراق كان الكلام ده سنة 1958 وتم تنفيذ الحكم عليهم يوم 27 يناير سنة 1959 وكان التنفيذ في ساحة التحرير وفضلوا معلقين في المشانق عشان الناس كلهم يشوفوهم ويعرفوا الحقيقة المهم نرجع بقى لدنيال دنيال لما وصل سنه 17 سنة وتحديدا سنة 1951 فجي أبوه قال لهم كفاية علينا لحد كده في العراق احنا بقى نهاجر لأرض المعاد هناك الحرية وهناك الديمقراطية وابننا هيحقق أحلامه وطموحه وقام جاي واخد عياله بمراته ومهاجر عن طريق البحر لحد ما وصلوا لميناء حيفا ومن اللحظة الأولى اللي حطوا رجليهم في الميناء بدأت الكارثة والصدمة بالنسبة لهم لقاهم عاملين مجال كان مخصص لليهود الأوروبيين وبيعملوهم معاملة خاصة في منتهى الأدب أما اليهود العرب فتفاجأ إنهم عملن لهم خيم ورمينهم كده أعزاكم الله زي المواشي وزعوهم بعد كده بقى على مناطق سكنية من أقدر وأردق ما يكون يعني أعزاكم الله أماكن الكلاب ما ترضاش تعيش فيها وكان نصبهم إنهم يعودوا في سكن في شارع اسمه شارع يافيت خلف المستشفى الفرنساوي دانيالو زي ما قلت لحضرتك في البداية كان دقوب في طلب العلم وعايز يكمل تعليمه أول ما راح هناك حاول أنه يلتحق في أي جامعة أو أي كلية في تعليم جامعي ولكن كان الموضوع بالنسبة له صعب جدا والسبب لأنه يهودي عربي وعشان كده ما لقاش قدامه أي فرصة غير أنه يلتحق في معهد صناعي دخل معهد صناعي قسم إلكترونيات واستمر في المعهد لحد ما خلص دراسته وأول ما خلص اتوظف في واحد من المصانع اللي موجود في بتيام جنوب تل أبيب اتوظف بوظيفة فن إلكترونيات عدت أيام وعدت شهور وفي وقت قليل جدا أصبح دانيال واحد من المميزين داخل المصنع ومن العقول العبقرية في مجال الإلكترونيات واستمر الحال على كده لحد ما في يوم من الأيام واحد من اليهود اللي كانوا شغالين معاه في المصنع عزموا على الغد عنده في البيت وكان اليهودي ده اسمه ميكال ديرام المهم ان دانيال قبل العزومة اخد بعضه وراح للراجل ده على البيت اول ما وصل هناك لقى اللي بتقدم له الغده بنت ملامحة في منتهى الجمال كان اسمها مازيل ميكال ديرام وكان عمرها في التوقيت ده 16 سنة أول ما شاف البنت أعجب بها جدا وفهم إن موضوع الغدى ده واللي على غير عادة اليهود إن يهود يعزم يهودي أصلا فهم إن دي حركة كده عشان يجوزوا البنت المهم إن يدوب عدى كم شهر وفعلا يتجوزوا وبقوا الاتنين تحت سقف واحد كل الأحداث اللي بحكيها لك والتغيرات اللي طرقت على حياته واللي غيرت من شخصيته تماما إلا إن حاجة واحدة بس اللي ما تغيرتش جوا وهو الحلم انه يرجع للعراق بسبب الخنقة والتفرقة العنصرية اللي شافها وحساها بنفسه أثناء وجوده في تل أبيب استمر الحال على كده لحد سنة 1971 في يوم من الأيام وهو موجود في المصنع تفاجأ ان فيه ثلاث أشخاص جايين له لحد المصنع هناك وطلبوا انهم يعودوا معاه على انفراد قاعد معاهم ولقاهم عمالين يسألوه عن كل حاجة في حياته أخبارك، أخبار شغلك، بيتك، ظروفك المادية وهو كل سؤال يسألوه يجاوبهم عليه لكن لا عارف مين دول ولا عارف عايزين منه ايه وبعد ما خلصوا كلام معاه سابوه مشوا عد اسبوع واثنين وشهر كامل وما حدش سأل فيه وهو كمان كان قرب ينسى الموضوع واعتقد ان اللي كانوا بيسألوه دول مجموعة كده جاي له من الفرع الرئيسي عشان ترقية في شغله ولا حاجة لحد ما في يوم من الايام وهو موجود في الشغل لقى واحد من التلاتة دول جاي له على المصنع وقال له سيب كل اللي في ايدك وتعالى معايا دلوقتي حالا ولا تسأل ليه ولا رايح فين ولا تبلغ حد ولا حتى مراتك طبعا ما نطقش معاه ولا نص كلمة خرجوا من المصنع رجبوا العربية مشيوا فجأة لقى نفسه واقف قدام مبنى المساد الإسرائيلي أول ما شاف مبنى المساد اتخذ وهنا بدأ يسأل بقى أنا هنا ليه أنا بعمل إيه انا عملت ايه اصلا عشان تجيبوني هنا كان ضابط المسادة اللي في استقباله اسمه شامعون رفيف قاعد يقوله احنا معجبين جدا بيك وبشغلك وبمهاراتك في الالكترونيات وزي ما انت شايف اسرائيل دلوقت بتتطور وشغلنا كله هيبقى بالحسب الالي واحنا محتاجين العباقرة اللي زيك وتأديرا مننا ليك انت مش هتتعين مجرد فني كده وخلاص ده انت هتتعين بردبة ملازم وما بين يوم وليلة اصبح دانيس عيل اليهود العراقي ضابط بالموساد والجيش الإسرائيلي ومن أول يوم لي في الموساد وهو بيبذل كل مجهوده عشان يثبت نفسه ويحقق طموحه اللي بيحلم بيه وطبعا لأنه بقى الراجل بتاعهم أو واحد منهم فاتغيرت المعاملة تماما اللي كانوا بيعملوها له قبل كده كيهود عربي وتوفرت له كل سبل الراحة اللي هو عايزها وبعد ما كان عايش في أقدر وأردق السكنات ادوله راتب محترم قدر من خلاله أنه يشتري سيارة خاصة والدولو كمان سكن مجاني في مستعمرة اسمها ميكور حييم دانيال في البداية كان مبسوط جدا بالوضع الجديد اللي هو فيه لانه خلاص اصبح على اعتاب انه يحقق الحلم والنفوذ اللي طول عمره بيحلم بيهم وما قصرش معاهم في اي حاجة من ناحية الشغل وكان بيقدم لهم الخدمات اللي كانت كفيلة انهم يثقوا فيه الثقة العمياء وصلت درجة الثقة دي انه بقى واحد من المطلعين على الملفات السرية لجواسيس المساعد جوه العراق ومش بس كده ده عارف كمان الاسماء الحقيقية للجواسيس وعارف ارقامهم الكودية والمهمات والتكلفات المكلفين بيها داخل العراق وعارف كمان أسماء زباط الموساد الإسرائيلي اللي موجودين جوه العراق واللي بتابعوا حالات الجواسيس يعني تقدر تقول عليه كده انه أصبح كنز أسرار ومش أي أسرار دي معلومات ما كانش ينفع أي حد يعرفها اللي عدد قليل جدا جدا من رؤ��اء الأفرح داخل الموساد واستمر الحال على كده لحد سنة 1977 في الفترة دي وبسبب محبة الناس حواليه وتشجيع زميله ليه خاض انتخابات الكنيسة وبقى واحد من ضمن أعضاء الكنيسة الإسرائيلي وانضم بعدها لأعضاء الكنيسة المدافعين عن حقوق اليهود الشرقيين وحارب حرب ضروص ضد اليهود الأشكناز أو الأوروبيين ولكن كانت كل جولاته ضد اليهود الأشكناز بتبق بالفشل وتأكد جوا إحساس أن إسرائيل ما هي إلا غول بيكل نفسه وخاصة بعد ما انكسرت قدامه الصورة المزيفة المصطنعة عن الجيش اللازل يقهر وكان كل يوم يعد عليه يزيد صخطه وغضبه أكتر على إسرائيل وكان الصخط والغضب ده يزيد أكتر لما يعرف أن في عميل جديد أو جاسوس تم زرعه في العراق كان على الرغم من كل السنين اللي عدت والنفوذ اللي وصل إليه نكفة لأبيب اللي أنه برضو استمر جواه الحنين والشوق للعودة للعراق ولكن موضوع العودة بالنسباله كان في غاية الصعوبة ويكاد يكون مستحيل والموضوع ده كان لسببين موسيقى السبب الأول هو أن كل اليهود اللي سافروا من العراق على فلسطين سواء بطريقة شرعية أو غير شرعية كلهم تم إسقاط الجنسية العراقية عنهم وتم مصادرة جميع أملكهم لخزانة الدولة السبب الثاني هو أن الموساد نفسه مستحيل هيسمح له أصلا بالعودة للعراق لأن زي ما قلت لحضرتك أنه كان بالنسبة لهم عبارة عن كنز أسرار وعلى الرغم من المستحيلات والصعوبات دي كلها إلا أنه برضو فضل الحلم في دماغه واستمر في كتمان سره جواه لحد ما في يوم من الأيام وهو بيقرأ الجرايد العراقية عرف ان فيه واحد من أصحابه الأدام اللي موجودين في العراق تقلد واحد من المناصب الرفيحة جدا جدا في الدولة المهم وبطريقة ما عرف انه يتواصل مع صديقه اللي موجود في العراق وطلب منه انه يتوسط له عند القيادة السياسية عشان يسمحوله بالعودة للعراق وطلب منه ان الموضوع يبقى في منتهى السرية صاحبه المسئول العراقي طلع جدع معاه وفعلا توسط له عند القيادة السياسية العراقية ووفقه له على انه يرجع مرة تانية للعراق ومش بس كده ده وفقه له كمان على استعادة الجنسية العراقية ومن ساعة ما عرف الخبر وهو طاير من الفرحة وبقى ليل ونهار ما بيفكرش في اي حاجة غير في خطة الهروب من اسرائيل ولكن الكارثة اللي كسرت فرحته هي ان المساد وصلته المعلومة وكان عارف كل التفاصيل اللي حصلت وكان عنده تسجيل بالمكالمة اللي تمت ما بينه وبين صديقه العراقي المهم ان المساد استدعوا للتحقيق وبدون مقدمات ولا لف ولا دوران وجهوب المكالمات والأدلة اللي معاهم طبعا دانيال أول ما شاف بقى الكلام ده والأدلة اللي عندهم اعترف وما أنكرش أي حاجة ولكن دانيال لأنه عارف الغدر اللي جواهم فقال لهم أنه عمل الموضوع ده في لحظة ضعف منه وأن مراته وأولاده هم اللي أجبروا أنه يتصرف التصرف ده وطبعا كان هو ملقن مراته وأولاده بالكلام اللي يقولوه لو الموساد حقق معهم ولكن المفاجأة بالنسبة لدنيال انه اتصدم من رد فعل ظابط الموساد اللي بيحقق معاه قال له لا يا راجل ما تقولش الكلام ده احنا طبعا متفاهمين وعارفين الكلام اللي انت عايز تقوله بس هو مين اصلا قالك اننا معترضين على انك ترجع للعراق بالعكس ده احنا هنكون مبسوطين جدا اننا بنسعدك ونسعد مراتك وولادك بس زي ما هنساعدك انت كمال لازم تساعدنا العراق بلدك اه انما اسرائيل هي وطنك الام قال لهم طبعا نساعدكم بس ازاي قالوا له احنا هنكلفك بحاجة بسيطة جدا كل اللي عايزينه منك كم معلومة كده هتتأكد لنا منهم وبعد كده يا عم لانت شفتنا ولا احنا شفناك اعمل بعدها اللي انت عايزه بس معلش في حاجة كده لازم اقولها لك قبل منسى انت لما تسافر هتسافر لوحدك مراتك وولادك هيفضلوا معانا هنا نفست المهمة واللي مطلوب منك هنبعتهم لك وفوق منهم بوسة لعبت بديلك كده ولا كده ما تزعلش مننا ده الكلام الظاهري اللي تقال لدنيال ولكن كانت الحقيقة الخبيثة غير كده تماما المساد لما وافق لدنيال على انه يرجع للعراق ما وافقلوش محبة فيه او انه عاوز فعلا ينفذ مهمة هناك ولكن وفقه له عشان دنيال اول ما يحط رجله في العراق ويبدأ ينفذ المهمة اللي اطلبت منه طبعا لانه مضغوط عليه بامراته وولاده فأول ما يبدأ ينفذ المهمة هم بقى يكلفوا واحد من كلابهم يبلغ عن دانيال وبالتالي تقبض عليه الحكومة العراقية ويعدمه وبالتالي يبقى ضربه عصير فورين بحجر واحد أولا هيبقوا انتقموا منه وخلصوا عليه بإيد العراقيين مش بإيديهم هما الحاجة التانية يستغلوا بقى اللي هيحصل ده ويشيعوا وسط يهود العراق ويقولوا لهم آدي واحد منكم هو ساب إسرائيل ورجع للعراق مرة تانية ولكن الحكومة العراقية قبضت عليه وعدمته وبالتالي يستغلوا بقى الحادثة ويبقى عبرة ليهم طبعا دي الخطة الخبيثة الشيطانية اللي توهم المساد إنه قادر على تنفذها ولكن كانت المخابرات العرائية بالمرصاد وفطنت للخطة اللي كان مدبرها الموساد لدنيال وبالفعل سنة 1983 سافر دنيال من تل أبيب على بغداد وهناك وبشكل سري جدا قدرت المخابرات العرائية انهم يعودوا معاه وفهموه المخطط بالكامل من الموساد وقالوا له احنا لا عايزين نضرك ولا هنستفد اصلا اي حاجة من ضررك الاول احنا هنزبط لك ان الكلام اللي قلناه لك دلوقتي كلام صحيح وبعد كده يا سيد احنا هنساعدك ونعمل لك كل اللي انت عايزه كل ده في مقابل حاجة واحدة فقط اي معلومة تعرفها عن ملف العراق داخل الموساد تقولها لنا ومش كده وبس ده احنا كمان هنطلع لك مراتك وولادك من تحت ايديهم ولكن مش هنجيبهم على العراق حرصا على امنهم انت بنفسك اختار الدولة اللي تعجبك ونبعتهم لك على هناك وبعد فترة تسافر لهم وتختفوا تماما بعد ما يعدي شوية وقت كده تبقى تجيبهم وترجعوا العراق مرة تانية قال لهم كلامكم جميل جدا وموافق على كل اللي قلتوه وبعد ما كان المساد هو اللي عاوز يتلاعب بدنيال وبالمخابرات العراقية بقت المخابرات العراقية هي اللي بتتلاعب بالمساد ونصبت لهم الفخر وكانت الصدمة بالنسبة للمساد ان بعد اسابيع قليلة جدا من وجود دنيال في العراق ان جواسسهم وكلبهم اللي موجودين هناك بيقعوا واحد ورد تاني وأصبح المسد على يقين أنه تلسع الأفا المعتبر من العراقيين والمدة سنة كاملة دانيال موجود في العراق والمخابرات العراقية أخفته تماما حاول المسد بكل الطرق أنهم يوصلوا له ولكن فشلوا تماما المهم أنه بعد سنة كاملة وتحديدا في نهاية 1984 طلب دانيال من المخابرات العراقية أنهم ينفذوا وعدهم معاه طلب منهم أنهم يهربوا امرأته وولاده ويودوهم على أسبانيا وفعلا والطريقة ما قدرت المخابرات العراقية أنهم يهربوا مراته وولاده الأربعة بجوازات صفر مزورة من تل أبيب على أسبانيا وبعد كم يوم من وصول مراته وولاده على أسبانيا كملت بقى المخابرات العراقية جميلها معاه وهربوه هو كمان بشكل سري على أسبانيا وكان شرط المخابرات العراقية الوحيد معاه أنه ما يعملش أي حاجة ولا يخطي أي خطوة إلا لما يرجع ليهم وكان شرط المخابرات العراقية الوحيد معاه انه ما يتصرفش اي تصرف ولا يغطي اي خطوة الا لما يرجع لهم وفعلا عاش هو وامراطه وولاده هناك في اسبانيا ست شهور كاملين مختفيين تماما محدش يعرف عنهم اي حاجة لحد ما في يوم من الايام وقرار منفرد منه وبدون ما يرجع للمخابرات العراقية قرر بقى بالقرشين اللي موجودين معاه يفتح مصنع للحوم المجمدة وفعلا جهز المكان ومشي في الاجراءات وحدد كمان معادل الافتتاح في نهاية سنة 1985 وعشان بقى يسوق لنفسه كده والعجلة تمشي ام جاي عامل شوية دعاية عشان المصنع مين بقى اللي شم خبر بالموضوع؟ الموساد الإسرائيلي عرفوا بقى عن طريق كلابهم اللي هناك إن دانيال موجود في برشلونة وإنه على وشك افتتاح مصنع للحوم المجمدة وأول ما عرفوا مكانه صدرت الأوامر من إسحاق شامير شخصياً رئيس الوزراء الإسرائيلي بإنه لابد من تصفيته وعلى وجه السرعة المهم إن الموساد حطوا خطتهم وبعتولوا فريق من فرق الاغتيالات الموجودين عندهم وصلوا هناك وعرفوا فعلاً طريقه وفضلوا رصدين تحركاته بالدقيقة والثانية لحد قبل افتتاح المصنع بأسبوعين فقط اليوم ده الساعة 8 مساءً جات له مكالمة تليفون من المهندس المسؤول عن غرف التبريد وبلغوا إنهم عايزينه في المصنع عشان ياخدوا رأيه في حاجات ضرورية خرج دانيال من بيته بعد ما بلغ زوجته إنه رايح للمصنع هيخلص شوية حاجات ويرجع على طول وبالفعل وصل دانيال للمصنع وأول ما دخل غرفة التبريد واللي كانت لسه تحت الإنشاء تفاجأ بمجموعة من الأشخاص أيضوا حركته وكتفوه من إيدي ورجليه وبدون أي تفاهم حدفوه في حفرة داخل غرفة التبريد اللي كان سبق وجهزوها عشان تبقى القبر بتاعه وفي أقل من دقايق ردموا عليه وهو حي ردموا عليه وهو عمال يصرخ ويستعطفهم يسبوه عشان خاطر ولاده ولكن لا حياته لمن تنادي ولكن دانيال ولأنه كان واحد منهم في يوم من الأيام وعارف أساليب الغدر بتاعتهم وعشان كده كان عامل حسابه كويس جدا للحظة دي كان أعزكم الله بيجيب الحزاء بتاعه ويشيل الفرشة منه وكان جايب ورق صغير جدا لفه بطريقة في منتهى الدقة وكاتب فيه كلام بما يفيد إن المساد هم اللي قتلوه وإن في يوم من الأيام لو وجدت جثته يبقى المساد اللي قتله طبعا زوجته بعد غياب زوجها اضطرت إنها تبلغ الشرطة الإسبانية الغريب في الموضوع إن القضية تأفلت وكأن شيئا لم يكن الأغرب كمان إن المهندس اللي أجرى مع المكالمة التليفونية والفريق المنفذ اتبخروا تماما طبعا زوجته كانت عايشة وعرفة الحكاية من الأول حاولت بكل الطرق تثبت إن المساد هو اللي قاتل جزها ولكن كل محاولتها بقت بالفشل لإن للأسف مفيش جزة أصلا بعدها اضطرت إنها تبيع المصنع وفضلت القضية في طي الكتمان لحد ما تم اكتشاف الجزة عن طريق بعض العمال وهم بيجددوا غرفة التبريد بعد ما اكتشفت الجثة حاولوا امراطه ولاده بقى انهم يحركوا المياه الراكدة مرة اخرى في البركة العاكرة طبعا في البداية لقوا صعوبة شديدة جدا لحد ما تجرأ المخرج الاسرائيلي ديفيد فيشر وانتج فيلم بعنوان دفنوه حيا وتكلم خلال الفيلم عن الحادث بالتفصيل واطلق على دانيال سعيل اليهود الثائر والحقيقة ان من بداية انتاج الفيلم ده وهو مصار للجدل في جزء قال إن الفيلم ده سبب إنتاجه فضح للموساد الإسرائيلي وفي جزء تاني قالوا إن الفيلم ده ما هو إلا ترويج لانتقام الموساد وإن أي حد من عملاءه أو جواسيسه حيفكر إنه يخرج عن تعاليمه وعن قاعده هيبقى مصيره زي مصير دانيال وهو الدفن حيا ولحد هنا بيخلص ملف ضابط الموساد العراق اليهودي دانيال إسعيل راجوبة واللي عايز أقوله لك بقى في نهاية الفيديو ان الحد النهاردة مازال فيه يهود موجودين هناك في فلسطين المحتلة بيتمنوا يرجعوا للدول العربية اللي سبقوا هربوا منها الحاجة الاخيرة اللي عايز اقولها لحضرتك ان من يومين كان فيه خبر كده طلع على القناة رقم 12 الاسرائيلية الخبر بيقول انتحار ضابط مساد اسرائيلي الخبر كمان بيقول ان الزابط ده هو الزابط رقم 3 اللي بينتحر خلال سنة واحدة داخل الجهاز والخبر اللي طلع ده هو اللي خلان اختار لك الملف ده بالذات عشان احكيه لك النهاردة واللي عايز اقوله لك ان زباط المساد او اللي بيشتغل مع اجهزة المساد او اي جهاز مخابرات معادي البلد ما تتخيلش انه عايش في املة ما تتخيلش وتصرح بخيالك انهم بقى الفلوس والسيدات والخمور والحياة المرفهة اديك شايف قدام عينك اهو زباط للمساد وانطحروا حتى الزباط التنين أو أي عميل أو جاسوس عندهم بيفكر أنه ينشق أو أنه يخرج عنهم بتبقى نتجته أو بيبقى جزاؤه التصفية يعني الخلاصة كده وزي ما بيقول عندنا في مصر السكة معاهم رايحة ومفيش رجوع والحد هنا وبتخلص حلقة النهاردة وبعتذر جدا لو طولت عليكم بشكركم جدا جدا ليكم والوقتكم عاش الشعب المصر العظيم وعاش الشعب العراق العظيم وياحيا العراق وتحيا مصر وإلى اللقاء